يا أم ضفاير قودى الرسن
وأهتفى فليحيا الوطن
التحية للمرأة السودانية فى يو المرأة العالمى
التحية لها وهى تكافح فى سبيل وطنها وفى سبيل أسرتها وفى سبيل صحتها ، التحية للمرأة السودانية التى ما فتئت تنافح فى سبيل نيل حقوقها ، التحية لها تقف صامدة فى وجه كل اوجه العنف الذى يوجه لها ، العنف الاسرى ، والمجتمعى والحكومى .
التحية لها وهى أكثر الفئات تأثرا بالحروب والصراعات فى السودان .
منذ أن جاءت الانقاذ ، كانت المرأة هدفا مباشرا للانقاذ ، هدفت الانقاذ لكسر شوكة المرأة واخضاعها ، تارة بالقوانين المكتوبة وتارة بالقرارات السياسية واخرى ببث ونشر سموم افكارهم فى مختلف وسائل الاعلام والمعرفة .
يقول ألتوسير ( ان سلطة الدولة تعتمد فى اساسها على بنيات اقتصادية واجتماعية ، وتأخذ اشكالا مختلفة تكون فى مجموعها ما يسمى بأجهزة الدولة ومنها الاجهزة الايدلوجية كالمدرسة والاعلام والاسرة وغيرها ، هذه الاجهزة قد تبدو غير سياسية الصبغة فى ظاهرها ولكنها تؤدى مهاما اساسية فى توزيع ايديلوجيا واهداف الطبقات السائدة فى مجتمع ما ، والمحافظه على هذه الايديولوجيات واعادة انتاجها ويتم عن طريق هذه الاجهزه الايديولوجية فرض الخطابات السائدة التى تكون محملة بذوات المجموعات العرقية والنوعية ( جنسية ) والطبقات المهيمنة والتى على ضوئها يتم تحديد صورة الآخر م ين والفكرة / والرؤية المحددة لهم )
والملاحظ المهتم يعرف ان الانقاذ بدأت فى فرض رؤيتها المتخلفة على مجموع النساء والمجتمع السودانى ، بدأت بسن التشريعات ، فى قانون الاحوال الشخصية ، قانون النظام العام ، قانون العقوبات وغيرها من القوانين والتشريعات هذا عدا بالطبع اللوائح والسياسات كمثال فرض لباس محدد يعتنقه اهل الانقاذ على مجموع العاملات فى الدواوين والمؤسسات الحكومية ، وفرض لباس محدد على الطالبات ، وفرض لباس محدد على زائرات المستشفيات ، وكمثال ايضا لوائح مجذوب الخليفة بمنع النساء من العمل فى مهن حددها فى العاصمة القومية ، كانت دائما الانقاذ تنظر للمرأة كعورة او مصدر للغواية الجنسية اينما سارت وتحركت ولذلك كان خطاب منظريها يحذر من فتنة النساء ، ولعل اكبر معاناة للنساء كانت فى تشريد وفصل الاف العاملين والموظفين من اعمالهم فى بداية الانقاذ مما زاد الاعباء النفسية والمادية على النساء ، كذلك من اكبر المعاناة ايضا اشعال الانقاذ لحروب دينية او جهوية لا طائل منها مما اثرت سلبا على النساء واستقرار الاسر .
لكن الملاحظ أن المجتمع والمرأة قد هزمت خطط الانقاذ وايدليوجيتها فى فرض دونية المرأة واضهادها ، لقد لا قت اغلب توجيهات الانقاذ وسياساتها الرفض من المجتمع ومن المرأة ولقد قاومت المرأة هذه السياسات اما بالمواجهة مباشرة واما ضمنا ، لم تصمد توجيهات الانقاذ بعدم الاختلاط فى الحفلات العامة ، لم تصمد توجيهات الانقاذ بفرض لبس محدد للطالبات فى الجامعات ، لم تصمد توجيهات الانقاذ بعمل المرأة ولكن ما زالت اجهزة الاعلام الرسمية مملوكة للانقاذ تنفث سمومها وما زالت المناهج فى المدارس تعلم الطلاب نمذجة البنات كاخضعات وبذلك تنتقل هذه النمذجة للاسر .
على رغم التطور النسبى فى تعليم البنات على الاقل من الناحية الكمية فأن تعليم المرأة ما زال قاصرا فى مساعدتها على الدخول رأسيا وأفقيا فى أى ميدان العمل بأعداد كبيرة فى مجالات وتخصصات عديدة . وان حق المرأة فى العمل تكتنفه مشكلات عديدة اذا لم تحل فأن المرأة لن تتمكن من التمتع بحق العمل ، مثل المواصلات والسكن ، الولادة والحضانه ، مشكلات الغذاء وارتفاع الاسعار، الاضهاد الجنسى للمرأة فى مجال العمل ، نظرة المجتمع لعمل المرأة ولذلك يجب ان تشجع الدولة هذا الحق فى العمل بازالة العوائق التى تعيقه .
التحية للمرأة السودانية فى هذا اليوم ونتمنى أن يأتى العام القادم وهى اكثر صحة وتمتعا بحقوقها المنصوص عليها فى المواثيق الدولية ، وتكون تخلصت من كل الحروب والصراعات واسبابها ومشعليها ، وتخلصت من كل انواع الاضهاد الذى يمارس عليها ، وان تستنشق هواءا نقيا خاليا من اى ملوثات سمعية او بصرية صادرة من اجهزة الاعلام الرسمى وان تسير فى الطريق وهى مطمئنة لا تخشى وقع دبيب احذية خشنة خلفها .
مع تحياتى