عند الفجر واجه عمر المشنقة برهبتها وحبالها وعيدانها وهو مبتسماً وبعد إشارة من المسئول تأرجح جسد عمر في الحبل وهو مشدوداً إلى العيدان لتشرق شمس البطاحين حزينة كسيفةً وهم يحملون تحت أشعتها جثمان عزيزهم لمواراته ثرى مقابر الحاج يوسف ود دهاشا حيث إلتقت هناك حشود من القبائل بما فيها قبيلة العسافاب التي ينتمي إليها قتيل عمر فكان تشييعاً مهيباً تناقلت الأجيال أخباره جيلاً بعد جيل . ولا تزال بنات عم عمر وبناتهن وحفيداتهن يحتفظن وإلى يومنا هذا بذلك السروال الذي يشهد على بسالة عمر أحمد محمد علي الشلهمة ببياضه ونصوعه.....)).
الهوامش:(1) وقفات مع شعراء البطانة ص 10. محمد عبد الرحيم كبوش وعبد القادر عوض الكريم الحسن: – الجزء الأول – دار جامعة أم درمان الإسلامية للطباعة والنشر 1989م.
(2) المرجع السابق ذات الصفحة . للمزيد راجع موسوعة القبائل والأنساب للبروفيسر/ عون الشريف قاسم.
(3) يقول الأستاذ ميرغني ديشاب في تصديره لمخطوطه {معجم شعراء البطانة} إن أرض البطانة هي المنطقة الممتدة في شرق السودان بين نهر أتبرا شرقاً والنيل الأزرق غرباً وهي عبارة عن سهل متسع يشمل اليوم ثلاثة أجزاء من ولايات ثلاث هي كسلا والقضارف والجزيرة.
(4) الدبابيك: مفردها دبوكة وتعني المائة من الإبل.
(5) النهاضة أو النهاضين أو النهاض هم الهمباتة والنهوض هو الفعل من الكلمة.
(6) وردت كلمة (قرينة) في قاموس اللهجة العامية في السودان لدكتورعون الشريف قاسم بمعنى الزوجة .
(7) أنكر البعض هذه الجزئية الهامة من الرواية منهم الأستاذة سمية الحسن طلحة التي قالت عبرموقع سودانيز أون لاين: إن زوجة يوسف ود نعمان الشيماء بنت الشيخ الهابر بريئة مما نسب إليها. بل ذهبت أكثر من ذلك وهي تنقل حديث خالد الصديق ود نعمان إبن أخ القتيل وهو يورد سبباً مغايراً لما ورد في القصة وهو دافع الثأر إذ قال: السبب هو أن أحد الذين لهم غرض قد اصطاد في الماء العكر عندما أختلف الفنجري ويوسف ود نعمان حول إبل اللحويين وأختفى الفنجري على اثر ذلك مدة ثلاث سنوات فذهب ذلك الرجل وأخبر أولاد الشلهمة أن أولاد نعمان قتلوا أخاكم الفنجري ولم يصدقوه باديء الأمر فذهب وحلف لهم أنه صادق فصدقوه وليتهم تبينوا أكثر عندها أنبرى عمر للأخذ بالثأر وبعده كانت الكارثة.
(
الخوسة : المِدية او السكين.
(9) المهاجرة: كلمة بطانية تعني الهمباتة.
(10) القُناع : القِناع . قنع المرأة ألبسها القناع . وهو ما تغطي به المرأة رأسها . سابل : المرخي أو المتدلي . (11) الدود : الأسد - مدابل : مصادم.
(12) متابل : من تبل أي أسقم وورث العداوة. هذا المربع الشعري نسبه د. عون الشريف للفنجري بينما نسبه الباحث علاء الدين أحمد علي كمبال لزينب.
(13) بدورك: أريدك. أربد: الأربد النعام ويراد به الجمل أو الجواد. شوباح: سريع واسع الخطو.
(14) الصف: الجيش. تقلب: تهزم وتصد. الملبسات: الخيول المعدة للحرب. قماح: قمح خسر.
(15) فج: شق. اللبيض: تريد به النيل الأبيض، وفي ذلك أشارة إلى كرامة من كرامات أحد الأولياء الصالحين في المنطقة والذي يقال أنه قد شق بعصاه النيل الأبيض. جلل: عالية. امراح:عالية كذلك.
(16) اللزرق: النيل الأزرق. القيوف: جمع قيف وهو ما يلي الشاطئ من علو. طماح: من طمح اذا شب واشرأب.
(17) أب رسوة : الأسد.
(18) هلاله: يقصد بهم الهلاليين المنتسبين لأبوزيد الهلالي الذين يتسمون بالشجاعة والقوة والصبر.
(19) أصدأ : الحصان القوي الذي يميل لونه إلى الحمرة . مخمس : الحصان ذو الحجول في أرجله الأربعة وغرة في جبينه . دافر : مهاجم بقوة وسرعة . والمعنى العام للشطرة أن الشاعر كان يتمنى أن يموت شقيقه في معركة وهو على صهوة جواده القوي .
(20) كافر: يعني بها القاضي الإنجليزي.
(21) الوضيب: الشعر.
(22) عاريه : العاريه هي الدين أو الإستعارة والشاعر يشبه العمر وكأنه إستعارة من الله يجب ردها .
(23) البريبة: صغير الظبي توصف بها الفتاة الحسناء.
(24) قحه : أحدث صوتا.ً
(25) شحه : من شح وهي من الألفاظ التي تعبر بصوتها عن معناها . وهنا تعني الصوت الذي يصدره الحديد.
(26) أب عوار : السيف.
(27) البطل والصحه: الباطل والصحيح.
