بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
بكل احترام أرجو أن يجد ردّى على الأستاذ / حسن وراق طريقه للمتلقي حول مقال ( مخطط الحلونه ) .
تابعت والدهشة تعقد لساني ما كتبه الأستاذ / وراق تحت عنوان ( مخطط الحلونه ) وذلك لخروج الأستاذ من الخط الذي يسير فيه باشفاقه على المؤتمر الوطني الذي نصب معتمداً فاشلاً في مهامه التنظيمية والتنفيذية وهنا يبرز سؤال تلقائي : متى كان أهل اليسار يرشدون النظام الحاكم بتعيين الشخص الكفء في المكان المناسب ؟؟؟
جمعنا تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل بالأستاذ / حسن وراق ولا شك انه صحفي بارع وقد تناول كثير من إخفاقات النظام وتحدث مدافعاً عن مشروع الجزيرة ومرارات قانون 2005 والظلم الذي لحق بإنسان الجزيرة ودافع بضراوة عن المحالين للصالح العام وعن مؤسسات المزارعين التي تمت تصفيتها وتحدث عن كل ما يهم المواطن السوداني ولكن لكل جواد كبوة وفى هذا الرد لا أناظر الأستاذ / حسن وراق ولكن أضع الحقائق أمام القارئ الكريم وهو الحكم ولست أيضا من أعضاء المؤتمر الوطني لذا لن أخوض في تفاصيل الإقصاء والمكايدات التي أوردها في المقال لاننى ببساطة لست جزءً من هذا النسيج كما أن الأستاذ أيضا ليس جزءً منه حسبما أعلم .
وبالنظر لما يدور من حولنا ورداً على ما جاء في مقال الأستاذ ومنذ قيام حكومة الإنقاذ ترأس محليتنا معتمدون من كل أصقاع السودان شرقه وغربه وشماله ومن قبائل شتى لم نسمع بكلمة ( جعلنه ) أو ( شيقنه ) أو ( حلقنه ) ولا غيرها من أنواع النسب القبلي لأن ذلك ليس من طبعنا وقد تجاوزنا القبلية منذ أمد بعيد وبالنظر لمكونات المنطقة تجد الشيخ القرشي ود الزين الذي وفد إلينا من الغرب من قبيلة ( البزع ) واحيا نار القرآن بقرية طيبة وسط الحلاوين وما زلات متقدة وجاءنا الإمام محمد أحمد المهدي وعندما رأى فيه أهل المنطقة التقوى وصفات القيادة ناصروه بالنفس والنفيس حتى ارتبطت الأنصارية بالحلاوين أكثر من ارتباطها بشمال السودان الذي قدِم منه المهدي نفسه .
وفى العهود القريبة كان ممثل اتحاد المزارعين العم يوسف أحمد المصطفى بالانتخاب كما تعلم وهو من شمال السودان ( بديري ) وأيضا في دورة أخرى كان ممثلنا المرحوم / محمد عبد الله قناوه وهو ( مسلمي) وأيضا ممثلنا المرحوم / الصديق أحمد البشير وهو أيضا من الشمالية فالمنطقة بها نسيج اجتماعي فيه كثير من قبائل السودان انصهروا وأسهموا مع الحلاوين في صنع تاريخ المنطقة وعليه فالحلاوين لا يعرفون القبلية وميزانهم للقيادة الكفاءة والنضال والتجرد .
تناول الأستاذ في مقاله مشكوراً : ( لا يكفى أن يكون أميناً ونظيف اليد لأن يصبح معتمداً ) شكراً لهذه الشهادة التي طابقت الواقع والتي افتقدناها كثيرا وأكثر المسئولين إضراراً بالمصلحة العامة الذين يجيدون السياسة مع عدم طهارة اليد .
أما عبارة ( الحالة واقفة عشان تعمل قرش إلا تكون ( حلاوى ) فتدحضها شهادتك للرجل بالأمانة ولكن كان يمكن أن تطلق العبارة السائدة الآن على لسان الحرامية وسماسرة المكاتب (( زمان كانت حلنا ماشه ولكن المعتمد ده قحطها علينا )) .
ذكر الأستاذ القيادات التاريخية بالحلاوين من أهل اليسار وكنت أتطلع أن يذكر اسم العم يوسف أحمد المصطفى الذي ما ذُكر شيخ الأمين وبرقاوى إلا وكان واسطة العقد أم لأنه ليس حلاوياً وتريد بتجاهله نعتنا بالقبلية عنوة حتى في اليسار ؟؟!!
وجاء في المقال ذكر أحمد على الحلاوى تمهيداً لذكر المدير التنفيذي ( مصدق ) والذي كان في هذا المنصب منذ عهد المعتمد السابق محمد بشير وأيضا ورد اسم رئيس المجلس التشريعي الذي كان موجوداً قبل تولى المعتمد الحالي وجاء تعينه اثر عمل غير محمود من رئيس المجلس التشريعي السابق
ورد في المقال بان الحلاوين من أوائل المنتمين للحركة الإسلامية بالدرجة التي كانت حضنا آمنا لزعيم الأخوان المسلمين ( حسن الهضيبى ) عندما كان مطارداً من حكومة عبد الناصر ولك الشكر على إيراد هذه الحقيقة التاريخية فنجد اسم الهضيبى بالمنطقة توثيقاً لما أوردت من حقيقة .
اخى الأستاذ وراق منطقة بهذا الإرث الفكري العظيم الذي جمع فى محيط واحد بين اليمين الذي أوردت واليسار بتلك الرموز المعروفة بمواقفها القوية في مصادمة المستعمر والحكومات العسكرية أيمكن أن تجد القبلية لها سبيل ؟؟؟!!!
اخى الأستاذ وراق إن مآخذنا على النظام كثيرة ومدى مداد قلمك يغطى المساحة ما بين حلفا ونمولى تحرك في هذه المساحة الشاسعة فالوطن محتاج لتلك الأقلام الناصحة والمبينة والمرشدة وأمامنا استفتاء يهدد وحدة البلاد ودول استكبار تمد أعناقها تكاد تتخطفنا وغلاء فاحشاً ومُلاك أراضى يجأرون بالشكوى فلتخرج اخى من الوحل القبلي ( حلونه ) ( جعلنه ) ( شيقنه ) ونخرجها من قاموسنا اللغوي السوداني .
لك منى هدية غالية وهى كتاب الشهيد عبد القادر ود حبوبه الذي قام بتأليفه الأستاذ / عثمان عوض الكريم لترى بأم عينيك ترفع أهل هذه المنطقة من القبلية في زمن كانت فيه القبيله هي الملاذ الوحيد . ولتلمس بيديك إن الذي جمع بين الشهيد عبد القادر وصحبه الكرام هو الدين والفكر والوطنية .
والسلام
زين العابدين عبد الله برقاوى