ورد في الأخبار أن وزارة العمل السعودية ابدت رغبتها في فتح باب الاستقدام للعمالة المنزلية "خدم" من السودان من بين دول جديدة لم تكن من ضمن خارطة استقدام العمالة المنزلية، والسؤال الذي يطرح نفسه : لماذا استقدام عمالة منزلية من السودان ؟
وبالرغم من علم الجهات الرسمية في المملكة العربية السعودية، أنه لم يسبق أن سمحت حكومة سودانية لسيدة سودانية للعمل كخادمة، وزيادة على ذلك تشترط الحكومة السودانية على السودانيات ذوات التخصصات المختلفة ، أن يسافرن مع مَحَرَم أو "مرافق".
وبهذا القرار يتوجب على وزارة العمل السودانية أن يكون لها موقف واضح وراي صريح وقاطع، من غير لف ولا دوران لأن قانون الهجرة في السودان لا يسمح بعمل السودانيات كخدم خارج السودان، ونحن كسودانيين تحكمنا بعض العادات والتقاليد الاجتماعية، التي تقف ضد أن تعمل النساء كخدم في المنازل، ونجد السودانيات سافرن الى الخارج برفقة ازواجهن أو اقاربهن الاقربين، وفي نفس الوقت نجد أن المرأة السودانية متمسكة بالموروثات الاجتماعية، ومن الصعب عليها ممارسة مثل هذه المهنة في الخارج، رغم الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها معظم الشعب السوداني
بعد كل هذا الكلام لدي قناعة كاملة أن النظام الحاكم في السودان لدية سياسة ممنهجة منذ ان استولى على السلطة، ان يزل ويهين الشعب السوداني كافة رجال ونساء من تكميم الأفواه وتعذيب المعتقلين دون سبب وقتل من يقول رأيه بطريقة سلمية، وإذلال المرأة في الداخل ، وخاتمة المطاف يريد أن يزلها في السعودية.
وكل السعوديين يعلمون أن الطفل السعودي عندما دخل المدرسة أول مرة وجد من يعلمه فك الخط معلم سوداني وعندما كبر ودخل المرحلة االمتوسطة وجد المعلم السوداني خير عون له في تعليمه معظم المواد، واصبح شاب ودخل الثانوي وجد المدرس السوداني يسانده في دروسه وفي مرحلة المراهقة ليواجه الحياة، وأكمل الثانوي ودخل الجامعة وجد البروفيسور السوداني خير معين له، في كافة الكليات العلمية منها والأدبية.
ودخل سوق العمل ووجد السوداني بخبرته في كافة المجالات، خير معين له وسند له ويبصره بكل خفايا المهنة بكل ود دون سائر الجنسيات، ورغم كل هذه الخدمات التي وجدها السعودي من السوداني كيف له ان يصل في آخر المطاف أن تكون الخادمة لدية في البيت سودانية،
كيف للسعودي أن يصدق عينية وهو عائد إلى منزلة في نهاية يوم عمل مضني أن من تخدمه في البيت قد تكون حفيدة أحد من علمه في صغره أو في الجامعة ، أو من كان له عون وصديق في بداية حياته العملية، وهذا الشريط يمر أمام عينية
لعنة الله عليها من سلطة متجبرة قاهرة جاهلة لا تعرف تاريخ السودان والسودانيين، والتي جعلت من المرأة السودانية التي تحتل مكاناً عالياً في وجدان شعبها، إنسانا بلا عزة ولا كرامة، وسلعة تجارية ضئيلة القيمة وخادمة .
إنهم جهلة لا يعرفون عن المراة السودانية أنها من حفيدات مهيرة بنت عبود، والملكة أماني شاخيت (الكنداكة)، وحفيدات الأبطال والعلماء والشهداء والعظماء في كل ركن من أركان السودان.
فإن فرطوا فيهن فنحن لهم بالمرصاد، ولن يأتي يوم يفرِّط فيه (أخوان البنات) و (مقنع الكاشفات) و (خال فاطنة) و (المأمون على بنوت فريقه)، لن يفرط السودانيّون الذين هم عند عروضهم (لئام وجبَّارين)، لن يفرطوا في عزَّة (بت ملوك النيل) ليعبث بها تجار البشر