حكاية حسن ود السرة

حسن ود السرة قابل النور صالح شقيق بت الشول ، وقد طلب ود السرة ــ حينـها ــ زيارة بيت أولاد الشول عصر يوم الخميس دون إفصاح عن سبب الزيارة ، فالنور رجل ستيني ، عمل في المنطقة الصناعية ميكانيكي سيارات ، وعرف بين رصفائه بأناقة لازمته حتى تاريخه ، وقد تغنت حسناوات كُثر بأوفراووله الكحلي الغامق الأخاذ ، وإشتـهر بتوليف العربات ، حينما برع في إستخدام ماكينات التايوتا لتنشيط ذاكرة أجساد سيارات الرعيل الأول من الهلمان ، والفولفو ، والكونسول ، والفورد ، والهنتر ، والكوامر بأشكالـها المختلفة ، واللاندروفرات البوكس والاستيشنواجن ، والمورس ماينر ، ووالفولكسواجن.
شقيقته بت الشول "" الوحيدة ـــ من بين أشقائـها ــ المنسوبة لوالدتـها الشول بابكر طيفور"" ، وبت الشول إمرأة أربعينية وسيمة من غير إرتباك أو صنعة ، أو تكلف ، لونـها الأسمر يتمدد على جسدها الفارع في نضارة ، وإشراق ، وبـهاء ، تكاد أن تجد له جذوراً بين مسامات الجسد الانثوي الفتان ، وقد تناغمت نضارة لونـها مع نسق جسدها في هارموني تجد أثره شعراً منظوماً عند العبادي ، وعتيق ، وأبوصلاح ، وجملاً لحنية موسقها عبد الرحمن الريح .
وصل ود السرة إلى منزل أولاد الشول في الزمن المحدد ، وقد أكرم النور صالح وفادة الضيف المُبيد ، وطالت مدة بقائـه دون أن يرسى النور صالح على برِ يستبين من خلاله سبب الزيارة ، ولما إشتد به طلق الفضول ، وإستبدت به كيمياء التوسل ، وأعيته حيل فتوحات الحوارات المرتجلة ، كل ذلك كي يجعله الله خيراً ، وفي غمرة حيرته ورجائه ، وتوسلاته المؤملة ، بادره ود السرة "" النور آآخوي والله نحن ...."" وصمت قليلاً حتى يخفي سؤءآت تلعثمه ، "" والله نحن دايرين لينا معاكم مخلت .. دايرين بت الشول ....."" قالـها ورمى بأثقال سنين دوارس كما أنبأت عيناه الموزعتين بين إنتباهة النور صالح ، وباب أولاد الشول المفتوح على مصرعيه ، وقبل أن يكمل حديثه بادره النور صالح بالآية الكريمة "" إنا لله وإنا إليه راجعون "" ، قالـها وتكاد دموعه أن تسبق كلماته ، وقال له ود السرة "" يازول قول بسم الله .... ما دايرنـها لي أنا ... دايرنـها للزبير ود عمر حامد ... عندو تلاتة نسوان في حبالوا ...عايشات زي البمب وقال داير بت الشول تربعن "".
إستدار النور صالح في جلسته ، وأخذ نفساً عميقاً كمن يستدر قوة لدفع ما سيلقي به ... وقال "" بت الشول ما شينة عشان يربعوا بيها تربيزة كتشينة .."".

واصل يا صديق الرضي انا فطرت ، هبة حمد لله على السلامة من تلاتة رختر ، وربنا يديكم العافية وما تشوفر شر أبداً