خاطب ممثل مسلمي تركستان لدى منظمة المؤتمر الإسلامي الدكتور اركين أحمد تاريم اجتماع سفراء المنظمة الذي انعقد في مدينة جدة الأربعاء 8 يوليو 2009 قائلا: إن من أسباب انفجار الاحتجاجات الأخيرة في تركستان هو القهر الصيني بحرمان المسلمين هناك من كافة حقوقهم ومنعهم من اداء شعائرهم الدينية ومن انجاب أكثر من طفل كما أنهم محرومين من الحج والعمرة للعام الثالث على التوالي أما التعليم الديني فهذا من المحرمات لكن القهر بلغ مداه باستحداث الصين من سنتين لنظام الزامي باجبار الفتيات التركستانيات من عمر 18 الى عمر 25 عام للعمل كعاملات في المصانع داخل الصين ومن ثم يقعن ضحايا دعارة و بلغ عدد الفتيات الذين اجبروا على العمل داخل الصين 50 الف فتاة وفضل كثير منهن الانتحار حفاظا على عفتهن وتخطط الصين لتهجبر 100 الف فتاة الى داخل الصين .
أما العائلات التي ترفض فتعتبر مخالفة لأوامر الدولة ومعادية للحزب ومصيرها السجن والتعذيب وأعرب، الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى، مجدداً عن عميق قلقه لتدهور الأوضاع في إقليم تركستان (شنغيانغ الإيغوري) المتمتع بالحكم الذاتي في جمهورية الصين، ولاسيما بعد الخسائر الكبيرة في الأرواح بين المدنيين، إضافة إلى الخسائر في الممتلكات.
كما استنكر الأمين العام مناخ الخوف المفروض على شعب الإيغور في هذا الإقليم، ودعا حكومة الصين إلى توفير الحماية للسكان المدنين حتى يتسنى لهم ممارسة حياتهم مجدداً وعلى نحو طبيعي.
وأعرب الأمين العام عن اعتقاده بأن المشكلة العضال، التي يواجهها الشعب الإيغوري في إقليمهم المتمتع بالحكم الذاتي في الصين، لا يمكن أن تُحَل عن طريق الإجراءات الأمنية وحدها. فالشعب الإيغوري شعب عريق يطمح إلى المحافظة على خصائصه الثقافية والعرقية وهُويته الإسلامية، وإلى التمتع بحقوقه الثقافية والاقتصادية غير القابلة للتصرف، ولا يمكن حل هذه المشكلة إلاّ من خلال الحوار.
كما أعرب البروفيسور إحسان أوغلى مجدداً عن استعداده لإجراء اتصالات مع الحكومة الصينية للمساعدة على تخفيف حدة التوتر في الإقليم من خلال اتخاذ إجراءات تراعي الأعراف الأساسية لحقوق الإنسان والحقوق المشروعة للأقلية المسلمة في الصين.
وحث الأمين العام الدول الأعضاء التي تربطها علاقات وثيقة بالصين على دعم جهوده في هذا الصدد، كما أعلن أنه سيواصل متابعة الوضع هناك عن كثب.
كما أعرب الناطق الرسمي لمنظمة المؤتمر الإسلامي، نيابة عن الأمين العام للمنظمة، عن بالغ قلقه إزاء الأحداث التي وقعت في الآونة الأخيرة والاستخدام غير المتكافئ للقوة، والذي أودى بحياة 140 شخصاً وخلف أكثر من 800 جريح في صفوف المدنيين في إقليم سنغيانغ إيغور (والذي يُعرَف أيضاً باسم تركستان الشرقية).
ودعا الأمين العام الحكومة الصينية إلى الإسراع بإجراء تحقيق ميداني نزيه حول هذه الأحداث الخطيرة، وإلى تقديم المسؤولين عنها إلى العدالة، وإلى اتخاذ جميع التدابير الممكنة للحيلولة دون تكرارها مع ضمان تقديم تعويضات كافية للضحايا.
ويتضح، من خلال العدد الكبير للإصابات في صفوف المدنيين، أنه لم تتم مراعاة مبدأ الحذر والتناسب في استخدام القوة والأسلحة النارية. فطبقاً للمبدأ الأساسي الدولي بخصوص استخدام القوة والأسلحة النارية، يجب على المسؤولين عن إنفاذ القوانين اللجوء إلى الأساليب غير المميتة في التصدي للاضطرابات المدنية.
ويأمل العالم الإسلامي أن تعالج الصين، والتي تُعَد قوة كبرى مسؤولة على الساحة الدولية وتربطها علاقات ود تاريخية مع العالم الإسلامي، مشكلة الجماعات والمجتمعات المسلمة في الصين وفق منظور واسع يعالج الأسباب الجذرية للمشكل.
وتبدي منظمة المؤتمر الإسلامي استعدادها لتقديم المساعدة وللتشاور مع الحكومة الصينية حول الجهود التي يتعين بذلها من أجل خلق مناخ قوامه السلم والاستقرار في الإقليم.