(2ــ 2 )
سوف نتناول هنا (مثل) واحد من تلك الأمثال التي (غزت) ثقافتنا السودانية من التراث العربي/الصحراوي لأسباب محددة :ــ
1/ شخصية قائله ، بإعتباره من الرموز الثقافية العربية واحد مناهل الحٍكم في التاريخ العربي وهو أبو الطيب المتنبئ .
2/ الشخصية المقصودة بـ (الهجاء) وماأثير حولها من لغط وتحقير وصل لحد قتل الشخصية من قبل (حكيم العرب) ، وهو (الخال) كافور الإخشيدي حاكم مصر وسوريا ، أكبر وأغني إقطاعيات الدولة الإسلامية/العباسية .
3/ التداول الواسع لهذا المثل (المسجوع حسن القافية) بين أجيال متعاقبة حتي اصبح أو بالكاد كالحديث القدسي .
يقول المتنبي في هجائيته الشهيرة والحقيرة أيضاَ :ـــــ
لا تشتري العبد إلا والعصا معه
إن العبيد لأنجاس مناكيــــد
الملاحظ أن المثل اوالبيت الشعري انتجته بيئة محددة (مجتمع إقطاعي/عروبي غارق حتي أذنيه في وهم نرجسي ــ خير أمة أخرجت للناس وسواهم لاشئ ) والشخصية المنتجة للمثل تعاني من عقد نفسية (رغم الهالة الإعلامية والثقافية والتاريخية التي أحيط بها المتنبي) ففي إعتقادي أن المتنبي شاعر بلاط ملكي كان يبيع (الكلام) مقابل الحصول علي سلطة وجاه ، ــ لعله كان يختزن المثل السوداني
سلطة للساق ولا مال للخناق) وفشل !!! ونجح (الخال) كافور (بغير اراقة ماء وجه او(بيع كلام) فقد كان كافور أديباَ أيضاَ كما هو معلوم) .في حين فشل (النبيل العربي)، وهذة عفدة المتنبي فحريَ بنا ان ندرس (عقدة المتنبي ) قبل عقدة أوديب ومن ثم نبتعد عن اولا نتعاطي منتوج هذة العقد ثقافيــــاَ.........