....مواصلة للوحات الستات... نذهب الى سوق قندهار...تتحرك فينا جميع الحواس..رؤية.. ولمس ..وسمع.. وشم ..وتذوق...وتتملك وتستدعى جميع الاحاسيس..الرغبة فى التعرف والاندهاش..والتحدى..والاستمتاع..والامتعاض..والخوف..والامان..وتتجاذب دواخلك مشاعر انسانيه اعادت اكتشاف مكوناتها ونفضت غبار( البائن) من شخصيتك واستنسخت عوالم ميتافيزيقية..لا مرئيه....ولتبدا الرحله.......سوق قندهارفى غرب مدينه امدرمان من الخرطوم اما عن طريق كبرى الفتيحاب الجديد ومن عبر مدينه المهندسين او عن طريق شمال الفتيحاب ..اوعن طريق كبرى الخرطوم امدرمان القديم وبشارع السلاح الطبى وبتقاطع بانت غرب مع المهندسين مرورا بمحطة(كرور) هكذا اسمها ومرورا بامبده السبيل من غربها او تواصل حتى تقاطع ود البشير ومنها تتجهه غربا حتى سوق ليبيا وتعبر لتترك طريق دنقلا فى اتجاه الشمال الجغرافى لتعبر مربعات دار السلام الى قندهار....ومن مدينة بحرى عن طريق كبرى بحرى ام درمان وتعبر الى صينيه ازهرى حيث منزل الزعيم الراحل الازهرى.. وتمر بوقف الشهداء وتعبر بطريق المها تما غاندى(شارع الاسبتاليه) الحالى الى تقاطع جامع امدرمان العتيق على يمينك نادى الخريجيين القديم وشمالك محلات ودالاغا ..تعبر شرقا لتترك البوسته القديمه يمينك وتواصل حتى محليه امدزمان وتترك ميدان المولد القديم وجامع الخليفه وتتجه غربا ..دون تغيير فى الاتجاه الى سوق ليبيا ومنها الى قندهار.........وللمتعه والاندماج والاندياح ننصحك بركوب المواصلات العامه برغم المشقه ولكن طوال هذا المشوار الشاق وعند ركوب ونزول الركاب والحوار والنقاش داخل المركبه ..خلاف مع الكمسارى فى باقى..طالب يرفض الدفع لانه ببساطه لايمتلك حق المواصلات اما ان يدفع احد الركاب و فى حاله احتداد الكمسارى واصرار السواق بالذهاب الى مكتب الحركه للازام الطالب او اى من الركاب بدفع القيمه..وكرتونه تحت المقعد المتهالك ورجلك مع (حنكك) وحاجتين مبسوطتى الجسد على يمينك ويسارك وطفل احداهما محشور بين رجليك حشرا..على كل هذا هو الحال دون مبالغة ..ويتجول السائق بمؤشر الراديو على مزاجه..دق الباب وجانا..وانا جريت حفيانا..وماقصدى الخيانا..قصدى يقيل معانا..وفجأةيحول المؤشر الى مدائح نبوية..وحينا الرياضة..على كل هذه الرحله تجعلك تتيقن تماما بان لكل قبائل السودان موفد وحتى الدول المجاورة من شاد الى نجيريا داخل هذه المركبة......واخير لاحت قندهارالتى ركبنا مواصلاتها من تقاطع ود البشير.....دلالة عربات شمالك ويمينك وماركات لعربات من الهلمان 60 والمورس (مشروع الجزيرة) الى الجيب الروسىمخلفات الحرب العالميه..الىليلى علوى وابو عيون جريئه..وفى تناقض واضح تقف العربات الهكر فى صف والحديثه حتى موديل2010 فى صف آخرفى شهادة بائنه لغرائب هذا السودان...وتعبر الممر الذى يفصل بين العربات ويتزاحم السماسره امامك وخلفك وتتزاحم كلماتهم فى اذنيك مابين طلاق وحرام ....ورائحة الشواء تقودنا دون عنا ء الى مدخل سوق الشواء..مساحات تكاد تكون متساويه من الزنك او الحصير والصريف ..على كل مساحه طربيزه حديد وميزان و(خطاطيف)وشناكل لحمه ..وبرم من خشب شجر السنط.. معلقه اللحوم..وجزار يرتدى عراقى وسروال تكته تكنس الارض كنسا مذدانة ببكرة نسيج حمراء وخضراء وكحليه فى اخرها..