الشافعة مى شافعة نصاح
اميرة المدن
مدينة هادئة ..بسيطة وعنيدة
تحب القمر ..واشعة الشمس والاطفال الصغار
وكل شى اخضر
تسكنها العلاقات الحميمة .. تبسط ذاتها لكل زائر
وتحتضن كل حبيب مقيم
لها جدلية خاصة بها
فى لحظة واحدة تعانق الجهات الاربع
تقاوم الريح العتية
لها مقدرة عالية فى تذويب الكراهية ..كما تنتف ريش طائر الشؤم
لطيفة كالحرير ..وضحكات الربيع ..واشعة شمس الاصيل
لها شموخ النخل ورقة الحمام
مدينة باقية رمز للعطاء والتجدد
نهر متدفق ملء الشاطئين ..وفية كالام الرؤوم
وكذلك عقل يجمع الفكرة والخاطرة والشجن المقيم
مدينة ترضع من ثدى الكون
وتعيش فى امتداد المدى ..
وتنتقى كل القلوب المحبة
لها نقش خاص فى خاطرى
هذه المدينة الساكنة هدوءا وروعة
ندية كالزهرة صبوحة كالطفولة كالاحلام
ابتسم من فضلك
فانت فى مدينة الحصاحيصا
((الشافعة مى شافعة نصاح))
هذا المقطع كان مكتوبا على الزجاج الخلفى
لعربة اجرة..اكتشفت لاحقا انه مقطع لاحدى اغانى الحقيبة
كثيرا ما غنيتها واسمعتها غنائى
عند كل مساء
ايتها المقوشة من كل الاشياء الجميلة
ايتها المنفلتة من ضلع النيل
اخذة اجمل مافيه
ايتها النسمة الاتية من ضوء المستقبل
اهديكى مواويلى واشتياقاتى
واغنياتى الكثيرة
لك تضحك عصافير الامل
انت الاضاءات الاولى..المسارات كلها
اشتعال المدى..بالمنظور الاتى خلف الغيمة
انت الهمسة والبسمة المفرحة
تتوغل فيك ..كل المعانى النبيلة
انت يامن ملكت الهناءات كلها
واجبرتنى على الرحيل اليك
باختزال المسافة..عند بداية التأمل
تمتلئين فرحا يا ذات الصبح النبيل
هذه المدينة التى تنام على ضفة النيل الازرق
الذى يحدها يمينا
ويسارا يمتد مشروع الجزيرة
حيث الخضرة الدائمة بزراعة القطن
والقمح ومحاصيل اخرى
مدينة كالغمام
المدينة التى التى اختارتها الايدى الصينية المدربة
لاقامة مصنع الصداقة للغزل والنسيج
والذى صار نواة لمصانع اخرى
عديدة تحيط المدينة شمالا
اى انها مدينة صناعية زراعية
ولها اهمية قصوى فى المساعدة فى انتشال
الوطن من وهدته
ولمن لا يعرف عنها شيئا
فهى المدينة التى يتشكل سكانها
من كل الجهات السودانية..فى وحدة وطنية رائعة
تجمعهم علاقات انسانية حميمة فالكل اهل واحبة
والكل يعشق هذه المدينة بجنون
اتذكر كثيرا..عوض ادريس صاحب محلات السنجك الشهيرة
الاخ الصامت المبدع ومكتبته الخاصة العامرة
هل لى ان انسى محمد حترى اظرف شخصية فى الوسط الرياضى
وهو الهلالى المطبوع..ام حماده الذى تعرفه جماهير الكرة السودانية
وهو المهووس بحب المريخ
ام انسى جلساتى واصدقائى امام شجرة النيم الظليلة
هذا المعلم الهام..فقد غرسناها اما منزلنا
ورعيناها حتى صارت جزء من هذه المدينة
بحى الامتداد العريق
هل اتحدث عن مساهماتها الفنية
بمن ابدأ
بعبد المنعم حسيب الذى شدا بأجمل الالحان
ام مصطفى سيد احمد مجدد الغناء السودانى الحديث
الذى انطلق من ربوعها محلقا فى عوالم الطرب والغناء
الى سمية حسن المطربة..التى كانت بحق امتداد
للجيل النسائى الغنائى المبدع
