المتابع للشئون السودانية يجد لنه لاصوت يعلو على صوت الانتخابات هذه الايام
فكل الاحزاب السياسية ,قديمها وجديدها قد بدأت تلميع وتسويق انفسها وتعرض برامجهاورؤيتها للوضع الراهن في السودان , وتضع في الوصفات السحرية لحلول جميع مشاكل السودان , والشخص المتأمل لبرامجها وخططها وتوصياتها يجدها جميلة جدا , ولو طبقت في ارض الواقع لكان السودن عبارة عن جنة الله في الارض.
ولكن مايعيب النخب السياسية السودانية جميعها قديمها وحديثها , هو انها تتحدث
كثيرا وتنظر كثيرا ولكنها تعمل قليلا والقليل هذا لايأتي احيانا الا بعد ضغوط
من الجماهير او من الخارج وليس عمل مبرمج – فنحن قوم ابتلانا الله بساسة
مبتلون بكثرة الاقوال وقلة الاعمال كما يقول المثل ( اسمع جعجة ولاارى طحنا ).
والتاريخ السياسي السوداني علمنا ان عمر الحكومات الديمقراطية المنتخبة قصير
جدا , فلم تستمر حكومة ديمقراطية منتخبة حتى تكمل دورتها او مدة حكمها الا وانقض عليها اخو بنات من العساكر واطاح بها وهذا الامر متوقع في السودان ودول العالم الثالث عوما ,وهكذا نظل ندور في هذه الحلقة المفرغة الا ان يرث الله
الارض ومن عليها