(28) ديدان: أسود. بخون: يهبطن، الإشارة هنا للصقور التي تهبط من الجو لتتغذى على جثث قتلى المعركة.
(29) ما لقيت خلاصنا كفوف : أي لم تجد الخلاص على أيدينا وأكفنا .
(30) الهاري : السيف .
(31) البرغي : الجمل ، والرغي هو صوت البعير الضاج ، والطابق الحمل مردوف يعني به البعير أيضاً.
(32) دوابي: أسود.
(33) عن: عند.
(34) الموبانيك : أي الذي لم يخلقك ... القصير : عظم المفصل .
(35) الدبادب : من دبدب أي أحدث صوتاً بأرجله كمن يضرب على الأرض .
(36) دماير : جماعات .
(37)أ م روبه : الروبة : الشعر وتلقب الحسناء بأم روبة .
(38) الصدف: مقابلة العدو.
(39) دقو : أي حفره . جابر : متين . سابتة : ثابتة .
(40) ما باصرت : لم تلجأ .
(41) شبك الخته: كناية عن الحبس.
(42) هن: أصلها إن استبدلت الألف هاءً، والمعنى العام لهذه الشطرة والشطرة التي تليها أن ممدوح الشاعر يبدي أفضل وأجمل ما عنده لمن يخلص إليه ويصادقه وهو أشرس ما يكون لمن يعاديه.
(43) مبنقر : النبات الذي ينبت ضعيفاً وما يلبث أن ينكمش ثم يفنى وتعافه البهائم .
(44) رتوت : شجعان . البازنقر : العبيد خاصةً المجندين منهم .
(45) ملوجة : سريعة ومتحركة .
(46) المنفدع عرقوبه : كناية عن ضخامتها . المعنى العام للشطرة أن هذا الأسد القوي يستطيع أن يضرب ويطيح بهذه البقرة السمينة أو غيرها .
(47)الفسل : قصد به العيب . بترَّن : أي يتفادينه ويبعدن عنه . {هذا المربع الشعري ينسبه الكثيرون للشاعرة السارة بت بادى ود نعمان}.
(48) العنانيف : الإبل مفردها عنافي .
(49) الدبابيك : مفردها دبوكه وهي المائه من الإبل .
(50) في هذه الشطرة يشير عمر إلى تصرف قتيله عندما بقر بطنه إذ سارع قتيله إلى ضم أحشائه بيديه ليعيدها إلى داخل البطن .
(51) الأشول : الأسد .
(52) دليب : ضرب من الدلوكة والإيقاع .
(53) الجقليب : إضمحلال الصبر وعدم التجلد عند الخوف . وفي هذه الشطرة البليغة يكاد يلخص لنا عمر قصته مع قتيله يوسف ود نعمان بل وينجح في ذات الوقت بوصفه بالشجاعة .
{ كانت ردود الفعل متباينة وكثيفة وبعضها لا يخلو من خطورة عندما نشرت هذه القصة لأول مرة ويقيني أن العثور على الحقيقة كاملة في رواية شعبية كهذه أمرٌ يجابه صعوبات جمة, خاصة في ظل صراع أحفاد وأنصار كل من الفارسين عمر ويوسف وحرص كل فريق منهما على إبراز رجلهما بالكيفية التي تروق لهما وفي ظل الطبيعة الخاصة بالرواية الشعبية والأدب الشعبي الذي حاول أن ينقلها إلينا إذ يعتمدان في الإنتشار والتداول على الشفاهية مما يوقعهما في براثن التحوير والنِحَلْ, سواء في الأحداث أو في الأشعار. وقصة إعدام شاعر قصة مثيرة تغري من يتداولها من الرواة بإضافة المزيد من الأحداث أو إخفاء بعضها لأغراض درامية أو لأي أغراض أخرى وقد وضح لي ذلك تماماً في التباين الذي إكتشفته وأنا أتقصى جذور هذه القصة العميقة الدلالة وأحداثها المثيرة من المصادر التي أتيحت لي وهي مصادر شفاهية إذ أن القصة لم ترد كاملة أو مفصلة في أي مصدر من المصادر الشعبية المكتوبة فيما وقعت عليه من مصادر وقد تبين لي أن هنالك أحداثاً لم تفصح عنها الذاكرة الشعبية في القصة وربما تم إقصاءها لأسباب تتعلق بكيان ومشاعر قبيلة البطاحين ذات القيم النبيلة والثراء الأخلاقي العظيم. وقد لايعلم المتلقي ماعانيت في سبيل ذلك من رهق على أنني بنيت خطتي وأنا أكتب هذه القصة على محاور ثلاثة, أولهما يتعلق بإيراد أجزاء كبيرة ومهمة من الملحمة الشعرية التي صاغها شعراء يعتبرون من شعراء الصف الأول في شعرنا القومي, فأولاد الشلهمة وشقيقتهم إمتازوا بموهبة كبيرة ويصطادون قوافيهم من وجدانهم الثري بجزالةٍ وإقتدار واتضح لي بجانب ذلك انهم يتمتعون بحس وطني عالٍ وهم يناهضون المستعمر الإنجليزي بأقوال مباشرة وقوية ولا يفوتني أن أذكر أن هنالك الكثير من الأشعار قيلت في رثاء يوسف ود نعمان إلا أننا لم نتعرض لها سوى في نذر يسير وذلك بحكم الخط الدرامي الذي سلكناه في القصة. المحور الثاني هو إبراز القيم التي حملتها هذه القصة كقيم الشجاعة والإيثار والصبر والوفاء والتعاضد والتعاطف والعبقرية الشعرية وغير ذلك من ما يمكن إستنباطه من القصة. أما المحور الأخير فكان التركيز على المشاعر الإنسانية في القصة وإبانتها بشكل واضح}.
////////////////////