عُدنا من الجهة الشرقية للنيل الأبيض على الجهة الغربية منه، حيث مدينة جوبا و منها إلى الحدود مع دولة (الكنغو) التي كان يرأسها آنذاك الرئيس (باتريس لوممبا) و دخلنا إلى أقرب مركز هناك و وجدنا صعوبة في التواصل باللغة الفرنسية التي بتحدثها الكنغوليون بطلاقة. و قد سمحت لنا السلطات هناك بقضاء يوم واحد في الكنغو في منطقة تدعى (أبا) و بعد هذا اليوم عدنا مدينة (آبيي) و جلسنا فيها بضعة أيام في ضيافة المرحوم (الفاضل الشفيع) الذي كان المأمور حينها و قتله التمرد. و المرحوم الفاضل الشفيع من عائلة (البدري)، و درس بالأحفاد و قد كان يحضر للحصاحيصا في فترة الإجازات. ثم عدنا إلى جوبا بعد رحلة ممتعة طفنا فيها على معظم مدن الجنوب و لو أنه تم تخييري و لولا مشاكل جنوب السودان منذ ذلك العهد و إلى الأن، لقررت العيش بجنوب السودان منذ ذلك الوقت.