- للذين لم يقرأو (فهمي و فهمك .. الفهم شنو (1-2) ) ، فهو مقتبس أدناه ..
- الرشيد حبيب الله التوم كتب:
لا شك أننا نقرأ فهم الفرد من خلال أفعاله و أقواله و حتى صمته الذي يجد نصيبه من القراءة عندما يسلك الفرد مسلكاً ندرك منه ما لم يقله المرء أو يفعله عند صمته ذلك..
فهمي و فهمك.. رأيي و رأيك و الفهم المشترك هي أكبر ما يجمع إثنين أو أكثر أو جماعة و أكبر.. و في ذات الوقت يظل الخلاف حولهم و رأي الأخر هما ما يديران معركة ، الخاسر (الوحيد) فيها هو (الود) مهما إلتف كثيرون حول ديمومته..
تجد من الناس من يأسرك بفهمه العميق لما ينتهج في حياته و حياة من حوله، فيجعل من نفسه (محور) يدور حوله الناس و أشياءهم.. و بالطبع و كما يقال، ليس الفهم بفهم القلم فقط و حتى أصحاب العلم و القلم يسبحون في فضاءات شتى و أكثرهم يجعل من ذاته بفهمه العلمي و الحياتي أحد ضفاف الواقع الخلاق للحياة و قلة منهم هم عين (البلم) و الذي إن خرجوا به على الناس ما زادوهم إلا إحباطاً و جهلاً و خبالا..
إمرئ ذو علم و فطنة وفهم (كبير) لكافة شئون الحياة، لكنه شيد برجه العاجي بنفسه ليترفع عن قومه و يبخل عليهم بمودته لهم و ربما يسيئهم و يمارس عليهم كل أنواع (التأنف)، ليجد نفسه منبوذاً بينهم و لا يذكرونه إلا بسيئاته معهم..!!
و أخر له نفس الحظوة من العلم و الحصافة و طلاقة اللسان و بلاغته و ربما جاه المال، إلا أنه يحبس نفسه داخل ال(PARANOIA) الحادة التي تصيبه، ليتخيل أن الكل يتربص به و يريد النيل منه و الفتك به و بهذا يعتقل نفسه داخل سياج غليظ من العُقد و الوساوس مغتالاً نفسه بفهمه و إعتقاداته الخطأ..!!
و مُتسلط على غيره بفهم أو بدونه، يريد أية شئ (يا أنا يا لا)..!! تجده يُكابد بكل وسيلة أن يتزعم و يقود غيره دون كاريزما تؤهله لذلك..!! و يريد أن يجعل الأضواء، كل الأضواء و الأشياء تتمحور حوله (self-centered).
.. و للفهم غرائب.. ؟ من يريد أن يكون غيره مِن مَن يرى أنه نموذج يتقمصه من حيث الفكرة و اللغة و المواقف و الأراء و طريقة الكلام و حتى(المشية)..!! ليضع رأسه جوار رأس من يفوقه في أية شئ..!!
- الرشيد حبيب الله التوم كتب:
و تجد من فهم الجاهل مصائب و تجده يرتع في جهله هذا كما ترتع الأغنام في المروج الخضراء..!! و يأتيك جهله كالسيل العارم و طوفان سذاجة جارف من حولك، لتتمنى حينها أن تقبض روحك للتخلص من ما هو أمامك أو حولك من (جهالة)..!!
أما الثرثار كثير الكلام و إن إرتبط هذا لديه بأنه (فاهم) جداً و لا بد من الإنصات إليه و عدم مقاطعة حديثه، فسوف يدخلك في حالة من (السرحان) تتذكر فيها كل (قباحات) الدنيا بجانب (القبيح) الذي يُحدثك..!!
و ذو العُقد الطافحة يدخلك في إمتحان صعب رغم توقعك له كلما تعاملت معه و يصعب عليك الإستعداد له..؟ و النمام يداري عن نفسه بما يقوله عن غيره..؟ و لكن هيهات..!! بينما الجاحد لفضل غيره عليه ما هو إلا بخيل لئيم و (خائب رجاء) و يجعل البعض يتردد ألف مرة من عمل الخير مستصحباً (الغتاتة) و (سواد النية)..؟
و للكذب أهله و للنفاق رؤوسه و للملق شيوخه و سلاطينه و جيمعهم (يفهمون) ما يعملون و يبصقون على وجوههم دون أن يدرون، فيقدمون أنفسهم بما يعتقدون من (فهم) أنه غير ملحوظ و (مفهوم) لغيرهم، ليجدوا عندهم كل البُغض و ربما يجارونهم تفادياً لشرورهم..!!
أما الحاسد الحاقد ، فهو أكثر خلق الله أمراضاً و أوجاعاً و سقوطاً حتى أمام نفسه قبل أن يكون ذلك أمام العباد و رب العباد من قبلهم.. تجد كل فهمه أن يكيد لغيره لينال من نصيبه من الدنيا و متمنياً زواله.. يحسد الناس إن هم رزقوا أو نجحوا في حياتهم و نالوا مرادهم..!! و حتى إن هُم عاملوه بإحترام لا يستحقه.. !!
و بالطبع هناك أخرون يسيئؤن للإنسان و مفاهيمه و مجمل فهم الحياة بين البشر و أسوأ الناس فكراً و إعتقاداً و (فهماً)، من تجده (لاصق) في فكرة كما تلتصق الذبابة ب(الجيفة)..!! و طال به العهد و الأمد في (لصقته) هذه دون أن تحقق له فكرته ما ينشده و يفهمه منها و دون أن يخطر في باله يوماً أنه يلتصق ب(جيفة) على خلفية (فهم) الذبابة..!!
و صدق من قالوا (الفهم قِسِم) و البشرية أنوااااااااااااااااااااااع..!!
الرشيد حبيب الله التوم نمر
الأربعاء- 17/04/2013م