انتهى مشوار.. وبدأ آخر
* نجح الهلال في أن ينال مبتغاه وتأهل إلى نصف نهائي دوري الأبطال بفوزٍ غال على المريخ دون أن يتأثر بنتيجة لقائه الأخير مع زيسكو في زامبيا.. وإن كانت مباراتا المرحلة الأخيرة ستسهمان في كشف هوية متصدر المجموعة.
* خسر المريخ وغادر ربع النهائي مبكراً وتذيل مجموعته لأنه لم يحترم منطق المنافسة وفرط في نقاطٍ عزيزة في ملعبه بالتعادل مع الهلال والخسارة أمام زيسكو قبل أن يختم مسيرته بخسارة قاسية أمام نده بثلاثية موجعة.
* أهدر المريخ شوطاً كاملاً في لقاء الأمس بأداء رتيب أمام فريق يمتلك مدرباً يعرف قدرات لاعبيه جيداً ويدرك مطلبه الواقعي من المباراة بدليل أنه لعب بمهاجم واحد وركز على امتلاك منطقة المناورة بستة لاعبين!
* وعلى الرغم من أن لاعبي المريخ وجهازهم الفني كانوا يدركون تماماً أن معظم أهداف خصمهم أتت من ضربات ركنية وركلات ثابتة.. وعلى الرغم كثرة التنبيهات التي تلقوها قبل المباراة حول هذه الجزئية إلا أنهم سمحوا لديمبا بالوصول إلى مرماهم بالطريقة نفسها التي سجل بها الهلال في شباك زيسكو وكانوبيلارز.
* لا دافع المريخ جيداً في مطلع المباراة.
* ولا هاجم سعياً لإحياء آماله إلا في الحصة الثانية التي شهدت صحوة متأخرة والفريق يلعب بعشرة لاعبين عقب طرد الباشا بقرارٍ قاسٍ من الحكم الجنوب إفريقي جيرومي دامون!
* قسوة الحكم على المريخ لن تمنعنا من الاعتراف بأفضلية الهلال في المباراة وجدارة فوزه بالنتيجة على الرغم من تحفظنا على أداء الحكم الذي قسا على المريخ وأثر على مردوده حتى بعد أن استيقظ متأخراً ونجح في إدراك التعادل بهدف قلق.
* ولو نجح كليتشي في تسجيل الفرصة الذهبية التي سنحت له عقب هدف قلق لاختلفت المحصلة بكل تأكيد.
* لكن المعز تعملق وصد الكرة بمهارة يحسد عليها.
* الشوط الأول أتى ضعيف المستوى وسلبياً إلا من هدف ديمبا.. حيث لعب الفريقان بتحفظٍ شديد فشحت الفرص وتلاشت الهجمات الخطيرة وبدا واضحاً أن الشباك لن تهتز إلا من كرة ثابتة.. وبالفعل كان الهلال الأشطر في المبادرة بالتسجيل مستغلاً تفريط لاعبي المريخ في التغطية.
* وحفل الشوط الثاني بالإثارة وتحرك فيه المريخ وقاتل لاعبوه سعياً لإدراك التعادل ونجحوا في بلوغ مرادهم.
* لكن الهلال نجح في إنهاء آمال خصمه بهدف جميل لعمر بخيتوسّع به الشقة وصعّب المهمة على المريخ الذي كان يلعب وقتها ناقصاً.
* وصول الهلال إلى مرمى المريخ للمرة الثالثة كان متوقعاً لأن الفريق الأصفر كان وقتها مندفعاً للهجوم بكلياته على الرغم من معاناته من النقص الناتج عن طرد الباشا.
* انتهت رحلة المريخ مع دوري الأبطال.. والمحصلة دون مستوى طموحات محبيه بكثير.
* وبدأ الهلال رحلة التنقيب عن لقب خارجي تمنّع عليه طويلاً.
* الإخفاق ليس عيباً.. والفرق الكبيرة لا تتوقف في محطات الخسائر طويلاً.
* كما أن المريخ لم يكن يملك الكثير ليفقده في ربع النهائي.. اللهم إلا كبرياء الفرق الكبيرة.
* على مجلس المريخ مراجعة مسيرة الفريق وتغيير طريقة التعامل مع ملف التدريب وتوفير الاستقرار الفني له وإكمال النواقص بطريقة أفضل ورؤية أشمل ليتمكن من معاودة الكرّة في الموسم المقبل بفريق أقوى ورغبة أشد في التعويض.. مقتفياً أثر الهلال الذي تذيل مجموعته في دوري الأبطال الموسم الماضي وخرج من الحصاد المحلي صفر اليدين ثم عاد ليتأهل إلى نصف النهائي في البطولة الحالية.
* المريخ كبير برجاله وبتاريخه وبطموحاته.. ومن ظن أن مسيرته ستتوقف عند محطة الخروج من ربع النهائي الإفريقي فهو واهم.
* مسيرة قرن من الزمان لن تتأثر بكبوة.. ولن تنتهي بإخفاق.
