هذه هي الحقيقة، فنحن نخاف من الخوض في هذه الأمور ونعيبها على بعضنا البعض وكأنها عار... حيث تشكل زيارة العيادة النفسية أو العصبية في نظر البعض وصمة اجتماعية، يحاول المريض أو أهله التستر عليها، أو إنكارها وعدم الاعتراف بها، لما يمكن أن تجره من عقابيل سلبية يمكن أن تؤثرعلى سمعة المريض أو أسرته اعتبارياً، وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال: هل هذا معقول، وهل يمكن حقاً أن يفشل زواج ما بسبب زيارة أحدهما للطبيب النفسي..؟
تمر علينا أوقات كثيرة نشعر فيها بحاجتنا للذهاب إلي الطبيب النفسي لأننا نعاني
من مشكلة ما أوحتي رغبة في البوح عن مكنون صدورنا..
حتي لو كان في حياتها شخص مخلص نأتمنه علي أسرارنا ولكن هناك أسرار وأشياء لا نستطيع البوح بها ربما لأننا تخجل منها أو نخاف من الهجوم علينا إذا اعترفنا بحاجتنا إليها أو إساءة الظن بنا
ورغم أهمية الطب النفسي والذي يعتبر من أهم فروع الطب إن لم يكن أهمها علي الإطلاق لأن المرض النفسي هو بوابة كل الأمراض العضوية فان
نظرة المجتمع إلي المرض النفسي نظرة سيئة
حيث يعتبرون المريض النفسي_ للأسف_مجنونا وهذا يدفع الكثير إلي التفكير ألف مرة قبل الإقدام علي هذه الخطوة وقد يحجمون عنها تماما مما يضاعف أزمتهم ومشكلتهم
الطب النفسي كغيره... من الاختصاصات
من منا لم يصب من جراء حادث سير مروع، ومن منا لم يقلق أيام وساعات طويلة وصلت في بعض الأحيان إلى حد الأرق المرضي جراء مشكلة داخلية، أو فقدان عزيز، ومن منا ينكر خوفه من شيء معين إلى الحد المرضي "الفوبيا" مثلاً من المرتفعات أو الأماكن الضيقة المغلقة، والكثير من الأمراض التي نعاني منها، ولكن نعتقد أنها لا تعني شيئاً، إن حاجتنا إلى الطب النفسي هي كحاجتنا إلى أي طبيب آخر متخصص، كطبيب الأسنان والعيون، فلماذا الخجل، ونحن قد نكون أحوج إليه من غيره من الاختصاصات، خصوصاً في ظل الظروف المحيطة بنا... وإن عاندنا أنفسنا، فإننا للأسف مصابون بأمراض نفسية عديدة، لو آمنا بحقيقة وجودها وضرورة علاجها، لاقتنعنا فعلاً بأهمية زيارتنا إلى الطبيب النفسي، لأن العلاج النفسي في كثير من الحالات يفوق العلاج العضوي...
شاركوني بارائكم حول هذا الموضوع...............