وواصل الاخ / حسن جولته معنا في المتحف وشرح لنا الحضارات التي مرت عبر كل العصورو الاجيال من العصر الجحري وعصر الاستعمار البرتقالي مرورا حتي العصرالحديث , وقبل ان نودعه ذكر لنا بانه سوف يسافر الي السودان لان الاخ / بكري عثمان حمد طلب منه ان يعمل مديرا لصحيفه سوف يصدرها في الخرطوم وقد مل من الغربة هنا علي الرغم من الوضع المادي الجيد , وودعناه علي نلتقي به في السودان وخرجنا من المتحف.
بعد خروجنا من المتحف زرنا معرض الفنون التشكيلية ومررننا بجميع اقسامها
الفنية المختلفة وعند الساعة الثانية رجعنا الي الفندق , وودعتنا رفقاتانا على ان تحضرا في المساء لاصحابنا الي المسرح القومي .
وبعد دخولي الي غرفتي نمت نوما عميقا ولم استيظ الا على طرقات في باب غرفتي فقد كان الطارق هو محمد منسوب يدعوني ان نتغدا مع بعض لانه لايعرف ان ياكل لوحده , وتغدينا غدا جيدا في غرفة محمد وادار محمد الريموت على قناة ( زعيط معيط الاخبارية) , وقد سال مراسلها رئيس جمهورية ام طرق دقاق الوقواقية عن حقيقة الاتهامات التي تقولها جمهورية ام طرق عراض عنهم بانهم يدعمون المعارضون التابعين لدولتهم وتهديد امنها فقال رئيس جمهورية ام طرق دقاق الوقواقية لمراسل قناة زعيط معيط ( والله التمثيليات التي تقوم بها جمهورية ام طرق عراض اصبحت مملة وبايخة فهي تمثيليات للاسف الشديد سيئة الاخراج واصبحت محفوظة لنا حتي ان الراعي عندنا في الخلاء اصبحت محفوظة لديه ووزير دفاعهم هذا راخل مخرف ومسجم ومرمد , فهم عندما تواجهم مشاكلهم الداخلية يهربون منها بهذه التمثليات وهم عاملننا نحن الحيطة القصيرة التي يعلقون فيها جميع مشاكلهم , ويقول وزيرهم المجنون هذا بانه سوف يضربنا انشاء الله يضربوا الضريب شقاق العناقريب , فمشاكلهم تتلخص في الاتي :. هم يدعون انهم بلد الديمقراطية والرفاهية ويخدرون شعبهم المغلوبة على امرها بالتوجه الديمقراطي بينما هم في الحقيقة يمسكون في السلطة بايديهم وارجلهم مثل الاعمى عندما يمسك العكاز وحتى بعد وفاتهم يفكرون في تورثها لابنائهم ويضحكون على شعبهم , وهم عاملين فيها جلابية بيضاء مكوية بينما هم في الحقيقة عبارة عن عباية مكرفسة وسيكون التغيير على يد شعبهم المغلوب على امره ولابد لليل ان ينجلي ولابد للصبح ان يظهر).
ظللنا انا ومحمد منسوب نتبادل اطراق الحديث في حديقة الفندق وعند المغرب اتصلت بنا مدلينا وتطلب منا الخروج الي خارج الفندق لاننا سوف نزور المسرح القومي , وبالفعل انتظرناهما وحضرتا وكانتا ترتديان زيا اخضر وذهبنا لركوب القطار المعلق الذي كانت محطته قريبة من الفندق وبعد حصولنا على التزاكر صعدنا سلالم اوصلتنا الى عربتنا في القطار, وقالت لينا اليوم سيكون هناك عرض اوبريت حصاد الويكة , فقلت لها باندهاش وهل تاكلون الويكة مثلنا في السودان فاجابت بان الويكة اصبحت اليوم هي الوجبة الشعبية عندهم , فقالت ان الذي ادخل الويكة رئيسهم السابق واسمه كبروس خشم الموس , انه كان في زيارة للسودان في منتصف السبعينات وان الرئيس نميري عزمه في منزله لوجبة العداء وكان من ضمن الوجبات وجبة الويكة ,فاعجب بها الرئيس كبروس وطلب من النميري ان يزوده بكمية منها وبالفعل زوده النميري بكمية منها وارسل معه شخصين احدهما طباخ لاعداد وجبة الويكة والاخر مزارع لزراعتها في مزرعته الخاصة وعندما كثر محصولها , قام الرئيس كبروس بتوزيها على جميع الولايات وهكذا انتشرت الويكة في بلدنا.
