ذات شجن و لوعة
غادرني ليلة الامس صديقي الشاعر / عفيف اسماعيل
تاَنسنا كما ينبغي للاصدقاء ان يفتحوا دروبا اخرى للحياة ...في هذي المنافي البعيدة
هو كوكب الارض الذي نتمناه جميلا بجمال البلاد التي لفظتنا بأريحية غير قابلة للنقض
اهو
*********
كان مجدي النور حاضرا بيننا بتلك الطلعة البهية و الابتسامة التي لا تاريخ لانتهاء صلاحيتها
حين ودعني مجدي النور لاّخر مرة في السوق العربي قال لي و نحن نتبادل ارقام الهواتف
ما تزعج نفسك ...مية اتنين و عشرين النكسة
بعدها غاب في الزحام (قادل محمّل أسى ) ...وغبت انا عن البلاد (ماسك طرف الرهيفة و كاتم نفسها )
كان علي عبد القيوم ...و حي قيوم ...وسيرة نضيرة عن المسرح الجامعي
كان ان جاءنا ربيع عبد الماجد بسحنته التي لا تخطئها اذن ولا ينساها قلبٌ معافى
كانت ياسمين ابراهيم بنكهتها الاستوائية و صوتها ذو طعم المانجو
كان طلال دفع الله يغطس بيننا في هذا الحنين حتى لم يسعنا المكان من الفرحة و الالتقاء
*********
كان الحنين يعضُّ اقاليم قلبي بحلم قديم و جرح قديم و حب قديم ...فتنزف الذاكرة اسىً
يومان من الود الذي لن ينتهي
كانت الحصاحيصا كلها ...بشوارعها ...احيائها ...سوقها...كلها تفور في اعصابي كغيمة ذات نداء غامض و لطيف
غنت لنا نازك عثمان لحنها السماوي ....بكيت في سري لهذا الحنين الذي في الحانها
جاء هاشم العطا في لحن نازك كعريس بجريد نخل و ايقاع دليب رحيم
*****
كان حسن وراق سيد يوميّ المدهشين مع عفيف..
حسن ذو الدعابة و الحس الانساني الملهم ...والعقل الوقاد المّتقد حين تناديه الحصاحيصا ...وحين يناديه نداء شعبه الغامض البعيد....
كان جعفر عبد الرازق
الراحل فاروق وراق
بابكر عبد الرازق
.محمد وراق
عبد الوهاب هنداوي
نادي الاهلي ...النيل ...الهلال
اسامة ايلي ...عادل عبد الله ...نجوى بحاري ...ازهري ...سراج الفقرا
طارق كرف و ذكرياته مع عفيف عن ود مدني
عاكف اسماعيل
عاطف اسماعيل
الامن الاقتصادي
ذاكرة معتقلات حي الجملونات...الصمود و الصمود العظيم
هل قلت مظاهرات 95 واشجانها ؟
********
كان مصطفى سيد أحمد يجلس بجلاله المهيب بيننا ...حيث لا اعظم من ( سحابات الهموم يا ليل ) رغم غياب شقيقته مريم قبلها بيومين الى الضفة الاخرى
كانت لمسة الوفاءٍ له في تلك المدينة الفريدة التي اشعلتنا... واخرجتنا من تلك العواصم الذابلة ...فنزف القلب نزف
كانت المدرسة الغربية ...الامسية الغنائية بالاستاد ...حيث الاحساس العظيم بالاجواء الديمقراطية
كان حي ( فور ) يلسعني (بعرقيه ) الذي لا يوجد في هذا الكوكب
قال احد السمّار في بيت العرقي حين أُطفئت كشافات استاذ الحصاحيصا حيث الليلة الغنائية وبتوجيه من الامن و السلطة المحلية
- ديناااااك يا معلّم ...ضلّموها للدين
ابتسمت في الظلام لصديقي عبد العظيم البلولة ...ضحك البلولة ...ابتسم الكنار...غاب كديس الغبن الى جحره دون ان اقول بسسسسسسسسس
قال لي : ارحك نشوف القصة اّخرها شنو ...!!!!
حين صاح اكثر من خمسة اّلاف من محبي مصطفى سيد أحمد و اطلقوا عنان حناجرهم تعبيرا عن سخطهم من ظلام الكهرباء و الواقع و سمعنا ذلك الهدير ...جاء كديس الغبطة لوعيي الجديد
قال النديم الاّخر : امّّاااااااااااااااااااااااك ديل كلهم شيوئيين ؟
لم يقل احد شيئا بعدها ...لكنني رأيت ابتسامة صديقي البلولة ناصعة في ظلام المدينة
كان مصطفى بنبله الانساني يقترح علينا ان نتعشّى
لاول مرة اتذوّق ( سَلَطة ) الشعراء
قلت لعفيف بعد ان اعدّ لنا سلطة خضروات موفقة جدا
- واللهي انا قايلك شاعر ساي بس
ضحك ضحكة الانبياء فضحك الليل
ضحك وردي قبرئذٍ
*******-**
غنّينا للقدّال ...للانهار
لود بادي ...حيث تنام ذاكرة الهمباتة ببراح في شاطئ رفاعة و تمبول و البطانة ...
لعبد الله محمد سليمان ...ذات ليل فرح نرجوا عودته ...فغبنا في شجن الطيب عبد الله
لمدني النخلي و طعمه المميز في الغُنا
هاتفنا وسيم شعراء الاغنية عزمي احمد خليل وحكايات الاغنيات ...فجاء معه هاشم ميرغني و اوجاع اخرى
هاتفنا صلاح الزين ...فاكتشفت اني ضنقلاوي مسخوت بلئامتي المضحكة
كان ما كان
كان محمد المهدي عبد الوهاب و شاعريته
كان عفيف اسماعيل و فتوحاته الجديدة في الكتابة العالمية
كان الاسى عن حال البلد و اشواقنا لوطن خيّر ديمقراطي
كان نزار ابني ذو الخمسة شمعات يرفض بغيرة هذا الشكل من الاختلاء المعرفي بصديق يليق بالخصوصية
كان الحزب الشيوعي يحفر ذاكرة الونسات مع عفيف بكل اريحية
*******
اين عمو عفيف ؟
قالها نزار صباح اليوم ذات طفولة عفوية حميمة
فقط عفوية حميمة
نزفت غيمتان
قلت له و انا اغالب حنينا بعيدا
بجي راجع قريب ... حيجي
و غبت في حنيني
*******
عفيف ...كم سعدت بك ايها الصديق الانيق الحس ...الوسيم المعرفة ...الحريف في الانتقاء ...بيننا ما بيننا ...لا بهدنّو العواصف ...لا بصدنّو المحن
تحياتي لك ...وللاصدقاء في شمال القارة و القلب
حزين لعدم مرافقتي لك و انت تعلم