كتاب: المؤمن الصادق
تأليف: إيريك هوفر
ترجمة: د. غازي بن عبدالرحمن القصيبي
إيريك هوفر
إيريك هوفر (21 مايو 1983 - 25 يوليو 1902).
فيلسوف الأخلاقية والإجتماعية الأمريكي.
ولد في نيويورك من والدين يتحدران من من منطقة الألزاس شرق فرنسا على حدود ألمانيا،
والده كان نجاراً يصنع الأثاث الفاخر،
نظراً لأصله، فقد نشأ وهو يستطيع القراءة بالإنجليزية والألمانية، ونشأ قارئاً شرهاً جداً.
عندما كبر عمل في وظائف غريبة كثيرة: بائعاً للبرتقال،
عمل أيضا كعامل تحميل على أرصفة الشحن والتفريغ في سان فرانسيسكو مدة ربع قرن،
كما عمل في الزراعة واستخراج الذهب
كما حاول الالتحاق بالعسكرية،
ألف عشرة كتب، وحصل على وسام الحرية الرئاسي في فبراير عام 1983.
ذاع صيت كتابه الأول، "المؤمن الصادق" الذي نشر في عام 1951،
وانتشر على نطاق واسع، واعتبر كتاب كلاسيكي بسرعة،
عندما استشهد به الرئيس الامريكي دوايت آيزنهاور في التلفزيون،
كما تلقي إشادة من العلماء والناس العاديين على حد سواء،
على الرغم من أن هوفر يعتقد أن كتابه "محنة التغيير" كان أفضل أعماله.
في عام 2001، أُنشأت "جائزة إيريك هوفر" تكريماً له،
كما أُنشأت "مؤسسة إيريك هوفر" في عام 2005.
ملخص الكتاب:
حاول الكتاب الإجابة على سؤال:
لماذا يحدث التطرف لدى الجماعات المختلفة بمعتقداتها وأيدولوجياتها.
أسئلة محيرة .. وأجوبة أكثر حيرة !
رغم أن الكتاب تم تأليفة في الخمسينيات من القرن المنصرم،
إلا أنه يجيب على العديد من التساؤلات الهامة،
بطبيعة الحركات الثورية بمختلف أنواعها: الدينية، والقومية، واليسارية.
بل ويعطي إجابات واضحة، حول سبب إنتماء الشباب للحركات المختلفة،
وأسباب تركهم لها، حتى الإسلامية منها.
ويمكننا الاستفادة من هذا الكتاب لمعرفة طريقة تفكير أنفسنا وخصومنا،
بل وكيفية قيادة الجموع البشرية في الثورات الشعبية القائمة في العالم العربي وكيفية تحريكها.
العقل المحبط
في بداية الكتاب، يورد المؤلف جملة للعالم الرياضي الشهير "بليز باسكال" الفرنسي يقول فيها:
(يود الإنسان أن يكون عظيماً، ويرى أنه صغير، ويود أن يكون سعيداً ويرى أنه شقي،
ويود أن يكون موضع الحب والتقدير من الناس، ويرى أخطاءه لاتجلب له سوى كراهيتهم واحتقارهم ..
إن الحرج الذي يقع فيه نتيجة هذا التناقض، يولد لديه أسوأ النزعات الإجرامية التي يمكن تخيلها،
ذلك أنه يبدأ في كره الحقيقة التي تدينه وتريه عيبه).
يذكر الدكتور غازي القصيبي أنه بحث كثيرا في ظاهرة الإرهاب ..
وتمنى أن يجد كتاباً يضيء مافي داخل عقل الإرهابي،
كي يرى واضحا ما يحوي بداخله..
وكان هذا الكتاب كالمصباح الذي أرشده لضالته..
ثم يشير إلى أن الكتاب يتكلم عن ظاهرة التطرف...
والإرهاب وليد التطرف..
تبدأ معادلة الكاتب إيريك هوفر بأمر بسيط، لكنه مقنع..
حيث تبدأ المعادلة بـ "العقل المحبط"،
يرى المحبط العيب في كل ما يحيط فيه،
وينقل كل مشكلاته إلى عالمه المحيط وفساده الكبير،
ثم يتوق للتخلص من نفسه المحبطة، وصهرها في كيان نقي جديد..
ثم تأتي "الجماعة الثورية الريديكالية"، التي تستغل إحباط الفرد،
وتجعل من نفسها البديل الذي يستغل كراهية الفرد وإحباطه وحقده،
وهنا يحدث الإلتقاء بين عقلية الفرد المحبط، وبين عقلية القائد الإجرامي المنظم..
ثم ينشأ "التطرف"..
ومن التطرف ينشأ الإرهاب..
الفرضية الأساسية التي وضعها المؤلف هي:
أن المحبطين يشكلون غالبية الأعضاء الجدد للجماعات والحركات الجماهيرية،
ويفترض أنهم ينضمون بإرادتهم لهذه الجماعات...
ويفترض لذلك أمرين أساسيين تبعاً للفرضية الأساسية:
أولا: أن الأحباط في حد ذاته يكفي لتوليد معظم خصائص المؤمن الصادق...
ثانياً: أن الأسلوب الفاعل في استقطاب الأتباع للحركات،
يعتمد أساسا على تشجيع النزعات والاتجاهات التي تملأ عقل المحبط.
منقول