* ويقننا يؤكد أنه سيعود أقوى وأكثر إصراراً على تحسين المردود ومطاردة حلم العودة إلى منصات الذهب القارية في مقبل الأيام.
* وعدم تأهل المريخ للنهائي لن يعمي عيوننا عن النتائج الجيدة التي حققها في الأدوار الأولى عندما نجح في التأهل إلى ربع النهائي بلا هزيمة.
* لكن مسيرته في دور المجموعات شهدت تعثراً كبيراً عقب تفريطه في المدرب الذي قاده للتأهل بلا هزيمة.
* وفي ذلك درس قاس لإدارة النادي كي تغير طريقتها في التعامل مع ملف التدريب وتوفر لفريقها جهازاً فنياً مقتدراً ومستقراً يستطيع أن يحقق الطموحات الحمراء في مقبل المواسم.
* فاز الهلال واستحق التحية والتهنئة.. ونتمنى أن ينجح في إدراك حلمه الكبير مع علمنا التام بصعوبة مهمته في الدور المقبل.
* أما لاعبي المريخ فقد سيطرت عليهم العصبية ولعبوا بثقة مهزوزة في النفوس فلم يحصدوا شيئاً.. ولم يحسنوا الدفاع عن بصيص الأمل الذي دخلوا به اللقاء.
* فوز الهلال أتى كنتيجة طبيعية لحسن إدارة مدربه كامبوس للمباراة.. ولاجتهاد إدارته في توفير معينات النجاح لفريقها داخل الملعب وخارجه.
* كما أن لاعبي الهلال ظهروا أوفر إصراراً على فوزٍ اجتهدوا للحصول عليه بإضرارٍ شديد فكان لهم ما أرادوا.
* انتهى مشوار.. وبدأ آخر.. وكرة القدم لا تعرف الدوام على حال.
آخر الحقائق
* نعلم مدى حزن جماهير المريخ.
* الخسارة أمام الهلال وفقدان فرصة المواصلة في دوري الأبطال تستحق الحزن.
* لكننا نثق أن جماهير المريخ لن تعتقل نفسها في محطة الحزن طويلاً لأن تدرك أن فريقها سيعود أقوى.. وأن مسيرته لن تنتهي عند حاجز الخروج من دوري الأبطال.
* مطلوب من كل أهل المريخ الالتفاف حول ناديهم.. ومؤازرته في وقت الشدة.
* الهياج وتبادل الاتهامات والإساءة للاعبين والجهاز الفني ستفاقم الوضع سوءاً.
* الأزمات تعالج بالهدوء والحكمة وليس الانفعال الأرعن.
* الحالة التي أشهر فيها الحكم الجنوب إفريقي دامون جيرومي البطاقة السفراء للباشا لا تسحق الطرد.
* الكرة لم تكن مخالفة في الأصل..
* لعب مدافع المريخ على الكرة وحصل عليها دون أن يعيق لاعب الهلال.
* كما أن الباشا قصد الاحتجاج على القرار وليس الاعتداء على سادومبا.
* كل الحالات المشكوك فيها احتسبت لصالح الهلال.
* مرة أخرى نقول إن مباريات دوري الأبطال لا تلعب داخل الملعب وحده.
* ومجلس المريخ لا يجيد أساليب اللعب خارج المستطيل الأخضر.
* فرحت جماهير الهلال وبالغت في إظهار فرحها.. وهي معذورة!
* الفوز على المريخ والتأهل إلى نصف النهائي يستحقان الفرح.
* نتوقع أن يمعن إعلام الهلال في استفزاز المريخ في الأيام المقبلة استغلالً لحالة الهزيمة.
* لكن استفزاز المريخ لن يجلب للهلال بطولة قارية.
* إذا اعتقد الأهلة أن فريقهم بلغ الغوثية فستكون المحصلة مخيبة للآمال.
* ثلاث حالات طرد للاعبي المريخ خلال 5 مباريات في الدور ربع النهائي ظاهرة تستحق الدراسة والعلاج.
* لم تتوقف قسوة الحكم على المريخ في طرد الباشا فحسب.. بل إنه أفقده خدمات دامر والشغيل والدافي بالإنذارات في المباراة المقبلة أمام زيسكو.
* فوز كانوبيلارز على المريخ قد يفقد الهلال صدارة المجموعة ويفرض عليه ملاقاة مازيمبي المرعب.
* وخسارة المريخ للقاء المقبل واردة في ظل النقص الكبير وتدهور معنويات اللاعبين والجمهور.
* وإذا فاز كانوبيلارز على زيسكو والمريخ فسيتصدر المجموعة ويتلافى ملاقاة بعبع مازيمبي المرعب.
* ناهيك عن أن المواعيد المحددة للقاء تصعب مهمة المريخ أصلاً.
* مبروك للهلال.. وسننتظر منه تأكيد جدارته بالحصول على أول لقب قاري في تاريخه.
* فهل ينجح في تحقيق مبتغاه؟