قضي الأمر الذي فيه تستفتيان..تقرير المصير و تحويل الرصيد

و يبدأ اليوم الأحد 9/يناير/2009م إستفتاء تقرير مصير جنوب السودان و إحتكام الجنوبيون إلي ما أرادوه و سعوا إليه منذ أمد..و إنفصال أيضاً أراده كثير من أهل الشمال حتي و لو لم يناقش بعضهم الشأن السياسي كثيراً ، إلا أنهم يريدون هذا الخيار من وحي معاشرتهم للجنوبيين..حتي الذين يدورون في محور عكس النظام السياسي الحاكم و لا ينافقون سياسياً، يريدونه هكذا حال و إن تجمَل البعض و جعل من نفسه (ترسانة) و خط دفاع أول متحدثاً بإسم الجنوبيون و حقوق الإنسان، حرية الفكر و الرأي، الصراع الإثني و العقائدي، أمراض الطفولة الستة....إلخ.
سينفصل الجنوب و (قد) ترتاح أنفس كثيرة من وعثاء بغاضة إستحكمت في الأنفس منذ عقود خلت و أدوات تضاد ما إنحلت عُقدة إحداها، إلا و إنفجر (أنبوب) أخر من أسفل إحداهن..!! سينفصل الجنوبيون و قد لا تبكيهم عين أو يرثيهم (نائح) من أهل الشمال إلا المعارضون للنظام السياسي الحاكم و الذين سيجدون في هذا الإنفصال عصا غليظة يهشون بها علي نظام حاكم فرط في جزء عزيز من البلاد و كان قبلها و لا يزال يهلك الزرع و الضرع و مفسداً في أرض السودان، صالباً شعبه علي سفوح الفقر و العطالة و الهجرة الإجبارية الجماعية و التفكك الأسري و الإجتماعي و سقطات العار و غيرهُن مما هو أدهي و أمّر..!! سينفصل الجنوبيون و هناك ما يتربص ببعض الجنوبيون من مخاوف أن لا يحقق لهم الإنفصال المنشود منه و تخوف أخرون أن تنقطع مصادر أرزاقهم عند عودتهم للجنوب أو أن يظلوا بالشمال تحت وطأة بُغض أهله لهم عند (الطلاق)..معذرة الإنفصال..سيذهبون بعد (تطمينات) من الشريكين (العشيقين القديمين)، المؤتمر الوطني و الحركة الشعبية، بأن (العلاقة) ستكون علي ما يرام بعد حالة (الطلاق) من بعد حالة زواج شبه(عُرفي) لم يستشر فيه (العشيقان) أولياء الإمور (هذا الشعب الصامد الصابر)..!! و حديث للرئيس عمر البشير من جوبا، تابعته قبل أيام مباشرةً عبر التلفاز، كان فيه (القائد) في يوم دبلوماسية رزينة متفوهاً بأجمل ما نطّق طيلة فترة حُكمه، كما أري.
أخيراً، سينفصل الجنوب لأن كل المعطيات تشير إلي ذلك و سيتحول (الرصيد) القادم من إمكانيات البلاد لمحاربة و مفاوضة بقية جماعات التمرد و بقية الناقمين علي الأوضاع في البلاد بينما سيتحول رصيد (الصبُر) لدي هذا الشعب إلي مجابهة واقع يطحنهم و يسحقهم سحقا و لا يجدون منه تبديلاً..تحويلاً أو تحويرا..!! مع أكف متضرعة مبتهلة إلي خالقها الذي لا يظلم عنده أحد فتيلا..
و بس