أخي راشد أولاً دعني أحيي طرحك المنطقي ونظرتك الراشدة للأحداث
ولو كان الموضوع ورد بمثل طرحك لوجدتني في موقف مختلف
- راشد محمد الجاك كتب:
- اانت مقتنع ان التعليم العالى وحصرا على مابعد ثورة التعليم العالى مازال كما هو وان خريجيه هم هم ؟
سأدهشك بأنني أقول لك : لا أنا غير مقتنع بأن التعليم العالي حالياً أفضل منه سابقاً .. تصدق؟!!!
وفي الأسفل ستكتشف أنني غير متناقض في طرحي
- راشد محمد الجاك كتب:
- وياريت يكون تقيمنا نحن عن مخرجات هذا التعليم وليس عن الويب او اساسيات التقييم العالمى ..
هذا بالضبط ما ظللت أدعو له في هذا البوست أن ننظر للتعليم العالي بعيداً عن التصنيفات التي تتفق جميعها في اعتمادها على الويب
- راشد محمد الجاك كتب:
- نعم كما ذكرت لك انفا انه توجد القوانين واللوائح ... ولكن ماهى الحصيلة النهائية لكل ذلك وهل ماذكر من بعض الحالات ان نعتبره فرديا ولا يعتد به
للأسف نعم .. كل ماذكر حالات فردية لمخالفة قوانين وهي لا تحدث في الجامعات كشئ طبيعي بل كتصرفات نشاز من السهل جداً ردعها
- راشد محمد الجاك كتب:
- هل هو مانبتغيه من تعليمنا العالى ؟؟؟
لم يكن الإبداع الأكاديمي يوماً متعلقاً بأستاذ .. بل كل المتميزين سمّوا متميزين لأنهم اجتهدوا في أبحاثهم ودراساتهم بطريقة مختلفة عن زملائهم
=====================================
الآن أعود لأنفي تهمة التناقض التي قد تلحق بكلامي
جامعة الخرطوم تم انشاؤها بواسطة الانجليز ثم تم ترفيعها من كلية تذكارية إلى جامعة
جامعة الجزيرة وجامعة جوبا تم انشاؤهما بدعم من السوق الأوربية بعلاقات د. منصور خالد
جامعة أفريقيا انشأت بواسطة منظمة الدعوة الاسلامية
جامعة امدرمان الاسلامية هي الوحيدة التي أنشأها نميري ولا أعرف مصدر تمويلها
هذه هي الجامعات التي كانت معروفة قبل ثورة التعليم العالي وكلها انشأت بواسطة دعومات أي أن الحكومات السابقة لم تدعم التعليم العالي بمفهوم انشاء جامعة
حتى العام 1989 كان القبول للتعليم العالي 5000 طالب فقط !!!!!!!!!!
من كل أنحاء السودان كان المسموح لهم بدخول الجامعة فقط 5000 طالب .. تصور ؟؟!!!!
هل تعلم بأن خريجي قسم الهندسة الزراعية في جامعة الجزيرة في عام 1989 كان 4 طلاب فقط!!!
الآن أصبح كل من نجح يستطيع الحصول على مقعد جامعي وتبقى الأحقية في دخول الكليات الكبيرة للمتميزين .
وكنتاج طبيعي لذلك كان لا بد أن يتدنى مستوى خريجي التعليم العالي عن سابقيهم لأن الدكتور الذي يدرس 4 طلاب فقط يستطيع صب عصارة فكره في هؤلاء الطلاب الأربعة ولكن إذا أصبحوا 50 فإنه لن يؤدي بمثل أدائه مع الأربعة .. ولكن هل هذا مبرر كافي لنحرم مائتي طالب من دراسة الهندسة الزراعية لنخرج 4 فاهمين ؟
أعلم أنني أدخلتك في جدلية الكم والنوع .. ولكن لنأخذ في اعتبارنا أن مسببات تدني المستوى ليست حكراً على الاستاذ والجامعة فقط
انظر حولك للتلاميذ قبل دخول الجامعة وقارن بين نفسك عندما كنت بعمرهم وبينهم .. كنت تقرأ مجلة ماجد وتستمتع بقراءة القصص العالمية وفي الثانوي كنت تقرأ مجلة العربي ومجلة المجلة .. كنت تعرف الطيب صالح وتقرأ لماركيز .. كنت تستمع لمصطفى سيد أحمد وتعيش مع قصائد حميد .. فهل تلاميذ اليوم يعرفون ذلك ؟ وهل عاشوا الحالة التثقيفية التي عشتها .. انهم يكتفون بقراءة مسجات الموبايل ويسمعون أحمد الصادق وشكر الله .. إنهم جيل الديجيتال الذي هجر الكتب ليصبح أسير المشاهدة .. إنهم جيل مهند ونور ولا يعرفون من هو ماركيز.
رغم أنني أحاول دائماً الابتعاد دائماً عن الكتابة الهتافية إلا أنني سقت لك هذه الفقرة لتعرف أن طالب اليوم ليس هو طالب الأمس لذلك لا يجدر بنا أن نستخدم شماعة التعليم العالي لنضع عليها كل أسباب التدهور في المستوى العقلي
في التعليم العالي الحالي توجد المكتبات ويوجد الانترنت الذي يحوي في المجال الواحد أبحاثاً تحتاج أكثر من عشرين عمراً لقراءتها فقط ناهيك عن التعمق بدراستها .. إذن المعرفة متاحة بالاستاذ وبدون الاستاذ مع العلم بأن رسالة التعليم العالي تركز على (البحث) العلمي كوسيلة تعليم ولا يعترف بال spoon feeding تلقين الطالب المادة بالملعقة
لا أريد الإطالة عليك أخي راشد وأتمنى أن تكون وجهة نظري قد وضحت وإن كان فيها أي ملاحظة فلا تتردد في قولها وإن كانت هنالك نقطة غامضة لا تتردد في استيضاحها وإن أخطأت في بعض الكلام صححني ببساطة فليست هنالك كلمة أسهل على لساني من كلمة : اعذروني فقد كنت مخطئاً