هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الحزب الشيوعي ، ثم ماذا بعد؟ من 1 الي 5

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حسن وراق حسن

حسن وراق حسن



الحزب الشيوعي ، ثم ماذا بعد؟ من 1 الي 5 Empty
مُساهمةموضوع: الحزب الشيوعي ، ثم ماذا بعد؟ من 1 الي 5   الحزب الشيوعي ، ثم ماذا بعد؟ من 1 الي 5 Icon_minitime1الأحد 21 فبراير 2016 - 20:04

[
المقالات
السياسة
مكتبة كتاب المقالات والأعمدة
حسن وراق
الحزب الشيوعي ، ثم ماذا بعد؟ (1)+(2)
الحزب الشيوعي ، ثم ماذا بعد؟ (1)+(2)
02-18-2016 11:08 AM


@ مخطئ من يظن أن موجة العداء للحزب الشيوعي السوداني انتهت او قلت حدتها أو ستنتهي في يوم من الأيام . كل المؤشرات تؤكد بان اعداء الحزب يبيتون النوايا في كل مرة لضربة أكبر big catch بعد أن خرج الحزب الي العلنية لأن معظم العناصر التي تتصدي للحزب من المأجورين و الخونة الموعودون بعالي جنان رضوان ، يعملون لحسابات آخرين يقبضون الثمن عمالة وارتزاق . بعد يوليو1971 تعرض الحزب لأكبر تصفية دموية لقياداته و اعتقالات طالت غالبية عضويته ورغم عن كل ذلك خرج من تلك المحنة اكثر قوة و إصرارا و تنظيما خذل كل الذين قبضوا الثمن أضعاف مضاعفة علي حد اعتقادهم , أن الحزب مات وشبع موت ولن تقوم له قائمة .
@ بصمات الحزب في الديمقراطية الثالثة كانت واضحة رغم تمثيله البرلماني الذي لم يتعد 3 نواب إلا أنهم كانوا يشكلون غالبية رأي القوي الوطنية والديمقراطية بمعارضة لها وزن قومي ، استطاعوا تشكيل الرأي العام بمواقفهم و اراءهم ودفاعهم عن القضايا الوطنية والشعبية وقطع الطريق امام الطفيلية الاسلاموية الناهضة من الغفلة المايوية المتحالفة مع القوي المعادية للحزب الشيوعي لتوجيه ضربة أخري عبر الانقلاب علي الديمقراطية التي كان يخشي منها ان تعجل ببناء حزب شيوعي مرة أخري أقوي من ذي قبل و ما يؤكد علي ذلك أن خبرانقلاب العميد عمر حسن احمد البشير لم يك سرا مكنونا وكانت كل تحركات الجبهة القومية الاسلامية مكشوفة بزيارات قياداتها المكوكية لواشنطون والاتصالات وسط الجيش و داخل جامعة افريقيا العالمية التي كانت مركز التخطيط للانقلابين عبر الكورسات (الوهمية) للضباط الانقلابيين وكانت خطة نجاح الانقلاب الاساسية تقوم علي تحديد (العدو) و هو الحزب الشيوعي مصدر الخطر الوحيد علي نجاح الانقلاب .
@ الهدف الرئيسي لقيام انقلاب الانقاذ لا علاقة له بشرع الله ولا تطبيق احكامه بقدر ما هو تكملة مشروع العمالة والارتزاق بتوجيه ضربة قاضية للحزب الذي يتداولونه في أدبياتهم بوصف ايقونة نضال و ضمير هذه الامة و مفجر وعيها وخط الدفاع الاول عن قضاياها و يعلم الإنقلابيون بأن الشيوعيين مبدئيون ، يؤمنون ايمانا قاطعا بحتمية التغيير ولأنهم لم يطرحوا في برنامجهم الوصول للحكم والسعي اليه حاليا هدف جوهري و اساسي لعلمهم بضرورة بناء الوعي و الاستنارة وخلق بيئة لتقبل افكارهم وهذا قد يكون نصف الطريق للوصول الي الحكم ولهذا لجأ معارضيهم الي تسخير الخطاب الديني من أجل وقف انتشارهم الجماهيري ، الذي يشكل خطر حقيقي لعملاء رأس المال الاجنبي(الإمبرياليون الجدد) الذين إستخدموا الاسلام السياسي واجهة يحكموا من ورائها ، اختيرت له بعناية فائقة الطفيلية الاسلاموية المتخلقة من رحم الجبهة القومية الاسلامية التنظيم السياسي للمرجعية الاسلامية الحاكمة الآن .
