الاخوه و الاصدقاء فى دوت كوم.السلام عليكم وبركاتة , الدعوة لكم بحضور ورشة عن الكويكبTC3 2008 بقسم الفيزياء -كلية العلوم بجامعة الخرطوم.
يقيم قسم الفيزياء وكلية العلوم بجامعة الخرطوم ورشة عن الكويكب TC3 2008، وهو أول كويكب يرصد في السماء قبل اصطدامه بالأرض وانفجاره في سماء شمال السودان بالصحراء النوبية . تم رصد هذا الكويكب في الساعات الأولى من فجر يوم 6 أكتوبر 2008 بمراصد كاتالينا في برنامج مراقبة ومتابعة الأجسام القريبة مساراتها من كوكب الأرض. وتبين بعد رصده من مراصد متعددة انه كويكب صغير كتلته حوالي 60 طناً وسرعته عند دخول الأرض قدرت بحوالي 12,4كلم في الثانية ، وانه من النوع الذي ينفجر ويتحول غالبيته إلى غبار وجسيمات دقيقة. ووجد انه منذ لحظة مراقبته حتى دخوله للغلاف الجوي سيستغرق حوالي 19 ساعة .
تناقلت أخبار الكويكب ناسا والجهات الرسمية والإخبارية العالمية . وقام قسم الفيزياء بإعلام البعض بسقوط الكويكب بمنطقة وادي حلفا خاصة بعد أن تبين ان حدوثه سوف يصادف وقت صلاة الفجر بالشمالية ما عنى أن سكان تلك المنطقة سيحظون بمشاهدته والتقاط صوره لحظة دخوله إلى الغلاف الجوي وآثار انفجاره الذي استمر لأكثر من ساعة حتى شروق شمس ذلك اليوم.
خلف ذلك الحدث صدىً كبيراً، خاصة بعد أن تم إرسال بعض الصور التي التقطت له من وادي حلفا ونشرت أحداها في الموقع العالمي Astronomy Picture of the Day وهو موقع تتنافس فيه جميع المراصد الفلكية يوميا . باشر قسم الفيزياء وكلية العلوم بقيادة د. معاوية شداد بترتيب إجراءات البحث عن العينات التي سقطت جراء انفجار هذا الكويكب وقد كان ذلك عملاً شاقاً لعدة أسباب منها أن الانفجار تم على ارتفاع عالٍ جدا 37كلم مما يجعل احتمال عدم الحصول على العينات أمراً حتمياً (خاصة نوعية هذا الكويكب). ثانياً إن انفجار الكويكب في هذا الارتفاع والذي كان بقوة واحد كيلو طن TNT عنى أن العينات سوف تكون صغيرة الحجم وفي انتشار واسع. ثالثاً الحوجه لعمل أنموذج من نتائج المراصد وحسابات الانفجار لتحديد قمة الانتشار للعينات على الصحراء وقد شاركت في هذا التحديد عدة جهات بما في ذلك وكالة ناسا. وقد تم تصحيح الأنموذج في الرحلة العلمية الثانية من قبل قسم الفيزياء. وقام قسم الفيزياء بالترتيبات اللازمة بالبحث الحقلي. كما شارك الخبير العالمي بيتر جسكنز من معهد Seti وناسا في عملية البحث. كما قامت قناة الجزيرة بتغطية الحدث إخبارياً خلال الرحلة الأولى.
تم الحصول من خلال ثلاث رحلات حقلية على ما يقارب الـ300 عينة و تجري الآن العديد من الأبحاث فيها داخلياً وخارجياً و قد تبين من خلال النتائج الأولية لتلك الأبحاث أن الكويكب غير متجانس وانه من النوع النادر ويتبع إلى مجموعة اليورلايت و به حبيبات في منتهى الصغر من الماس وحديثا هنالك مؤشر لوجود حمض نووي.
وجد الكويكب و العينات التي سميت بنيزك المحطة ستة (حسب النظم العالمية لتسمية النيازك) صدىً عالميا في جميع المحافل الفلكية والعلمية والدوريات والمجلات العلمية وكان أولها بدورية Nature التي تعد عالميا أعلى الدوريات تقييما. ولاقى ذلك صدىً إعلامياً بمختلف المحطات الفضائية العالمية - كما أصدرت وكالة ناسا بيانا عن إيجاد العينات. نود أن نبين بأنه في كل هذه المجالات كان اسم جامعة الخرطوم - كلية العلوم وقسم الفيزياء وأساتذتها وطلابها لامعاً في هذا الصدى.
كانت النتائج الأولية مذهلة للعلماء في الداخل والخارج ما أدى إلى المناداة بقيام ورشة عالمية لمناقشة النتائج البحثية في مختلف الأصعدة وستكون هذه الورشة بقسم الفيزياء في يومي 6و7 ديسمبر 2009 بالقاعة القديمة كلية العلوم جامعة الخرطوم بمشارك نخبة من العلماء البارزين من مختلف البلدان ( الولايات المتحدة و ألمانيا و فرنسا وجمهورية التشيك وهولندا وبلجيكا وبريطانيا والسودان).
د. رأفت محمد إبرأهيم رئيس قسم الفيزياء بالانابة