وطاقيه حمراء وسديرى اسود وسكين ومسن فى يديه يصدر بهما صوتا لجذب الزبائن..ونساء امام كل مساحه يقفن ويدعونك للدخول لتقديم خدماتهن وهن يتفنن فى جذب الزبائن بملابس نظيفة وجميلة (وتياب) متعدده الالوان كما اعراقهم وقبائلهم..مع ابتسامات جميله خجوله وتبدو من خلالها اسنان الفضه والذهب..ودلفت على الخاله (الناموس) هكذا اسمها وهو اسم متداول وذو دلاله ومعنى...والجزار(الشربينى) هكذا اسمه الحقيقى...والجزاره على يمين المحل عند المدخل..وثلاث مناقد كبيره عليها الفحم ونيرانها(تلهلب) ومن فوقها صاجات (مصبوبه)صناعه محليه ومخرمه و(كمش) للشيه..ومنقدين صغار الحجم وبهم صاجات غير مخرمة وتلك للكبد والدمعه..و طربيزه خشبيه بها بهارات فى علب مربى وكذا صينبه لزوم التقطيع والتقديم وتساعدها فى ذلك اثنتان ..واحده للشواء والاخرى لتجهيزات الطلبات..وامامها مباشرة طربيزة خضار للسلطات فقط عجور ..طماطم..جرجير..ليمون..بصل..جزر..فلفل..ودكوة..ومن شمال الجزار تماما طربيزة ست الشاى طربييزه على سطحها جميع متطلبات المشروبات الساخنة..شاى ..قهوه..جاهزة ...اويقلوها امامك لاصحاب المزاج العالى..كركدى..حلبه..جنزبيل..وخلف هؤلاء تماما.. فسحه مقسومه لجزئين جزء للاسر والجزء الاخر للعامه.. يفصل بينهما ستار ممتد من قماش ...وسراير حديد مجلده من حبال قماش او جامايكا..على كل اللحوم انواع.. من الضان.. وهو انواع ايضا.. فاناث الضان ايضا تعرض ودائما تكون شحومها كثيره وحوضها اوسع (لمن لا يعرف)وهناك الضان الصغير وهواطيب.. والريش وبيت الكلاوى للخبراء فى اللحوم..لحم العجل على بياض قليل والبقرى الكبير لحمه اكثر احمرار..ومن الابقار ..القشاش..والكورى..والمؤسسه..وهنالك ايضا لحم الابل وهو اكثر بياضا ولحمته فى شكل فتيلى كالمبرومه.. لحم الماعز وهو اكثر احمرارا من لحم الضان..على كل كان طلبى (عنبلوك)..وهوسخل الماعز ..وكبده ابل مطمورة فى خمار عجين (لكى تجعلها اثر لينا وبياضا وتذهب السموم والزفر) وكبدة الابل لاتشوى ولاتطبخ لمن لا يعلم كلبن الابل تماما الذى لا يغلى ..وكذا طلبت طماطم بى بصل اخضر مع دكوة سمسم وفلفل اسود وتوم مسحون وشويه حلبه مسحونه (حتى لاتتعب معدتك اللحوم والشطه)..وشطه خضراء...وتم الاعداد.... واثناء ذلك كنت مستلقى على السرير اتصفح صحف ذاك اليوم والتى اشتريتها من بائع صحف متجول ..ومن الحالة التى عليها اخال بان كل من دخل هذ السوق قد قرأها ..لانها تستأجر..المهم فى الامر استهلاك للزمن ..وكلما اذدادت رائحه الشواء ..اذداد صياح بطنى..واقوم واذهب لل(الناموس) لاستعجالها..حينها كان البارد قد تم تجهيزه ..جردل به ثلج وذبادى وشعيرمع بعض..حينها ..اخذ العرق ينساب من جبينى..وانفى تجرى من حرارة الشطة واطفئها (بكوز) الخلطة السحريه واتبعها (بمصه) نخاع عظم واردفها (بقطعه) كبد ابل والحقها بلقمه سلطه...والنفس على الله..هذا السوق................سوق قندهار يتزعمنه النساء ويعيلو من خلفهم اسر..ويشتغل معهم اطفال وشباب وشابات وباعه وغاسلى عربات وباعه متجولين ..ارزاق من عند الله ..وبيوت مفتوحه .. من قراهم وحلالاتهم اتت بهم الحروب والجفاف ولاتفارق الابتسامه شفاههم ..هؤلاء هن ستات الشيه ..وستات الشاى..وستات الكسرة ..لا يردن فيما هن عليه ولا تجريح ولا اساءة