((((اسست الامم المتحدة حق تقرير المصير كحق للشعوب الخاضعة للسيطرة الاستعمارية والاجنبية,ولا ينطبق الحق على الشعوب المنظمة في شكل دولة والتي تخضع لحكم استعماري او اجنبي نسبة لان القرار (1514) وادوات اخرى للامم المتحدة تدين أي محاولة تستهدف التمزيق الجزئي او الكلي للوحدة الوطنية وسلامة اراضي دولة ما))))))))-H.Gros Espiell, the Right of Self-Determination of United Nations Resolution,1980
ان القانون الدولي قد حصر نطاق تطبيق حق تقرير المصير على الشعوب الخاضعة للاستعمار لكي تنال استقلالها,وبعد استقلال معظم اقطار العالم تحول هذا (البعد الخارجي)لتقرير المصير الى مفهوم (حق تقرير المصير الداخلي)الذي اصبح مكفولا لكل الشعب الذي يعيش في اراضي دولة معينة ليتمتع بالحكم الديمقراطي على اساس مبدا السيادة الشعبية وليس لاحدى مجموعاته الاثنية لكي تنفصل عن الدولة الام لتاسيس دولة لها بسبب تعارض ذلك مع سيادة الدولة وصيانة اراضيها ووحدتها الوطنية التي يكفلها ميثاق الامم المتحدة للدول الاعضاء ,ومن هنا ياتي التاكيد ان القانون الدولي لايسمح لسكان جنوب السودان باستغلال مبدا حق تقرير مصير الذات كستار للانفصال عن الدولة الام وتهديد وحدتها وسلامة اراضيها وفي ذلك عدد من الحجج نورد منها اثنتين:
1-لاينطبق مفهوم الشعوب الوارد في مبدا حق تقرير مصير الذات على سكان جنوب السودان حيث لاتجمع بينهم لغة مشتركة او ثقافة متجانسة او دين واحد كما لايوجد بينهم تجانس في الملامح العنصرية(الدينكا يمتازون بطول القامة ولون البشرة الاسود الفاحم بينما هناك مجموعات اخرى تمتاز بقصر القامة واللون الاسمر)وينطبق نفس الامر على سكان أي اقليم جغرافي في السودان اذا ماعزلوا انفسهم عن مجموع الشعب السوداني فلايصح مثلا وصف سكان غرب السودان بانهم شعوب بالمعنى الوارد في مبدا تقرير المصير حيث لاتوجد لغة واحدة او ثقافة متجانسة او دين واحد تجمع بين مجموعاته الاثنية كما اسلفنا ومن هنا نشير الى طبيعة الذات التي يتضمنها حق تقرير المصير بعد نهاية الحقبة الاستعمارية والذي يعتبر ان كل اراضي الدولة هي الذات او تطابق الذات مع الدولة باراضيها الاقليمية وبمعنى اخر فان الذات لاتشير الى مجموعات اثنية محددة تعتمد على اعتبارات ذاتية لحصر صفة الذات عليها وحدها دون بقية المجموعات الاثنية التي يشكل مجموعها الامة او شعب الدولة خاصة ان اسباغ المذهب القانوني لتقرير المصير لهذه الشعوب يقصي بالضرورة أي مفهوم ذاتي للذات المشار اليها في المبدا
2-لايسمح القانون الدولي لسكان جنوب السودان بممارسة حق تقرير المصير الخارجي لان الامم المتحدة لاتعترف بالحركات السياسية العسكرية التي تحارب باسمهم على اعتبار انها الممثل الشرعي لكل المجموعات الاثنية التي تسكن الجنوب حيث ان القانون الدولي يعترف بان دولة السودان هي الممثل الشرعي(بغض النظر عن أي اعتبارات اخرى لسنا بصددها الان)لكل الاقوام الذين يسكنون في حدودوها الدولية والمعروفة ويتمتعون بحق المواطنة والجنسية وووو ولم يتم الاعتراف باي شخصية اخرى غبر الشخصية الاعتبارية لدولة السودان لان الاعتراف لايمنح للحركات المسلحة الا في فترة نضالها ضد المستعمر او النضال ضد ضد حكم الاقلية العنصري لتحقيق حكم الاغلبية عبر حق تقرير المصير الداخلي الديموقراطي ,,,,
لا شك انه قد تم منح حق تقرير المصير لسكان جنوب السودان من دون وجه حق هذا الى جانب العديد من الاخطاء التي صاحبت وضع وتنفيذ اتفاقيات السلام (من مشاكوس الى نيفاشا) ونحن الان نشهد مراحل من التملل التي تسبق المخاض ومن يدري ماذا سيكون شكل السودان في المستقبل القريب