@ يتواصل مسلسل العداء للحزب الشيوعي وهذه المرة استخدمت فيه اساليب دخيلة علي العمل السياسي بإدخال تجربة الحرس الثوري الايراني في التعامل مع المعارضة الايرانية وتم تدريب بعض كوادر الحركة الاسلامية علي أيدي خبراء ايرانيين كانت أول ثمارها ، استخدام التعذيب كوسيلة اذلال وانتزاع المعلومة وكسر شوكة المعارضين وإرهابهم و ترويعهم بالإقلاع عن ممارسة أي عمل معارض بتخصيص بيوت سيئة السمعة عرفت ببيوت الاشباح التي (صنعت ) خصيصا للشيوعيين وحلفائهم من ديمقراطيين ووطنيين ، حزبيين و نقابيين ، كانوا ضحايا تعذيب عنيف انتهي بموت اعداد منهم و انتحار البعض جراء الضغوط النفسية و الا إنسانية غير الذين خرجوا بعاهات مستديمة وكل ذلك مدون و موثق في أضابير لجان حقوق الانسان ولجان عالمية لمكافحة التعذيب غير مصادرة الحريات بالاعتقال الغير قانوني الي جانب الحرمان من حق العمل بإحالة الآلاف الي الصالح العام .
@ كل ذلك تحمله الشيوعيون وأصدقاءهم و حلفاءهم ببسالة وشجاعة و بصبر و جلد يشهد عليهم جلاديهم ، لم يمتن هؤلاء المناضلون علي شعبهم بنضالهم ذلك ولم و لن يطالبوا بالثمن كما فعل آخرون لأنه من صميم ايمان الشيوعي الحق المتمسك بمبادئ حزبه و تعاليمه التي لم تخرج من الاصالة السودانية . ما تزال القوي المعادية للحزب تري أنه و مهما فعلت من اساليب و وسائل للقضاء علي الحزب الشيوعي مصيرها الفشل و الاحباط بيد أن الحزب باق في مكانه لأنه متغلغل في الذات الانسانية و قد يمر بمراحل ضعف و وهن ولكنه بطل و البطل لا يموت . مؤخرا بدأ التركيز علي اتباع سياسة اشعال الخلاف بتعميق الصراعات وافتعال بعضها واستخدام كافة الاساليب الامنية والاستخباراتية الخبيثة في تضخيم الاحداث و اطلاق الشائعات التي تعتمد بشكل اساسي علي الإعلام الذي أصبح في يد القوي المعادية التي تسمم الجو بنشر (فايروسات) من أجل (اشغل أعدائي بأنفسهم ). الشيوعيون بمختلف مواقعهم من الحزب يدركون هذا المخطط ولكنهم اختلفوا في مجابهته كما سنري لاحقا .



الحزب الشيوعي ، ثم ماذا بعد ؟ (2)

@ لم تقتصر محاولات إضعاف الحزب و عزله عن الجماهير و إبعاده عن القضايا التي تشكل محور النضال اليومي الدؤوب ، فقط علي أعداء الحزب وحدهم ، هنالك مواقع بعينها تسببت فيها القيادة والعضوية بقصد أو بدونه ولكنها قاتلة لجهة أن غلطة الشاطر بغلطتين.الحزب الشيوعي السوداني وعلي لسان قائده الفذ الراحل محمد ابراهيم نقد قالها بوضوح وعلي الملأ بان ،الحزب الشيوعي حزب صغير ، ليس معصوما من الخطأ و مستهدف بالاختراق كبقية الاحزاب . القاسم المشترك الاعظم لمهددات ضرب الحزب و إضعافه تتمثل في الاختراقات والانقسامات التي تنتشر و تزدهر في ظل الحكومات الديكتاتورية متخذة من العداء للحزب الشيوعي هدفا استراتيجي ارتبط بمصالح اجنبية في المقام الاول . الانظمة الديكتاتورية المختلفة مهما كانت درجة عدائها للإمبريالية الامريكية إلا أنهم متفقون في عدائهم للحزب الشيوعي .