هذه امثلة لبعض فنانى المدينة
الذين كثيرا ما عطروا سماءها بالنغم الشجى
وبالاصوات الدافئة وبالجمال الساحر
ومن ثم كانوا اضافة حقيقية لفنانى الوطن
هذه المدينة التى امدت واضافت
للمثقفين والكتاب والادباء مجموعة متميزة من فرسان الكلمة
الكاتب المسرحى اللامع حمدنا عبد القادر
صاحب الاضافات الثرة فى هذا المجال
..كمال وكلماته المميزة
هاشم كرار وتحقيقاته الجريئة
عثمان عابدين ومحطاته التى ينتظرها الجميع
الى الاخ فيصل محمد صالح احد ربان جريدة الخرطوم
ومن شعراءها..الطيب الماحى..وعادل ود الكامل
والشاعر المبدع.. عفيفى اسماعيل هذا المتمكن
مع مجموعة اخرى من الكتاب والمبدعين
لا يفوتنى ان اذكر ابناءها من الرياضيين الذين
مثلوا السودان فى كثير من المحافل الدولية
فكلنا قد شاهدنا وعاصرنا
شواطين..عروة..وابو العز..وعليوة
جاد كريم وايوب..مركز وكندورة زاهر مركز
الذين كانوا نغمة ترددها جماهير الهلال العاصمى
وابناء السودان عموما فى اللقاءات الدولية
وهناك لاعبو المريخ العاصمى
جاديكا..ونميرى الشبل المعجزة الذى صال وجال
فى ملاعب العالم لاعبا فى فريق الشباب
عرفه العالم بفنه وسحره الذى استمده
من مدينة الحصاحيصا لاعبا بنادى الهلال
مع عشرات الموهب الفنية التى لعبت فى اكثر من نادى سودانى
مازال الالم يسكننى
تحتوينى النهايات الحزينة
اين انت
اين يا بعضا منى يا كلى
اشتهى ان التقيك
يبكينى حزنى..تشطرنى دواخلى
تتعمق الكلمات داخلى
فانبرى الى نفسى حزينا
المدينة التى تكتمل نقوشها..بتفردها
وحسها العالى فى الانتقاء..
تشابه كل المدن الحالمة المشبعة بالندى
والرؤى حتى الاغتسال..تتوضأ نورا وضياء والقا
الجناين تستظل بظلها.. الحمامات
الفاردة الجناح تبدو خجولة عند مقامها
فعند حضورها كل البهاء
كل من اتى اليها زائرا..او فى اقامة مرتبطة باداء مهام معينة
ينجذب اليها..ويحط رحله ويقيم اقامة دائمة
لانها المدينة التى يحس كل انسان
بانسانيته..وسودانيته وحريته
هذه المدينة التى قاومت كل اشكال القهر
هذه المدينة المتمردة ..القادرة على اقتلاع
كل باغ من ارضها الطاهرة
هذه المدينة معشوقة المدائن
ان كان على المك عاشقا لامدرمان
وجماع يهيم بالحلفايا
وعبد الحى يتباهى بسنار وود المكى بالابيض
بل والسياب بجيكور
فاننى اغرس قلمى بدمى لارسم احرفها حرفا حرف
ومن كل هذا انضم مسبحة
واطوق بها جيد المدينة الحبيبة
التى تكتسى مسحة من الوقار بجلال شيوخها وكبارها
فاكتسبت اصالتها من اصالتهم
وازدانت جمالا بحسانها..والفة ومحبة من وفاء الامهات
لك الله..ايتها المدينة الصامدة
يا اميرة المدائن
احتويك
اقر بانى انتشلتك من ذاتى
بعد ان كان الضياع فريسة سهلة لعمرى
تتفتح المسافات بينى وبينك
رقصة البدء تجاوزنها مرارا
تأملينى
فانت سهم اضاء عمرى
توحدت فيك
اقسم انى..ما وجدت سرك الذاتى
الا فى الحنايا
ترواحنى اشياؤك الصغيرة
نبيلة انت
ترقصين فى ضوء المسافة
تتجلين كوردة مسقية دوما بتبع راق
شتاؤك القارس يحتوينى دفئا وحرارة
كلما ابتعدنا ازددنا لقاء