ما بصدد عرضه ، صور وحكايات من الماضي القريب ، و هو بالنسبة لنا ذكريات حلوة وممتعة عشناها وعايشناها في سنوات الصبا الخصبة المفعمة بالحيوية ، وبالنسبة لهذا الجيل أشبه بالصور الدرامية الخيالية .
1 / ناس الجمكسين جوو
مع بداية الخريف من كل عام ،تقوم إحدي الإدارات ــ الخدمية /الصحية في مصلحة الخدمات الأجتماعية بمشروع الجزيرة أم المجلس الريفي ــ لا أذكرــ تقوم بحملات منتظمة وبجدول زمني محدد لمكافحة البعوض والحشرات الضارة ، تتم هذه الحملات بلاإعلام (زاعق) من شاكلة (مشروع دحر الملاريا) أو(الحملة القومية لإستإصال الضبان من كل ارجاء السودان ) . الجهاز الإعلامي الوحيد المستخدم بتلقائية عالية هم الأطفال . ففي الصباح الباكر تخرج أصواتهم في صخب وفوضي معلنين لربات البيوت :ــ نـــــاس الجمكســـــيين جــووو...
ومن ثم تقوم الأسرة بإخراج كل الاثاثات والمنقولات من الغرف الي فناء الحوش ، الأثاث بسيط فلا وجود لاي (ماليزيات ) أوصيني إلا في المصبخ (الصحن الفطار والسراويس الستة علي أحسن الفروض .
ما أخرج هذه الحكاية من تلافيف الذاكرة المتعبة تلك الهجمة المنظمة بتكتيكاتها العالية التي شنتها علينا جيوش البعوض ليلة أمس .. ففكرت ملياَ اذا عادت بنا الأيام للماضي وتحركت عقارب الساعة عكسياَ وبسرعة الضو... وجاء الزمن (الفلاني) وناس الجمكسين جو، كيف أخرج غرفة الجلوس (الماليزية) الثقيلة وأرجعها مرة أخري....
عشان كدي قلت أن شاءالله مايجوو والقراحين ذاتم مايجوو ...