في غفلة من الخبراء الزراعيين وأصحاب الشأن دخل إلي بلادنا القطن المحور وراثياً،فاستفاد السدنة من العمولات التي قبضوها،واستفادت الشركة الأجنبية التي جلبت البذور المحورة ، وتضرر المزارع قياساً للخسائر التي مني بها جراء التكلفة العالية للإنتاج والإنتاجية المتدنية،وتضرر المواطنون الذين طبخوا طعامهم بزيت البذرة المحورة وراثياً،وتضرر الأطفال الذين شربوا لبن البقر الذي(أكل)الأمباز المصنوع من بذرة القطن التي حورت وراثياً. ولما كادت الكدايس أن تقضي علي الجقر السوداني،الذي ظل يحافظ علي نسله منذ عهد الكنداكة وإلي يومنا هذا،إجتمع نفر من الجقور ببعض الخبراء(المواسير)وطلبوا منهم إبادة الكدايس إبادة جماعية مثلما حدث في دارفور،فطلب الخبراء المزعومين رشاوي بالنقد الأجنبي لم يكن في مقدور الجقور دفعها،وعليه دفع سلطان الجقور بالمقترح البديل،وهو تحويرهم وراثياً كيما يكونوا في مأمن من الكدايس الجائعة،أما لماذا جاعت لكدايس،فهذا أمر خارج نطاق تفكير الجقور طالما كان متعلقاً بالمشروع الحضاري والتحرير الإقتصادي .
المهم بعد أن قبض التنابلة العمولة،إتصلوا بالسدنة خبراء التحوير الوراثي من خارج الحدود ،وطلبوا إليهم تحوير الجقور وراثياً أسوة بالقطن المحور وراثياً. وهكذا أتي الوفد الأجنبي،وأخذ عينات من النسيج (الفأري)،ورجع إلي بلاده،ثم عاد بعد أيام وهو يحمل العقار المطلوب،وتم حقن كل جقر بمقدار 2 سي سي من العقار،فصارت الجقور محورة وراثياً،تتنفس الهواء المذاب في الماء بواسطة خياشيم نبتت في مكان الأنف،وتأكل الخرصانة المسلحة،ثم تقرمش الردميات الرملية،وبالتالي لم يكن هنالك مكان أفضل من أسفل كوبري المنشية الذي صار مستوطنة للجقور المحورة وراثياً. واحتارت الكدايس حتي هذه اللحظة في الإختفاء الفجائي للجقور،التي صارت تفطر وتتغدي بالعلب الأسمنتية والردميات إلي أن مال الكوبري وكاد أن يسقط في النيل .
الآن يجتمع بعض السدنة لبحث الأمور الهندسية،وإعداد الميزانيات المضروبة،من أجل لهف المال العام في مقبل الأيام،بينما يجتمع تنابلة آخرون مع خبراء التحوير إياهم من أجل صنع كدايس محورة وراثياً تستطيع السباحة والغطس تحت الكباري لاصطياد الجقور المحورة وراثياً خاصة وأن العديد من أصحاب المناصب الدستورية كانوا قد بنوا قصورهم بقرب الكوبري (المأكول)،ويخشون أن تأكل الجقور ناطحات سحابهم بعد أن تنتهي من الكوبري المذكور .
وإلي أن تدفع العمولات والتسهيلات،فعلى ساكني العسيلات وشرق النيل،الإشتراك في(صندوق)لشراء بنطون رفاعة القديم لتفادي عبور كوبري (بري)الذي شوهدت بعض الجقور وهي تسبح ناحيته .
الجقور صاحية وانت نايم،داعبت جسرك النسائم،والأغنية مهداة للهيئة العامة للطرق والجقور علي حد قول صديقي عثمان (المشهور).
كمال كرار