ــ2 ــ
الكديس في اللغة السودانية ،هو القط اوالهر ــ هذا معلوم ــ ولكن هل للإسم جذور عربية/عكاظية أم نوبية /نيلية هذا من إختصاص آخرين ولكن ما يهمنا هو أن الكديس إحتل حيزاَ كبيراَ وحضوراَ كثيفاَ في ثقافتنا وتاريخنا القديم والحديث، وللكديس أيضاَ سجلاَ حافلاَ في الأسطورة السودانية، شكًلت له حماية عبر الحقب والأجيال فالكديس الأسود لايضرب ليلاَ خوفاَ من أن يكون (شيطو) ذاهب لمهمة شيطانية خاصة ،اوتكون (جنيًة) ذاهبة للقاء صاحبها، او قد يكون (توم) في رحلة بحث عن اللبن وفي الحالة الأخيرة يمكن الرجوع لـــ (ثنائي الجيل) ـــ اولاد بشري حسن وحسين ...
هناك كدايس سودانية عرفت بالفترة التاريخبة التي عاشت وعايشناها فيها ونذكر علي سبيل المثال لا الحصر :ـــ
الكــــديسة الباشبزكــية
كانت هذه الكدايس ــ قبل أن تتحورــ كدايس سودانية وديعة مثلها مثل برة وسميرة، ولكن سطوة الأتراك وفظاعتهم حولرتها وحولتها لأداة تعذيب في أيادي الباشبزك وجباة الضرائب .
فقد ورد في الأثر أن الأتراك الذين غزوا بلادنا من أجل المال والرجال، كانوا شرهين وشرسين وبشعين في جباية الضرائب، كانوا إذا رفض اوعجز أحد أجدادنا عن دفع الضريبة يدخلون (كديساَ باشبزكياَ) داخل سرواله ويحكمون ربط السروال تحت السرة وفوق الركبتين ثم يضربون الكديس فيقوم بأداء الواجب اوتنفيذ التعليمات (الباشبزكية). والعضَ تحت السروال أشد ألماَ من الضرب تحت الحزام !!!
هذة الممارسة (الباشبزكية) ـــ ربما ــ أدت لتدني (الكثافة السكانية) في وطننا الوهيط مقارنة مع سائر بلاد الله . هذا الأفتراض أهديه لمراكز الدراسات السكانية .
استمر الحال هكذا الي أن خلص الله البلاد والعباد من عضَ الكدايس الباشبزكية بإنتصار الثورة وقيام الدولة المهدية والتي إستعاضت عن الكدايس الباشبزكية بــ (النمل الجهادي)، ولهذا النمل قصةأخري هذا ليس أوانها ....
كــــديسة الفـــــــن
في منتصف القرن الماضي ـــ عصر حقيبة الفن ــ دخلت الكديسة كمصطلح في الأدب والفن واستخدمت في الترميز ــ في الحياة الثقافية والعاطفية ــ فصارت (كديسة) تطلق علي الحبيبة او الصاحبة ــ بالمعني السوداني المجرد ــ
فقد علمنا من مصادر مخضرمة/ معاصرة لتلك الفترة أن أغنية الضواحي للشاعر/الفنان الراحل/ خليل فرح كانت تُجاري بكامات مختلفة عن النص الأصلي مع الإحتفاظ بالقافية واللحن :ـــ
في الضواحي وطرف الأنادي
يلا نكتح كاس الصباح
وتستمرالأغنية
و إن عشقنا بنعشق كدايس
وفي الكدايس الزرق الطوال
ــ3 ــ
وأستمر هذا الرمزحتي منتصف ثمانينيات القرن الماضي (ساري المفعول) ، حيث ظل الشباب يردد في (كورال) تحت ثأثير موسيقي أبوعركي الصاخبة :ـــ
عن كديستي حا أقولكم
يلا أفرحوا كلكم
في ذات الفترة التاريخية ، صارت كلمة (كديسة) تستخدم كمصطلح سايكلوجي ، للتعبير عن الجنون الخفيف أو (القرفة) الشديدة فيقال فلان كديستو قايمة أوفلان مٍكدس.