قرشي محمد
| موضوع: رفع الحرج عن هذه الأمة الأحد 9 مايو 2010 - 15:06 | |
| رفع الحرج عن هذه الأمة روى ابن ماجه، والبيهقي وغيرهما عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه). عبد الله بن عباس، ويقال له: حبر، والبحر، لكثرة علمه، وترجمان القرآن ، وقد دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل)، وهو أبو الخلفاء العباسيين، واحد العبادلة الأربعة، وهم: عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، وعبد الله بن الزبير، وأحد الستة المكثرين من الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم: أبو هريرة، وابن عباس، وابن عمر، وعائشة، وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك، خادم الرسول الله صلى الله عليه وسلم. روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ألف حديث، وستمائة وستين حديثاً، توفي بالطائف بعد أن عمي، سنة ثمان وستين، وهو ابن إحدى وسبعين سنة على الصحيح، في أيام ابن الزبير، وصلى عليه محمد بن الحنفية. الخطأ، والنسيان، وما استكره عليه والإنسان، أمور خارجة عن طاقته البشري، وإرادته الاختيارية، لذلك فقد اقتضت الحكمة الإلهية، أن لا تدخل هذه الأمور، في مناط التكليف، بحق المسلمين المكلفين بتطبيق أحكام الإسلام. والله الخالق العظيم، الذي رحم عباده، وتجلى عليهم باللطف، حاشاه أن يكلفهم بمال لا يطيقون، لأنه أمر بالعدل والإحسان، الذي هو فوق العدل بن زاد في إحسانه على عباده المؤمنين، وعاملهم باللطف بهم في كل حين، فقال تبارك وتعالى: (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة)، وعدالته التي لا تماثلها عدالة من عدل البشر، ممثلة بقول اله تبارك وتعالى: (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعلم مثقال ذرة شراً يره)، فما الحال وما البال، وعدالة الله عز وجل يبني حسابها على الذرات، والحق كما قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصف هذه الآية، بأنها (أخوف آية في كتاب الله). وقد أراد الله جل شأنه إختبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه سلم لما أنزل قوله: (وإن تبدوا ما في أنفسكم، أو تخفوه يحاسبكم به الله، فيغفر لمن يشاء، ويعذب من يشاء، والله على كل شيء قدير). ضج الصحابة رضوان الله عليهم قلقوا، روي عن ابن عباس أنه قال: لما نزلت هذه الآية، جاء أبوبكر، وعمر، وعبد الرحمن بن عوف، ومعاذ بن جبل وناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا يا رسول الله، كلفنا من العمل لما لا نطيق، إن أحدنا ليحدث نفسه بما لا يحب أن يثبت في قلبه، وإن له الدنيا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (فلعلكم تقولون كما قال بنو إسرائيل: سمعنا وعصينا، قولوا: سمعنا وأطعنا، واشتد ذلك عليهم، فمكثوا في ذلك حولاًً، فأنزل الله تعالى في ذلك الفرج والرحمة بقوله: (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، لها ما كسبت، وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطانا ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حلمته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به، واعف عنا، واغفر لنا، وارحمنا، أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين). وآية (وإن تبدوا)، يتناول حديث النفس، والخواطر الفاسدة التي ترد على القلب، ولا يتمكن المرء من دفعها، فالمؤاخذة بها تجري مجرى تكليف ما لا يطاق، وقد أجاب العلماء بأجوبة شافية نكتفي بالإشارة إلى بعضها: وهناك وجه أن كل ما كان في القلب، مما لا يدخل في العمل، فهو في محل العفو فالمراد من الآية أن يدخل ذلك العمل في الوجود، إما ظاهراً أو على سبيل الخفية، وأما ما وجد في القلب من العزائم والإرادات، ولم يتصل بالعمل، فكل ذلك في محل العفو، وعلى أي حال فقد جاء قوله الله تعالى: (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، لها ما كسبت، وعليها ما اكتسبت) الدواء الشافي، والترياق الكافي للمؤمنين.
| |
|