@ قيادة الحزب ألفت نفسها في معادلة صعبة لا تحسد عليها بين تأمين جسد الحزب من الاختراقات و الانقسامات وفي ذات الوقت الاضطلاع بالدور المناط بالتصدي للقضايا الحزبية التنظيمية و السياسية وقضايا البناء والإثراء الثقافي والتوثيق و إدارة الصراع الفكري تجاه قضايا مصيرية داخلية وخارجية في ظل ظروف السرية او شبه العلنية التي تلعب دور كبير في تجسيم وتصعيد اختلاف وجهات النظر التي قد تصل الي حدود عدم الالتزام بالديمقراطية المركزية و الخضوع الشكلي لرأي الاغلبية في الوقت الذي لا توجد قناعات بموضوعية الرأي الآخر لتبدأ قبل ذلك او بعده عملية استقطاب (تكتلات)وسط مجموعات تتفق في وجهات النظر او تجمع بينها علاقات خارج الاطر الحزبية . بغض النظر عن الإتفاق او الاختلاف في القضايا موضع الجدال، تظل الذاتية والشخصنة منطلق اساسي في الصراع (الممسوك) بخميرة العكننة و تبني مواقف في شكلها العام ضد القيادة او أي طرف مناوئ لها وكلا الموقفين يصبان في إضعاف وحدة الحزب و سلامته التي لا تهم بقدر الاهتمام بالانتصار للذات .
@ قضية الاختراقات المثارة الآن تناولتها الصحف و كأنها الاحرص علي سلامة الحزب أكثر من عضويته و أكثر إشفاقا عليه من أصدقائه و حلفائه ، التطرق لهذا الموضوع بذلك الشكل المبتذل قصد منه تصوير الحزب كأنه فشل في حماية جسده بالإضافة الي بث الاحباط وعدم الثقة في عضويته وفي اصدقائه والقوي المتحالفة معه في اشارة خبيثة للابتعاد عن أي شكل من اشكال التنسيق لعزل الحزب . هنالك سؤال منطقي يفرض نفسه ، ما الذي يخفيه الحزب الشيوعي و قيادته حتى يستدعي اختراقه ،سيما وان الحزب يملك دور علنية وهو الحزب الوحيد الذي يملك صحيفة و كوادر جماهيرية وقيادة منتخبة في مؤتمر عام وبرنامج واضح يمكن الاطلاع عليه لا يوجد فيه أي شكل من أشكال الضبابية والغموض او انتهاج العمل المسلح .لدي قيادة الحزب وعضويته الكثير من الاساليب المجربة لمحاصرة الاختراقات و معرفة الكائنات المخترقة و تعطيلها . إثارة موضوع الاختراق علي نحو ساذج يستهدف بعض القياديين القصد منه تخمير بطون القيادة وعضوية الحزب بعضهم من بعض وصرف الانظار عن القضايا المفصلية والمفتاحية التي تمثل اهتمام و حرص الحزب وجبهة عمل عضويته .
