محنة الجزيرة في شبط الوزيرة !!
@ تابعت كغيري ، ما كتبته الاستاذة داليا الياس علي حلقتين بعنوان (من أرض المحنة ) في صحيفة اليوم التالي ، كغيري ،منيت نفسي مطالعة انطباعات (غير) لزائر يحمل قلم محايد ينظر لولاية الجزيرة بزاوية مختلفة سيما و أن الاستاذة جاءت مشاركة و ضيفة عدة مرات لمهرجان السياحة والتسوق في ودمدني ، الذي أثار ردود أفعال كثيرة علي مستوي الولاية بين غاضب معترض و مرحب متفق ، كل يحمل وجه نظر لها بعدها المنطقي . البعض في ودمدني رحبوا به من منظور، سابقة (علها) تأتي بفتح مبين ، تُحرك ساكن الحياة الاجتماعية والثقافية التي تشهد ركود السنين الي جانب انعاش الحركة الاقتصادية بشقيها التجاري و الخدمي . بقية أهل الولاية و السودان يعتبرونه منتهي الترف و عدم موضوع مقارنة بالاحتياجات العاجلة للولاية وإنسانها المتمثلة في إحياء المشروع العملاق .
@ جاءت الاستاذة داليا ، مجيّرة قلمها بإنحياز (مُطْلَق ) للوالي أيلا الذي وصفته بما ليس فيه ، ( درجة الدكتوراه) ، و أنه رجل المهرجانات والأفكار الخلاقة والانجازات الملموسة علي إمتداد البلاد وهذا لعمري ما أختلف حوله ، أهله في الشرق الذين ، وجهوا له اتهامات لم يدحضها بعد . يكفي فقط ان سياسته في الجزيرة تسببت في ظهور تيار (أهل الفزعة) المعارض من داخل الحزب الحاكم ، أعادوا للأذهان الاتهامات السابقة في البحر الاحمر . تناولت الاستاذة داليا مشروع الجزيرة كصرح تاريخي إنتهي به المطاف ليصبح تراث في أحد أجنحة المعرض. من باب المجاملة لم تواسِ أهل الجزيرة في مشروعهم العملاق الذي إنتهي الي مجرد ذكري و كأن إستعراض تاريخه ، انجاز حقيقي للمهرجان . الاستاذة تمثل جيل عريض سبقتها أجيال ، لمشروع الجزيرة عليهم ، يد سلفت و ديّن مستحق . المشروع الآن ،يمثل مأساة الجزيرة و السودان ،يستحق ان تفرد له الاستاذة مساحات في كتاباتها و اشعارها.
@ وجهت الاستاذة داليا ، نقد (غير موضوعي) لوزارة (السخافة) كما اسمتها و أنها بِلا وزير (وزيرة) متحاملة علي الاستاذة الوزيرة إنعام حسن ، وصفتها بعبارات وألفاظ (منتقاة) لا يتوقعها أحد من استاذة محترمة في قامة شعرية وأديبة معروفة . إنتقدت الوزيرة من جانب شخصي تستشف منه (الغِيرة) ، بأنها لا تعلم معني ثقافة و أبجدياتها و تفتقد لهيبة الوزارة و أبجديات الاناقة وكيف انحدر النقد لينزل الي مستوي (شبط ) الوزيرة و أنها ، تفتقد اللباقة والكياسة والفصاحة متسائلة ، (ماذا فعلت الوزيرة منذ توليها المنصب ) و (همست) جهرا في أذن الوالي أيلا بأن يدمج وزارة الثقافة (كيتا علي الوزيرة) مع وزارة الشباب والرياضة بعد ما أشادت بوزيرها ، كما طالبت الوزيرة بالاستقالة وما عهدنا الاستاذة داليا تطالب ، (وزيرات) أخريات بالاستقالة كان فشلهن (عَينة) . لو كانت هنالك أدني معرفة بينهما لما كتبت عن (أختها) بتلك البغضاء و(الشحن) الزائد المجافي للموضوعية . لم تغتنم الاستاذة الفرصة وتجلس الي الوزيرة حتي يعلم القارئ بأن ما كتب كان من وحي لقاء او حوار صحفي ولكن الاستاذة فقدت المهنية التي تحرص عليها .
@ لم تبرز الاستاذة داليا إخفاقات الوزيرة من واقع عملها وفي ذات الصعيد لم تحدثنا عن انجازات وزير الشباب والرياضة الذي تشيد به ولم تكلف نفسها أن تستند علي إفادات الزملاء الاعلاميين والصحفيين بالجزيرة وهم الاكثر إلتصاقا بالوزيرة وعملها ، يدركون كم هي فاشلة أم ناجحة . الوزيرة رشحها حزبها (الاتحادي الديمقراطي الأصل) ،لعلها الوحيدة التي أجمعت عليها أراء كل تيارات العضوية لنشاطها وأدائها وسعة أفقها و التزامها و دورها النضالي المشهود والمعروف و أدبها و (خلقها ) القويم علاوة علي أن (عينها مليانة ونفسها قنعانة)، من دوحة مشايخنا العجيمية (يلحقونا و ينجدونا) وسليلة أسرة كريمة ، معروفة علي نطاق الجزيرة منارة و فنارة ، يذكر الخَيرُ كلما ذكروا .
@ لمعرفتي الشخصية بالأستاذة إنعام ، أنها لم تسع للوزارة ولم تري فيها سقف طموحاتها ، لأنها ناجحة (جدا) في حياتها العملية ، تضررت كثيرا من تكليف حزبها لشغر هذه الحقيبة التي يعلم القاصي والداني في الجزيرة أنها بؤرة صراع و فساد و مصالح متشابكة ، شن (المتضررون) عليها حرب إشاعات بسبب قرار الوالي في وقف المتعاقدين بينهم (صحفيين) . الحق يقال ، فهي الوحيدة علي نطاق وزراء الثقافة المتعاقبين ، زارت كل المحليات متفقدة و مفعلة مكاتبها هنالك والنتيجة ، مهرجان التراث أحد ثمرات نجاحها و يكفيها فقط ، أنها إستطاعت أيضا أن تصدر صحيفة (الجزيرة اليوم) من كادر وزارتها و بشكل مختلف مظهر و جوهر(صارت مقروءة) لا علاقة لها بالتي كانت تعرف ب(أيلا اليوم ) وسيلة الإرتزاق الوحيدة لمن وضعوا العراقيل والتحريضات كي لا تصدر بعدهم . الاستاذة داليا لم تتوفق في كتابتها عن ارض (مَحَنّة) لتعبر عن (مِحْنَة) خاصة بعيدا عن الموضوعية والنقد المدعوم بالحقائق لتصبح لسان حال (أشخاص) تضرروا من سياسات الاصلاح في الوزارة ليس إلا.
تم الإرسال من جهاز سامسونج اللوحي.