الثورة الإسلامية العسكرية (الإنقاذ).. نجحت لحد كبير في السير بالسودان خصوصاً في فترة التسعينات من القرن الماضي.. وانتعش البلد في تلك الحقبة لحد ما.. وظهرت الطرق القومية الكبيرة شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً.. وازدانت العاصمة كباري وشوارع وساحات وجمال.. ورخصت البضائع حتى كان المغترب لا يحضر معه الهدايا لقلة سعرها عن دول الخارج في الخرطوم.. وتوفر الوقود والخبز.. وكثير من مناحي الحياة كان فيه تطور.
ولكن الله عز وجل قلب هذا الحال.. فتبدل الرخاء شظف.. والأمن حرب.. كيف لا وقد تعجرف الإنقاذيون كما تعرف قبلهم ابليس (أنا خير منه).. وفرعون (وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ) وقارون (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي).. ونميري حين قالك "أنا ما ح يجي يوم يقولوا الرئيس السابق.. سيقولوا الرئيس الراحل".. في إشارة لخلد الحكم له حتى الممات.. فسقطوا قبلهم.. ولم يتعظ الإنقاذيون حين قال الزبير محمد صالح: (يموتوا تلتين ونقعد نحنا ومعانا التلت الباقي).. ولم يقعد هو فمات مثلما ماتت ثورته الآن.. وكأنه لا يعلم ما يخبئ الله له.. وصعد إبراهيم عبيد الله وقال: "نحن قاعدين لامن يجئ المسيح الدجال".. ولم يجئ المسيح الدجال ومات هو.. وقال قائدهم عمر البشير: "نحنا طالما إبراهيم شمس الدين دا قاعد تب ما بتجينا عوجة".. ومات إبراهيم شمس الدين وجات العوجة.. وكأن الأمر بيد شمس الدين لا بيد خالق شمس الدين.
الإنقاذ انتهجت نهج الجبابرة العتاة لذلك قال الله تعالى : (الكبرياء ردائي والعظمة إزاري.. فمن نازعني واحدًا منهما قذفته في النار).. وهم الآن ينازعونه فيه.. الإنقاذ فشلت لأنها لم ترجع إلى الله.. بل تكبرت عليه حين قال المتعافي: "الراجل يمرق الشارع".. في إشارة للمظاهرات.. ستسقط الإنقاذ بعد أن فشلت كل عمليات الترقيع والجراحات والتجميل.