الحلقة الاولى :
مجرد أنك تفكر الذهاب للسفارة السودانية بالرياض تصيبك حالة من الكآبة والاشمئزاز لأسباب عده أولها منظر صالة الاستقبال والبوابة التي تفتح بالقلم !!! وتصدر بعدها صوت أنين تشكو فيه ألم مفاصلها ومنظر الحوش الخارجي لها القاحل وبسياراته التي تصطف بغير نسق وطفايات السجاير التي هي بعمري تقريباً إصابتها الأوساخ والمخلفات بالتخمة والهرم أما حمامات السفارة فلا أدعوكم لرؤيتها ، وحتى الصالة الداخلية للمعاملات شاحبة باهته مكاتبها وزجاجها متسخ ألوانها قاتمة ، إعلاناتها مبعثره غير منسقه ، مكتبتها لا يوجد بها أحد دوما كتبها متسخة باليه ، ماكينة التصوير بها من مخلفات عصر الأزهري (الأغرب بها كتب لا شأن لها بالسودان).
آلاف قليلة من الريالات يمكن أن تجعل الحوش الخارجي والصالة بصورة أجمل من ذلك ، فشركات الزراعة وتنسيق الحدائق بالمملكة أجرها زهيد جدا ومتابعتها أسبوعيه لما تقوم به من زراعه أما أسعار الدهانات والعمال في متناول الأشخاص العاديين ناهيك عن السفارة ، كما توجد ديكورات جميلة بالأسواق بابخس الأثمان ، هذه الإصلاحات والمناظر الجميلة قد تسر وتفرح الزوار وتحسن من نفسيتهم المستاءة أصلا من أوضاعهم.
نأتي لما هو أهم من كل ذلك الموظفين الذين يعملون بالسفارة من هم ؟
وجوههم عبوسه جباههم كالجلد الميت مكرفسه ملابسهم (الكنغولية) غير منسقة وقد تجدها أكبر أو أصغر من حجم أحدهم كأنه استعارها ( أقل موظفيهم يتقاضى مابين 10—20 الف شهرياً- عدى البدلات) ، إذا سألتهم ينظرون إليك كما لو أنك حشرة أو نكره ويا ليتهم يجيبونك بل يرسلونك إلي غيرهم وهكذا إلي أن تأتي للشخص الأول مرة أخرى لأن المعاملة أتضح بأنها من اختصاصه !!! هل تصدقون؟
في أغلب الأحيان قد تقف في شباك ما مدة ساعة الي أن يأتي الموظف المطلوب فأين كان ؟ داخل السفارة - ماذا كان يفعل ؟ لا أحد يعلم – مع العلم بأن الوقت وقت مراجعة المواطنين فبالتالي ليس لديه الحق بالتواجد في غير مكتبه مهما كانت الأسباب لأننا جميعا نسرق الوقت من أعمالنا وأسرنا لنراجع هذه السفارة ، هنا لابد أن أشيد فقط بقسم المحاسبة هؤلاء الأعمام الكبار في السن والذين يقدرون أعمالهم ويعلمون ما يفعلون فلهم التحية والاحترام.