رغم أن المرأة السودانية شقت طريقها نحو العمل السياسي عبر الأحزاب السياسية والتنظيمات الجماهيرية وشغلت مقاعد في البرلمان منذ منتصف الستينيات ، إلا أن تمثيلها في المواقع العامة ذات التأثير على مستوى اتخاذ القرار ما زال متدنياً ويرجع ذلك لأسباب مختلفة منها السياسات العامة التي تجري من خلالها ممارسة نوع من التمييز ضد النساء مما يحول بينهن والوصول لمواقع اتخاذ القرار .
اندلعت مؤخرا معارك سياسية بشأن قانون الانتخابات الذي تمت إجازته في العام 2008 ، والمعركة هذه المرة خضنها النساء السياسيات بوحدة وقوة، حيث صعّدت مجموعة النساء في الاحزاب والتنظيمات السياسية متمثلة في منبر النساء السياسيات والذي نمثل فيه انا وشقيقة أخرى الحزب الإتحادي الديمقراطي صعدت حملة واسعة حوت إجتماعات وورش وندوات ولقاءات ومؤتمرات صحفية بدور أحزاب مختلفة وذلك لدعم مطالبتهن بحقهن فى التمثيل الايجابى ومشاركتهن فى الاجهزة السياسية والرسمية المختلفة وصنع القرار وبناء الهياكل ووضع الخطط والسياسات وذلك بتخصيص نسبة 30 % في قانون الانتخابات كحد أدنى لتمثيل المرأة ، وتم الإتفاق بين النساء الممثلات لـ 25 حزب سياسي على توحيد مطلبهن بذلك ونجحن فيه (إذن في الإتحاد قوة!!) وكل ذلك تم بعد إجتماعات مطولة ونقاشات ثرّة أوصلتنا لتوحيد مطلبنا في التمييز الإيجابي لذا يمر علينا يوم المرأة العالمي في هذا العام ونحن كـ مرأة في السودان حققنا إنجازاً جديداً متمثلاً في إقرار التمييز الإيجابي في حق المرأة بنص قانون الإنتخابات المجاز في العام 2008 بنسبة 25% كحد أدنى لمشاركتها في الأجهزة المختلفة بالدولة.
شهدت إحتفال عدد كبير من منظمات المجتمع المدني بيوم المرأة العالمي بالنادي النوبي بالخرطوم في يوم الأحد الموافق8 مارس 2009 ولفت نظري قة شعار الإحتفال لهذا العام (إنتخبوها) وهو شعار مكمّل للمجهود المبذول من منبر النساء السياسيات والذي تعاون فيه نساء منظمات المجتمع المدني وشاركن في الكثير من الأنشطة في الحملة من أجل التمييز الإيجابي إذن فليبقى شعارنا حتى بلوغنا مرحلة الإنتخابات إنتخبوها