@ الانقسامات الكبيرة التي حدثت في تاريخ الحزب بدأً بإنقسام عوض عبدالرازق ويوسف عبدالمجيد مرورا بانقسام معاوية سورج و احمد سليمان في 1970 والانقسام الاخير بخروج الخاتم عدلان والحاج وراق ، لم تكن كلها انقسامات فكرية بقدر ما هي انقسامات دوافعها شخصية موغلة في الذاتية تتخذ من الاختلاف حول التكتيك بينما الاستراتيجية لا خلاف حولها . بحكم تجارب الانقسامات في الاحزاب العقائدية خاصة الشيوعية ، أن أي جماعة تنقسم لتشكل حزب موازي ، لن يكتب لها النجاح في الاستمرارية و سرعان ما تنتهي بانقسامات اميبية داخلية و تصير الي زوال . هذه الحقيقة المجربة التي تدركها قيادة الحزب الشيوعي شكلت مبرر كاف بان تنكفئ علي ذاتها غير حريصة علي الممارسة الديمقراطية والشفافية و ترك الابواب موصدة لممارسة النقد والنقد الذاتي و اصطراع الافكار والرؤى ودائما ما يكون المبرر هو التأمين الذي أضر بالممارسة الحزبية أكثر من حمايتها ، يكفي فقط أن تجربة الانقسامات في الحزب لم تطرح كقضية فكرية تشكل محور صراع يتطلب اعادة النظر في تصحيح الخطأ و هو مبدأ أصيل و من صميم مناهج العمل الحزبي . قضية الانقسامات شملت عضوية عريضة و مؤثرة فقدها الحزب بسبب في ظاهره الاتهام بالانقسامية وفي باطنه منطلقات شخصية لا علاقة لها بالخلافات الفكرية ورغم عن ذلك لم تتخذ قيادة الحزب قرار يتسم بالشجاعة حتي الآن لمراجعة وتقييم الانقسامات وإصلاح الخطأ وإنصاف الذين ظلموا .هذه الخسارة الحقيقة التي لحقت بالحزب جراء تجاهل القيادة واستنكافها و إصرارها المضي في طريق يحتاج لإعادة النظر في الكثير من القضايا التي سنتناولها في لاحقا...


الحزب الشيوعي ، ثم ماذا بعد ؟ (3)+(4)
02-20-2016 11:56 AM


@ القيادة الحالية للحزب الشيوعي رغم أنها جاءت عبر الانتخاب في المؤتمر الخامس إلا أنها لم تسلم من أصابع الاتهام من قبل بعض العضوية التي تري أن وصول القيادة الحالية افرزته تكتلات وصلت الي حد التآمر علي بعض القيادات الفاعلة والناشطة في الفروع والتي تم تجميدها في مؤتمرات المناطق للحيلولة دون وصولها الي المؤتمر العام الأمر الذي بعث بحالة من الاحباط واليأس وسط قطاع كبيرة من العضوية آثرت تجميد عضويتها والابتعاد عن كل أشكال الالتزام الحزبي بعد أن فقدوا الثقة في جدية القيادة التي جددت الثقة في نفسها مرة أخري في المؤتمر الخامس بإضافة قلة من عناصر لم تخلق تجديد لعمل و منهج القيادة الحزبية لتصبح هي الأخري إمتداداً لتيار الحرس القديم . ذهب الكثيرون الي أن المؤتمر الخامس كان أكبر(كارثة) علي الحزب بشكل عام لأنه لم يحسم أزمة القيادة وتجديدها عبر القنوات الحزبية التي سدت منافذها حتي لا يحدث التغيير الذي لا تنفصل حتميته التي يؤمن بها الشيوعيون في أدبياتهم عن حتمية تغيير انظمة الحكم بينما يتم انكارها وتجاوزها عندما يتعلق الامر بحتمية تغيير القيادات.
@ لا أحد يشكك مطلقا في اخلاص و ولاء القيادة الحالية والتزامها بالدفاع المستميت عن الحزب والحفاظ عليه في مراحل تاريخية تعرض للتصفية الدموية والاقتلاع من الوجود وهذا هو الواجب الحزبي المفترض توفره في الشيوعي الحقيقي فهم بلا شك شيوعيون علي حد السكين و هذا وحده لا يكف حتي لا (نحتضن الدب)بإدعاء متواصل بحماية الحزب في كل المراحل التي تتطلب تجديد وتغيير . التحنيط والتجميد شكل من اشكال الحماية والحفظ أيضا ولا يوجد شيوعي حقيقي يريد بقاء الحزب محنطا او جامدا بلا حراك او تغيير وحتي القيادة الحالية لا تريد الجمود أو توصف بالمحنطة لأن الحزب قيادة والقيادة هي للحزب ، غير أن الواقع يشيئ بغير ذلك نظرا لأن الحزب يستمد بقاءه من التصاقه بقضايا الجماهير التي تطلب قيادة واعية تتمثل فيها قوة و فاعلية الشباب و حكمة و تجارب الشيوخ وفوق كل ذلك قدرات وافكار تستوعب متطلبات العصر وتطوره والاستفادة من الثورة العلمية في مجالاتها المختلفة وتطويع ذلك في العمل الحزبي لأن الامية ما عادت الجهل بالقراءة والكتابة بقدر ما هي الجهل بعلوم الحاسوب وإجادة لغة ثانية والإلمام بالمعرفة الفلسفية ،هذه أبسط متطلبات الشيوعي اليوم.
