القهر وانعكاسه علي الحياة الزوجية

الأخت أم روان طرحت موضوع (لماذا يتغيير الزوج ويهرب خارج المنزل ) وسجَلت مساهمتي ــ حسب ما تغتضيه الردود حتي لاتكون مملةــ مع قناعتي التامة بما طرحته إلا انني أري أن الردود لم تكن موفقه، في معظمها ــ كالعادة ــ هجوم علي المرأة ودفاع (خجول) من بنات حواء.
عليه أري ان السؤال جاء مبتسراَ وعلي نسقه تواترت الردود والمداخلات علي شاكلة حوارات الهلال/مريخ .
السؤال بصورة جديدة :
ما هو أثر القهر الأجتماعي/الاقتصادي/السياسي علي الحياة الزوجية ؟
ولماذا يهرب الزوج خارج الوطن ــ وليس المنزل ــ تاركاَ مسؤلية تربية الأطفال الشاقة جداَ للمفتري عليها ــ عبر الحقب والمجتمعات الأبوية ــ ؟
الأنسان في وطني كائن مقهور تتحكم في حياته ومعاشه اليومي قوي الظلم والطغيان وأصبح يحمل بين جوانحه كل سمات و(سيكلوجية) الأنسان المقهور ، لذي فهو يهرب دوماَ من مناقشة المشكلة الأم الي (محاولة ) تفسير النتائج .. والي متي نظل نطعن في ظل الفيل ؟؟

الاخ الفاضل عثمان فارس لك التحية الموضوع كبير ويحتاج لوقفة اكبر لان المسؤولية فى هذه الحالة تكون مشتركة من كل افراد الاسرة واى فرد من افراد الاسرة اذا اخفق فى اداء دوره يحصل الخلل وابسط ما نعرفه عن القهر الاجتماعى هو تمييز الولد على البنت خصوصا مجتمعنا السودانى الولد يجى من التمرين والكدارة بدون مؤاخذة مليانة تراب وتجى المسكينة تمسح وتغسل ولو احتجت يقولوليها انتى البنت وهو الولد

الأخ الجميل/الرشيد والأخت ام روان
شكراَ علي المساهمة
ويا الرشيد ما قصدته بالقهر فسرته ام روان ــ جزئياَ ــ فالبنت في الأسرة السودانية مقهورة فعلاَ ، ولكن من منَ ؟ من مقهور . وأيضاَ لا أري (للفطرة)دخل في ذلك بل التربية كما ذكرت الأخت ، اضافة الي ان القهر المقصود لم أقتصره علي السياسي وحده او الحكومة كما ذكرت .
مع تحياتي لكما ودمتم/دمتن

العزيز عثمان فارس ...........
السياسة ... الأقتصاد... المجتمع ...
لهم تأثير مباشر على كل حياتنا ولكن علينا أن نفصل كل واحد عن الآخر ....
كله يكون خارج عتبة باب البيت داخل البيت هذه العناصر لا علاقة لها بالحياة الزوجية .
البيت دا محنة ... تربية .. محاسيس كما يقول الاخوة المصريين... هدوء

يا عثمان كتر خيرك على إثارة هذا الأمر الهام
وأتمنى أن نسهم في إثراء النقاش فيه

وقبل ما نشوف اثر القهر باشكاله الانت ذكرتـها على الحياة الزوجية ، أرى اننا في الاول نحاول نشوف القهر دا ذاتو المقصود بيهو شنو ؟ وتاني كمان لازم نميز بين حاجتين الأولى "الحياة الزوجية كمؤسسة " والثانية "أطراف المؤسسة الزوجية وهما الرجل والمرأة" .

طيب بالنسبة للقهر ، وبشكل عام ممكن نقول بأن المقصود بيهو إخضاع ، أو إرغام كائن من الكائنات لإرادة كائن آخر ، عن طريق مجموعة آليات تاخد أشكال مختلفة أو تختلف حسب طبيعة الكائن المراد إخضاعه ونفوذ وإرادة من يقوم بالإخضاع .

ولمن نقول أو نصرح بالقهر الاجتماعي ، والاقتصادي ، والسياسي البيمارس على الحياة الزوجية "كمؤسسة وكأطراف مكونين لهذه المؤسسة" ، فدا معناهو إننا أسندنا أو قررنا بأن هنالك ظروف أو فلنقل مؤسسات إقتصادية وإجتماعية وسياسية بتخضع أو بترغم المؤسسة الزوجية و/أو أطرافـها لإرادة تلك الظروف أو المؤسسات ، والمؤكد فإن لها آلياتـها البتمارس بيهو قهرها زي ما حا نشوف.

وعودا على بدء ، فالزوجية شكل من أشكال العلاقات الإجتماعية التي تتداخل موروثات وثقافات كثيرة في تكوينها ، والزوجية في أعرافنا علاقة برتبط فيها شخصان "رجل وإمرأة" برباط شرعي أو قانوني ، ومع إنها علاقة بين إثنين لا ثالث لهم ، إلا ان للمجتمع اليد الطولى في تكييف بداية وإستمرار ونـهاية هذه العلاقة ، مش كدا وبس فإن المرأة تمثل الطرف المذعن في هذه العلاقة "التعاقدية إن جاز لنا هذا التعبير".

فالعلاقة ما بتبدأ من فراغ فالرجل "أو فريق مشجعيه" من يقوم بالإختيار ، وفق مواصفات محفوظة عن ظهر قلب ، وتكتفي المرأة بإبداء القبول "دا لو ما كلفتوها وقالوا السكات رضا فهلوي" ، وما يزيد من شدة الإذعان التكاليف الباهظة التي يتكبدها الرجل في سبيل إتمام الصفقة غير المتكافئة ، وإمكن الموضوع يطول لو مشينا في سرد التفاصيل المتعلقة بطبيعة العقد الذي يتم تحريره وتوقيعه بواسطة المأذون في حضور وكيل الزوج ووكيل والزوجة ، وبالضرورة غياب الزوجة البتكون غاتسة في اليوم داك في بير " قهر من نوع تاني"

ونواصل