كأنه كان بالامس... كانه كان ليلة امس متاهات كابوس ملؤها رائحة الموت فى غياباتها تلاحقنا اسنة الرعب و سياط زبانية العذاب... كأنه كان ذات لحظة و غفلة... غدرا اتوا علينا يمتطون صهوة دباباتهم على اعتاب ذلك الفجر الاغبر الاسود... وفى ساحة المدينة تشفت خناجرهم و ارتوى ظمأهم من دماء ديمقراطية غضة غره لم تجد من يكون لها الصوان و الدفاع
فى الحقيقة هو ربع قرن من يوم ان قدم علينا الغزاة البرابره و هدموا اسوار الوطن و استباحوا كل شئ ونبوئتهم نحن نهاية تاريخكم و سنحكمكم بالحديد و اسنة النار و نسومكم سوط العذاب و فى كل الدروب ستلاحقكم اعينا طمسا و ازهاقا
و ماذا بعد ربع قرن من الزمان ايها الانقاذيون.. الاباطيل.. البائسون.. ماذا بعد ان جربتم كل شئ.. كل شئ.. لتنفونا من خارطة الوطن و لتصنعوا من غيابنا قوت لمملكة لا وجود لها الا فى نفوسكم المريضه و عقولكم الهرمه الخرفه.. و بعد ربع قرن من الزمان ما زلنا فى الجوار.. اما انتم فماذا فعلتم بعد ربع قرن من الزمان.. ماذا قدمتم للوطن فى المحافل الاقليميه و الدوليه غير تنازلات الذل و العار.. و ماذا قدمتم لبنى الوطن سوى الجوع و المرض و الحرب.. بل ماذا قدمتم لذواتكم الانينه العنينه الشقيه غير الضياع.. بعد ربع قرن من الزمان المعادلة اخذة فى التحول.. و يا لنكايتك ايها القدر و السجان ينقلب الى سجين و حبيس جدران بناها حصنا فاذا بها سجنا عاتما باردا يخاف ان يفتح كوة فيه فتنفذ اليه رسالة الموت و فى الحقيقة تحولنا الى رسل للموت كما الظلال فى كل دروب متاهات السجن نلاحقكم نحو نفيكم من خارطة الوطن