@ تقوم علي العلمية والتزود بالمعارف في كافة المجالات العلمية والادبية والثقافية والعلوم الانسانية و ما عادت المهام الحزبية عمل روتيني ينتهي بانتهاء زمن الاجتماعات الروتينية التي أصبحت غاية وليست وسيلة لإدارة دفة العمل الحزبي وتحولت لتراكم سلبي و نواة لتراكم العلل و الامراض الحزبية التي تمهد الطريق لشخصنة القضايا و المواقف التي تنتهي بإضعاف الكيان والجسد الحزبي . الروتين و عدم التجديد والتعلل الدائم بالتأمين وتعطيل اللوائح جعل الدم يتخثر في اطراف الحزب جراء انسداد القنوات الحزبية ب(الباد كوليسترول) الناتج عن الجمود وعدم الحراك لتصبح أطراف الحزب المتمثلة في فروعه اشبه بالجزر المعزولة الغارقة في الركود و أصبحت أشبه بقضبان سكة حديد تنتظر فقط المحولجي الحزبي لتحريكها كي تسمح بمرور قدر من الحركة المحدودة .التنفس الحزبي أصبح محدودا منحصرا في (التنزيل) من أعلا الي أسفل إن وجد حيث منعت الحُجب الحاجزة وصول النفس الطالع من أسفل الي أعلي مما تسبب في حالة خمول وكسل اقرب الي الشلل وعدم الحركة التي تشهدها غالبية الاطراف الحزبية في العاصمة والاقاليم .
@الحزب الشيوعي السوداني و كما جاء في مداخلة (الخال) جمال سرالختم بتعقيبه علي موضوع (السكرتير التنظيمي للشيوعي في قفص الإتهام ) بصحيفة الجريدة 13 فبراير الجاري بأنه ( اتحاد اختياري بين مناضلين شرفاء). يتصدون لقضايا الجماهير والدفاع عنها من استغلال وسيطرة القوي المتسلطة الحاكمة لأجل حياة تتوفر فيها أبسط المقومات الانسانية من رفاهية وعدالة اجتماعية نحو مستقبل واعد . هذه المهمة تجعل من الحزب ملكا لتلك الجماهير التي يناضل لأجلها وبالتالي ما يحدث لهذا الحزب ليس مسئولية عضويته وحدهم لأن الضرر سيلحق بالجميع في حالة التفريط في حماية الحزب من الانهيار و التلاشي، من هذا المنطلق يجب ان تشرع كل الابواب لتقبل التوجيه والنقد والملاحظات لأنه لا قداسة للقيادة التي يجب أن تعيد النظر في اسلوب و منهج العمل الحزبي وفقا لدستور ولوائح الحزب الذي بدأت ابجدياته في الخفوت من واقع تجاهل تحديد الاستراتيجيات و أسبقياتها و وضع التاكتيكات لتنفيذها ،علي هدي الخطط والبرامج الحزبية المختلفة المتفق حولها . هذا الامر أصبح من الادبيات الكلاسيكية و الابجديات التي لا يمكن هجرها والتخلي عنها لاهميتها و ضرورتها في العمل والاداء الحزبي كما سنري لاحقا...

