المبادئ العظام لا يتمسك بها إلا العظام.. رجالاً كانوا أو نساء.. ومع تراجع هذه القيمة المهمة.. داخلياً وخارجياً.. فنحن فئة ما زلنا ننظر للحياة من منظار (رغيف العيش).. هذا هو نضالنا..ولا يعدو نظرنا غير بضع سنتمترات فقط لنرى ولا نقع.. هذا هو نضالنا.. كما ولا يتعدى طموحنا ثمة قليل من شماتة في زيد أو عمرو.. وأعظمنا وأفهمنا هو من ينافس أخاه في مسكن أو ملبس أو هندام.. هذا هو نضالنا.
ارتقى الرجال عظماء عن كل ذلك الهطل الزائل.. الذي لا يورث إلا مسحك عن خارطة الأبطال.
لم يكن نلسون مانديلا وحده عظيماً.. فقد كان مارتن لوثر كينغ زعيم أمريكي من أصول إفريقية.. من الناشطين السياسين.. ومن المطالبين بإنهاء التمييز العنصري ضد بني جلدته وقد حصل على جائزة نوبل للسلام، وكان أصغر من يحصل عليها.. حيث لم يتجاوز الـ35 عاماً.. مات مقتولاً.. لكن حلمه لم يمت ولن يموت.. فقد تحقق هدفه الذي نشده.. فهو لم يتصارع مع إخوته في امرأة ولا بيت وراثة.. ولم يشمت على أحد وكذلك لم يحسد الناجحين.
ومثله كان المهاتما غاندي.. فقد كان السياسي البارز والزعيم الروحي للهند خلال حركة استقلال الهند.. وهو أيضاً مات مقتولاً ولكن بعد أن حقق حلمه النبيل لعالم كبير اسمه (الهند).
والفرق بيننا وبين هؤلاء العظماء كم هو فرق عجيب.. فإن طموحاتهم كبيرة ويحققونها.. ونحن طموحاتنا سخيفة ورغماً عن ذلك لا نحققها.. وذلك لأن الفرق بين الخير والشر كبير.. فهذا يدفعه الله وذاك يدفعه الشيطان.