بعد دقائق وصلنا المسرح القومي ودخلنا وعند وصولونا لداخل المبنى فوجئت بشخص يشبه محمد ودالبري زميلنا وعندما اقتربت منه سلم علي وقد كان هو محمد ودالبدري بشحمه ولحمه فقال كيف حالك ياخ عبداللطيف مالذي اتي بك هنا فقلت له, وما الذي اتي بك هنا ايضا فقال انه يعمل في المسرح القومي , فقلت له هل تتذكر ذكرياتنا في الاسكندرية مع كمال الجمل , وكيف انني دخلت معه في مسابقة في الرقص بحضور ابناء الحصاحيصا وكيف انه استعان بك وكنت ترقص رقصة اليمامة وعلى الرغم من ذلك استطعت ان اتفوق عليكم انتم الاثنين , فقال والله ذكريات جميلة جدا وضحك كثيرا, فقال ان عن عمله هنا انه يقوم بتدريب الراقصين والراقصات وانه ادخل رقصة اليمامة بصورة عصرية في هذا البلد وادخل اوبريت حصاد الويكة وابريت وليمة السماية وانه عنده مدرسة خاصة مسائية لتعليم الشباب رقصة اليمامة ورقصة الصقر ورقصة السوسيو واستاذن بان مواعيد عمله قد حانت في المسرح .
وجلسنا في مقاعدنا في المسرح وبعد دقائق سمعنا صوت المذيع الداخلي يقول ( سيداتي ساداتي حان الان موعدنا مع اوبريت حصاد الويكة كلمات شاعرنا القومي الكبير الاستاذ عبدالمنعم سيداحمد وتصميم واعداد الرقصات والموسيقي الاستاذ محمد ود البدري) ,فضج المسرح بالتصفيق.
وصعدت مجموعة من الفتيات البارعات الجمال لخشبة المسرح وصدحت الموسيقي وبدات الفتيات في الرقص ويجلسن على ارجلهن في صورة حصاد الويكة , والغناء علي انغام الموسيقي ,وقد لاحظت ان الموسيقي هي موسيقي اغنية " احلى عيون بنريدا – للفنان عبدالعزيز المبارك ولكن الكلمات تغيرت" وكانت كالاتي :.
الويكة عشان بنريدا
اكلنا معاها عصيدا
فضلنا نضوق في ملاحها
ولقينا الشطة شديدة
والبامية بتملا بطونا
نموت واقفين على طولنا
الويكة حصادها وفير
يارب انشاء الله تزيدا
الويكة عشان بنريدا
اكلنا معاها عصيدة
وبعد انتهاء الاوبريت ضج المسرح بالتصفيق
بعد قليل سمعنا صوت المذيع الداخلي يقول( سيداتي سادتي حان الان موعدكم مع اوبريت وليمة السماية كلمات الشاعرالاساتذ عبدالمنعم سيداحمد وتصميم الرقصات والموسيقي الاستاذ محمد ودالبدري).
وصدحت الموسيقي ولاحظت ايضا ان الموسيق هي " موسيقي اغنية معايا معايا بالدرب الطويل لثناي العاصمة),
وبدات الموسيقي ودخل مجموعة من الشباب يرقصون ويغنون ويجلسون على موائد في الارض كانه منظر للسماية ويغنمون بهذه الكلمات:.
سماية سماية في الحي البعيد
نحن في بداية اكلنا ليه تقول
لي اكتفيت
وليه ليه تخلي الصلطة تملا
خشمك الفاضي الكبير
شاي لبن شاي لبن للصباح
شاي لبن شاي لبن للصباح
شوف كضومك شوف كضومك
شوف كضومك فيها
باقي اللحم كضومك
شم ايديك شم ايديك فيها ريحة البصل ايديك
وضج المسرح بالتصفيق وتوالت الاغاني والرقصات
وفي الختام ذهبنا لوحدنا انا ومحمد وودعنا مدلينا ولينا فقد بدانا
نعرف الطريق , وطلبت منا لينا ان نستعد للسفر بعد الغد لمدينة كاب الجداد السياحية البحرية