الحزب الشيوعي ، ثم ماذا بعد ؟ (4)
@ لا يوجد شيوعي حقيقي قيادي أو عضوا بسيطا او حتي متعاطفا او صديقا ، راضيا عن الاداء الحزبي بصرف النظر عن المسئولية التضامنية التي يتشارك فيها الجميع . عدد من الاسئلة تفرض نفسها ، هل نستكين جميعا نجتر في البطولات والتضحيات القديمة و ممارسة فعل روتيني بلا نتائج أم ننتظر فرجا لا يأتي ام مواجهة الواقع بشجاعة و ببسالة لا نضع المتاريس و العوائق ولا نتردد بسبب فوبيا التأمين او محاذير الاختراق ولا حتي تبعات الانقسام لأن العضوية الحقيقية لا تريد ان يكون الحزب الشيوعي فعلا في الماضي و آن الأوان لقيادة الحزب أن تراجع الخطأ في العمل الحزبي ولا يوجد شيوعي حقيقي واحد يرفض ان يري حزبه قويا وماردا عملاقا وكل الظروف الموضوعية المحيطة و مستقبل العمل السياسي أصبح أكثر وضوحا من ذي قبل بعد العديد من المتغيرات في الصعيد الداخلي بفشل تيار الاسلام السياسي في تحقيق استقرار سياسي خلال ربع قرن من الحكم رغم ارتكابه فظاعات لم تحقق له مايريد لتصبح سبة تاريخية يبحث عن مخرج لتبييض وجه امام الجماهير السودانية التي لن تعيد تجربة الاسلاميين مرة أخري . علي الصعيد الخارجي تجربة انهيار المعسكر الاشتراكي وظهور القطبية الآحادية و بروز تيار العولمة يتطلب ضرورة إعادة النظر في مجمل أهداف و برامج واستراتيجيات الحزب بمشاركة فاعلة من القواعد حتي قمة القيادة.
يمر الحزب الآن بمحنة حقيقية متمثلة في أزمة قيادة و أزمة توجه لا يمكن تجاوزها في ظل غياب تام للديمقراطية الحزبية والاستمساك بالاساليب القديمة بفرض البابوية و قدسية القيادة وعدم تطور اساليب ادارة الصراع الذي اصبح في كثير من الاحيان أشبه فض النزاعات Dispute settlement بمحوره شخصي يتبع وسائل الكيد و التآمر و التكتل واستغلال الموقع القيادي في ادارة الصراع والذي ينأي عن الفكر والدليل علي ذلك حيثيات الانقسام السابقة . رغم أن الاجواء الراهنة لا تختلف عن تلك الاجواء الانقسامية السابقة إلا أن من الخطأ تكرار الانقسام كتجربة فاشلة مهما كانت الدوافع واخطاء القيادة التي تري أن حل الازمة يكمن في الانقسام الذي لن تتأثر به طالما هي في قيادة الحزب (الاصل) أما بقية الاجنحة المنقسمة لن تقوي علي التحليق بعيدا ولذا لا مفر لعضوية الحزب (الغاضبة) علي القيادة التمسك بوحدة الحزب و وضع الصراع في مجراه الصحيح مهما سدت القيادة الحالية المنافذ وتجاهلت المكاتبات عبر الاطر التنظيمية و اتخاذ اساليب الضرب تحت الحزام فإن ذلك لن يستمر طويلا بتعبئة القواعد في إطار الالتزام الحزبي الذي يضعف أي توجه للقيادة يتجاوز عن قصد توحد القواعد حول الحزب و هنالك تجارب حزبية بالدعوة للتداول وفقا لما تبيحه اللائحة ، تعنت القيادة وعدم الرضوخ لنداء القواعد يكشفها علي الملأ و الاتهام بالتصفوية يصبح حقيقة وليس مجرد إتهام للقيادة والتي لابد لها من إبداء حسن النية والاستعداد للتداول من أجل وحدة الحزب التي تواجه محك حقيقي .
لابد من تقييم تجربة القيادة الحالية للحزب من وحي البرنامج المطروح في المؤتمر الخامس الاخير و ما تحقق علي الصعيد السياسي لا يمكن وصفه باحراز نجاحات مع بقية الاحزاب في شكل تحالفات القي الحزب بثقله فيها دون ان يكون هنالك إختراق حقيقي يحدث انفراج في ممارسة الحريات السياسية او اجبار النظام الحاكم اتخاذ موقف ايجابي تجاه المعارضة . علي الصعيد الداخلي توقف نموء الحزب وانتشاره الجماهيري وغياب بصماته في الشارع وتراجعت للحد الملحوظ انشطة الفروع الحزبية والمناطقية التي تفتقد في صمت عضوية خرجت ولم تعد . البناء الحزبي يسجل غياب تام في اهداف الحزب لأن الاسباب التي ابعدت العضوية عن الحزب ما زالت قائمة وقبل اجراء عملية أعادة البناء الحزبي (البريسترويكا) يجب ان يسبقها ممارسة المكاشفة والصراحة والوضوح والعلنية والتي تعرف ب (الغلاسنوست) . أي شكل من أشكال انقاذ الحزب و اصلاح الخطأ لن يكتب لها النجاح قبل أن تتقدم قيادة الحزب بنقد ذاتي عن فشلها في تحقيق الحد الادني من برنامج الحزب مقارنة بالفاقد والخسائر التي تعرض لها الحزب في ظل قيادته الحالية ، بدون ذلك لن تعد العضوية والكوادر المهاجرة والتي لا ترغب في الرجوع للممارسة نشاطها الحزبي في ظل وجود المنهج الحالي الذي تنتهجه القيادة والتي لابد من مراجعة موقفها والاستعداد لانقاذ الحزب الذي لن ينقذه من تسبب في انهياره و اضعافه ولابد من برنامج جاد لاعادة العضوية والكادر الحزبي الذي ابتعد بكافة الاسباب او الكادر الذي تم ابعاده بطرق ظالمة و جميعهم يشكلون أضعاف مضاعفة للعضوية الحالية .من هنا يبدأ انقاذ الحزب الذي يمثل صمام امان التوجه السياسي في السودان ومعبر عن طموح و امنيات كل القوي الوطنية والتقدمية شاء من شاء و ابي من أبي وسيظل الحزب قائدا و ملهما للجميع لجهة أن هنالك اولويات لابد منها كما سنوضح ذلك في اللاحق ..


الحزب الشيوعي , ثم ماذا بعد ؟ 5/5
02-21-2016 05:20 PM



@ الراهن في قضايا الحزب الشيوعي التي تشغل الرأي العام ،شائكة و ليس كل ما يعرف ، يقال وليس كل ما قيل يمكن أن يكون صحيحا . الحقيقة الوحيدة التي لا جدال حولها ان الحزب يعاني من أزمة قيادة أفرزت كثير من المشاكل كإختزل الحزب في بعض أشخاص يديرون الحزب كمؤسسة خاصة . التراكمات اليومية في الحياة الحزبية تحولت من تراكمات كمية الي تراكمات نوعية تشكل متاريس و ازمات وصراعات يفترض أن تكون فكرية و سرعان ما تتحور الي قوالب إتهام جاهزة بالتصفوية والتحريفية علي قرار ما كان يحدث في ظل غياب الديمقراطية في انظمة دكتاتورية البروليتاريا.
@ ابرز ما يثار الآن ، حول تغيير اسم الحزب ، محاولة لبث الفرقة وتبادل الاتهام بين التصفوية و الجمود العقائدي و كأنها قضية ضرورية وكما قال القائد الراحل محمد إبراهيم نقد ، الاسم الشيوعي لو تغير وانتهي بالاسلامي فإن ذلك لن ينف عنه الصفة الشيوعية . اسم الحزب لم يك عائقا في مراحل تاريخية حقق فيها انجازات عظيمة وشعبية كبيرة ، في حقبة زمنية كان الوعي والتعليم والاستنارة لا تقارن بالوقت الراهن. قضية تغيير الاسم لا يجب تداولها في هذه المرحلة التي تتطلب في المقام الاول تصحيح الخطأ في العمل الحزبي و إعادة البناء وحسم قضية العضوية التي خارج الحزب وصياغة توجه يقوم علي تعظيم الإرتباط بالجماهير وقضاياهم الحيوية و اتباع وسائل أكثر تطور في تفعيل عضوية الحزب من الطريقة العقيمة التي أفرزت كثير من السلبيات الراهنة . القيادة الحالية أخطأت بتدجينها صحيفة الحزب (الميدان) و تحويلها الي صحيفة (كماء الوضوء) بعيدة كل البعد عن سوح الحزب الذي ينادي بالديمقراطية وحرية الصحافة ولا يطبقها في صحيفتة التي اصبحت لسان القيادة ، إحتكرتها و كبحتها حتي لا تعبر عن الحزب و عضويته كي لا تصبح ميدان للاستنارة و للرأي والرأي الآخر و وسيلة ديمقراطية و متحضرة لإدارة الصراع الداخلي دون تدخل .
@ القيادة الحالية تري أن (تحنيط الحزب) هو أفضل وسيلة للحفاظ عليه بإغلاق الابواب و النوافذ امام رياح التغيير خوفا من أن يتمكن الصراع القائم علي مبدأ فلسفي (ماركسي لينيني) ديالكتيكي متخذا من صراع الاضداد و قوانين الحركة والسكون فرضية حتمية للتغيير . لو أن هنالك حسنة واحدة تحسب لصالح القيادة الحالية ، أنها (إستحت) من عقد المؤتمر العام السادس في مثل هذا الظرف ولكن بمبرر (سلبي ) حتي لا يظهر الصراع الداخلي علي حقيقته و ما رشح من افرازات أهمها ما يعرف بقضية (البِتْيُورْكَا) أي (الخمسة) داخل اللجنة المركزية وما ظل يدار ضدهم من وصف بالمؤآمرة ظلت مخفية حتي عن العضوية ليتم تمليكها لبعض الاقلام التي تتناولها هذه الايام بطريقة (العالمين ببواطن امور الحزب ) ، كل العضوية (الجوة والبرا) تدرك أن هذه الاقلام التي تتصدي لشئون الحزب الداخلية ما كان لها ان تهرف بما لا تعرف مستهدفة بقاء الحزب بمرجعية استراتيجية قائمة علي خارطة طريق أمنية ظاهرة ، لو أن القيادة تعاملت بمبدأ (إذا أردت ان تخفي شيئا فأظهره علنا للناس) وليس العكس كما الآن وبالتالي تتحمل إراقة ماء وجه الحزب لمن لا يسوي أو لا يستحق ، يتداولون الامر بشماتة ناعمة و أنفاس حاقدة لم يطرحوا مخرجا ولا ينبقي لهم ذلك.
@ قيادة الحزب يجب أن تدرك أن أي نقد أو ملاحظة توجه لشخصياتهم ما كان ان توجه لهم لو أنهم من غمار الناس ، لا علاقة لهم بحزب الانتماء له يعني الكثير غير التضحيات والعطاء بلا أخذ من أجل رسالة سامية وضعت الشيوعيين السودانيين في مكانة سامية بلا جدال . ما يحدث الآن داخل الحزب لا يمكن السكوت عليه لأنها مسئولية تاريخية لن تستثني أحدا. النقع المثار الآن و ما يواجهه الحزب ، لا نسميه بوادر إنقسام لأن الحزب لم يستفد من الانقسامات السابقة كي يقبل عليها وفي ظل وجود آلية حزبية تقوم علي الاعتراف بالخطا و ممارسة النقد الذاتي و من ثم تصحيح المسار ، هذا ما يجب ان تفعله القيادة الحالية والتي آن لها الاحتكام للعقل وليس للذات و لا تتوقع أن تجنح أي جهة حزبية الي اسلوب الجودية و المساومة . نتيجة التصويت في قضية (البِتْيُورْكَا ) مجموعة الخمسة ، 16 صوت مقابل 15 تعكس بوضوح ، أنه لا يوجد إجماع ، (مؤشر لحدة الصراع) .هذا الحزب يكفيه ما أرتكب في حقه من جرائم يشهد عليها التاريخ قبل ان تغطي جسده جراحه الداخلية . تجاهل خطورة الازمة لا يعني عدم وجودها سيما و أن السيناريو الأقوي احتمالا و الأكثر توقعا قائم علي ،Enough is Enough (كفاية ثم كفاية )المحصلة النهائية التي تدور في أذهان الشيوعيين المغبونيين جوة وبرا والتي لا يمكن الافصاح عنه الآن قبل ردة الفعل المتوقعة من القيادة سلبا او ايجابة لأن الكرة لا تزال في ملعبها و إلي حين ردة الفعل المنتظرة فلكل حادثة حديث..


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحزب الشيوعي ، ثم ماذا بعد؟ من 1 الي 5
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ماذا يقدم لنا الحزب الشيوعي في حالة اصبح الحزب الحاكم
» الحزب الشيوعي ، ثم ماذا بعد؟ (1)+(2)
» رسالة الي مؤتمر الحزب  الشيوعي ! (1)
» قبل و بعد الإنتخابات.. من يجمل وجه الحزب الشيوعي السوداني..؟؟
» صحيح وافق الحزب الشيوعي على الجلوس مع الوطني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى الحصاحيصا العام-
انتقل الى: