هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 علماء آخر الزمان بين جيوب السلطان وشعاب الرحمن "أم جُركُم الدايرة تاكل خريفين"

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
المحبوب أحمد الأمين

المحبوب أحمد الأمين



علماء آخر الزمان بين جيوب السلطان وشعاب الرحمن "أم جُركُم الدايرة تاكل خريفين"  Empty
مُساهمةموضوع: علماء آخر الزمان بين جيوب السلطان وشعاب الرحمن "أم جُركُم الدايرة تاكل خريفين"    علماء آخر الزمان بين جيوب السلطان وشعاب الرحمن "أم جُركُم الدايرة تاكل خريفين"  Icon_minitime1الأربعاء 18 مايو 2011 - 8:23


إنـهم العلماء ورجال الدين والدعاة ومشايخ الطرق الصوفية
مجتمعين في مساء أمس في بيت الضيافة "مواعيد عشاء" عشان يقدموا مذكرة ‏لرئيس الجمهورية
بشأن حكم البلاد في المرحلة القادمة "والمرحلة الحاضرة الله عماهم منـها"
قالوا بأن المذكرة توافق عليـها عدد كبير من العلماء ورجال ‏الدين "مذكرة توافق"
توافق على أن يكون القرآن والسنة المطهرة هما المرجعيتان للدستور "كيف ما معروف"
وسموا المرحلة بمرحلة ما بعد الاستفتاء و انفصال الجنوب " مافي أي مرحلة سابقة"
عشان تحقيق مقاصد الشريعة وحفظ حقوق غير المسلمين "ولا غير المنفصلين"
وقالوا المرحلة تحتاج إلى فقه دولة يحقق أمنيات شعب السودان "الفضل"
وأكدت المذكرة أهمية أن يثبت الدستور القيم الاجتماعية الفاضلة "المتبقية"
ويحافظ على موارد البلاد " والمقصود موارد التهلكة التي تردت فيها البلادا"
ويضمن وحدتـها " والمقصود بالطبع وحدة ما بعد الاستفتاء والانفصال"
ودعوا إلى إصلاح المظهر العام بالشارع السوداني "شارع الظلط المرصوف غلط"
ومعالجة التفكك الأسري ومحاربة الفقر والهجرة "دا كلو في المرحلة الجاية"
وبكدا حا يكون عندنا اسر مفككة سابقة وفقراء سابقين ومهاجرين سابقين
والسابقون السابقون أولئك المستبعدون من برامج المتوافقين
وأمن العلماء على التركيز على التعليم وإلغاء المناهج الأجنبية"للبقروا في السودان"
ودعوا إلى إعادة النظر في التعليم المختلط بالجامعات "دايرين تعليم منضبط"
وانتقدوا ‏انتشار الموسيقى والغناء في القنوات والإذاعات "نسوا مهند ونور"
داعين إلى إستراتيجية إعلامية تقوم على نشر الفضيلة "فضيلة السكات"
ورئيس الجمهورية "شالتو الهاشمية وصدق " قال سيعمل بما يُرضي الله "يعني تستقيل ؟؟ "
وأنه لا شيء بعد ‏الآن "يقيد حركة الحكومة لا أسرة دولية ولا مجتمع دولي"
لكن قبل الآن الحكومة كانت مقيدة ورئيس الجمهورية ذاتو مقيد "إنفكوا ولا شنو ؟"

إنـهم فئة من البشر حباهم الله سبحانه وتعالى بخصائص نادرة ومتفردة
يطلقون على أنفسهم "دون إستحياء" لقب "علماء" وعلمهم إلى الجهل أقرب
أخسرين أعمالاً وضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنـهم يحسنون صنعاً
لا يجتمعون إلا حول موائد السلاطين في ظلال "دواووين الحكم" الوريفة
لحدي الآن ما عرفنا علمهم دا في أي فرع من فروع العلوم أوالتكنولجي
ومع ذلك فهم يتقلدون أرفع المناصب وتجدهم في كل قطاعات الدولة والحكم
وأصحاب الحظوة منـهم لا يكتفون بالوظيفة الواحدة بل مثنى وثلاث ورباع
ومن شدة غفلتـهم يتصورون بأن الله غافل عنهم وعن طمعهم غير المحدود
وكما قال المتنبي "تصفو الحياة لجاهل أو غافل **عما مضى فيها ولا يتوقع"
"ولمن يغالط في الحقيقة نفسه ** ويسومها طلب المحال فيطمع"
يستحلبون جيوب الحكام ويوسعون حياة البسطاء لسعاً بسياط صدئة
ينظرون للحياة عبر فوهة بندقية الحاكم بإذن الله ولا يرون إلا ما يريد
معراجهم لقصور الحكام "سلخ" جِلد المواطنين والبسطاء والمعدمين
لايتكلمون عن الفاقه ولا عن العطالة ولا عن الجهل ولا عن المرض
ويصبون جام "زيف" غضبهم على ما يتبدى لهم بأنه "إنتشار الرزيلة"
ويركزون على "الحيطة المائلة" ويستقصدون النساء شيباً وشبابا
فثياب النساء عورة وصوتـهن عورة وخروجهن للعمل سفور وتبرج
ولا يتورعون من إستعمال نغمات المغنيات في أجهزة إتصالاتـهم التلفونية
ونغمة "راجل المرا دي حلو حلا " سُمِعت من موبايل أحدهم في صلاة جمعة
يستكثرون على الغلابة "سلطة الدكوة" ونصيبهم من الدجاج الأفخاذ
لا يميلون لإمتطاء غير موديل السنة من الفارهات ذوات الدفع الرباعي
وحسبهم في ذلك " وأما بنعمة ربك فحدث" وصدق الله العظيم بطرف اللسان
ويدبجون الخُطب في فضائل الحكام وتعداد مآثرهم والتغني بمكارم أخلاقهم
ويرجعون "زلل" الحكام إلى غضب الله من الرعية والراعي بُراء مما يفعلون
ينكرون الحرية والقيم الديموقراطية تحت "همبريب" زيزفون القصور
ويتضجرون من كبت الحريات وغياب العدالة بين الأزقة والحارات
خفاف نحو الإذاعة والتلفزيون وجميع القنوات الفضائية "حتى الرياضية"
وثقال نحو قول كلمة الحق في وجه السلطان الذي تحدث بجوره الركبان
ولايؤثرون على أنفسهم وليس بـهم خصاصة فهم آخر من يجوع وأول من يشبع
حسني المظهر متهندمين مبحلقين في وجه الكاميرات وممسكين بالمايكروفونات
يطلقون العنان للسان المقال "بث مباشر" ويمتنعون عن لسان الحال "بس مِتاجر"
لا تعجبـهم أعراس الأقاليم الشمالية ولا "يوجعهم" طلاق الأقاليم الجنوبية
يجتهدون في إبتداع الأحكام "الفقهية" "بالمقاس" ولا يرون عيباً في فقه "السُترة"
يبشرون البسطاء بإستحداث فقه جديد لمرحلة لم تات ولا ينبغي لـها أن تكون
يهتمون بمظهر العباد في الشارع العام ولا يهتمون بمظهرهم أمام رب العباد
يجسدون الشارع في صورة إمراة "عارية" ويحجمون عن تغطية عورات الأسفلت
يخلطون "قصداً" بين مؤسسات الدولة وأجهزة الحكم للإنقضاض على الموارد
يتغافلون عن تطور الأمم المتسارع وفي كل المجالات وعلى كافة المستويات
ويتعاملون مع الفتوحات العلمية والتكنولوجية بـ "مابدورك وما بحمل براك"
يلعنون "سلسفيل" الغرب "الكافر" ويسيل "لُعابـهم" أمام منتجاتـه وسلعه
يراوحون بين زمنين وعيونـهم "طائرة" بين جيوب السلطان وشعاب الرحمن
ولسان حالـهم كحال " أمجركم الدايرة تاكل خريفين"


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو ياسر





علماء آخر الزمان بين جيوب السلطان وشعاب الرحمن "أم جُركُم الدايرة تاكل خريفين"  Empty
مُساهمةموضوع: رد: علماء آخر الزمان بين جيوب السلطان وشعاب الرحمن "أم جُركُم الدايرة تاكل خريفين"    علماء آخر الزمان بين جيوب السلطان وشعاب الرحمن "أم جُركُم الدايرة تاكل خريفين"  Icon_minitime1الأربعاء 18 مايو 2011 - 9:37

الله الله عليك يا استاذ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المحبوب أحمد الأمين

المحبوب أحمد الأمين



علماء آخر الزمان بين جيوب السلطان وشعاب الرحمن "أم جُركُم الدايرة تاكل خريفين"  Empty
مُساهمةموضوع: علماء السودان صمتوا عن الفساد.. وطالبوا بقهر العباد!!..النظام لن يستطيع تطبيق الشريعة لأسباب محددة   علماء آخر الزمان بين جيوب السلطان وشعاب الرحمن "أم جُركُم الدايرة تاكل خريفين"  Icon_minitime1الأحد 22 مايو 2011 - 5:43



(( فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ * فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ)!! صدق الله العظيم
في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها السودان، وهو يفقد جزءاً عزيزاً من الوطن بفقد الجنوب، وتفشل محادثات دارفور، وتزيد ثورتها، وتنتشر التحرشات في أبيي، بسبب نكوص الحكومة عن الإستفتاء، وعن حكم المحكمة الدولية، الذي سبق ان وافقت عليه، ويتأزم الوضع في جنوب كردفان، بسبب تزوير الإنتخابات، ويتوقع ان يتفجر في أي لحظة.. في هذا الجو المتوتر تجيء مطالبة (علماء) السودان بالمزيد من القهر والبطش باسم الدين، بدعوى ان إنفصال الجنوب يعني ان السودان أصبح كله مسلم، وموافق على فهمهم الإسلامي المتخلف حكماً للبلاد.

ولو أن (علماء) السودان كانوا قد أدانوا الفساد المنكر، الذي إستشرى في مؤسسات الدولة، وطالبوا بالتحقيق مع أمثال مدير سوق الخرطوم للاوراق المالية، والسلطة التي سمحت له بالمرتب الذي نشره الصحفي النابه الطاهر ساتي في صحيفة السوداني، وهو كما جاء في شهادة مرتبه: 18 ألف جنيه، بالإضافة الى 90 ألف بدل عيدين، و72 ألف بدل ملابس، مما يجعل جملة مرتبه الشهري 180 ألف جنيه!! بالإضافة الى 5 تذاكر سفر لاقصى ما تصل اليه الخطوط السودانية بالدرجة الأولى!! هذا وضع مسئول في شعب دفعت الفاقة، والحرب، والنزوح، الكثيرين من أهله الى التسول.. لو أنهم كانوا قد طالبوا بمحاكمة الذين قتلوا الآلاف، وأغتصبوا النساء، وحرقوا القرى في دارفور، لو أنهم إعترضوا على فقدان حلايب، والفشقة، وغيرها، من أجزاء البلاد التي اضاعها النظام، ولم يقاتل من أجلها، بل ولم يشتك لمجلس الأمن.. لو أنهم وقفوا تضامناً مع آلاف المواطنين الذين شردوا، وتحطمت أسرهم، بسبب إحالتهم للصالح العام، أو وقفوا تضامناً مع مزارعي مشروع الجزيرة الذين يناضلون لمنع الحكومة من بيع المشروع وتشريدهم.. لو أنهم كانوا قد إعترضوا على جلد فتاة "الفيديو" بحجة أنه لا يشبه الجلد كما جاءت به الشريعة، وطالبوا بالتحقيق مع من اتهمتهم "صفية" بإغتصابها حتى لا تكون أعراض الناس عرضة للتجاهل والعبث.. لو فعل علماء السودان كل ذلك لسمعنا لهم، وصدقناهم، حين طالبوا اليوم بإقامة الدستور بمرجعية الشريعة. ولكن (علماء) السودان صمتوا عن كل ذلك، فلم يتظاهرون الآن بالحرص على الشريعة وعلى الإسلام وعلى الشعب السوداني؟! وحين يطالبون الآن بجعل الشريعة مرجعاً للدستور هل يعني انها لم تكن كذلك من قبل؟! أم ان مطالبتهم تحصيل حاصل؟! فإذا كانت الشريعة لم تكن مرجعية الدستور فلماذا لم يعلن (علماء) السودان رأيهم هذا، ويسفروا بمعارضتهم للنظام طوال العشرين سنة الماضية؟! إن النظام الحاضر يرزح في الظلم، ويخوض في بالفساد، وهو لهذا لن يستطيع تطبيق الشريعة، لأن الشريعة لا تقوم إلا إذا بدأ الحاكم بنفسه وآل بيته.. و(علماء) السودان يعرفون ذلك حق المعرفة، ويحدثوننا في خطبهم، كيف أن عمر رضي الله عنه، لم يجمع بين الخبز والإدام في مائدة، منذ أن تولى الخلافة، ولكنهم مع ذلك يزينون الباطل، ويصمتون عن قول الحق، ليحافظوا على مراكزهم، وعائداتهم، التي لو ضاعفوها لهم أضعافاً مضاعفة، ما زادتهم غير تخسير!!

لقد رفع (علماء) السودان مذكرة لرئيس الجمهورية، جاء عنها (ودعت المذكرة التي توافق عليها العلماء ورجال الدين أن يكون القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة هما المرجعيتان للدستور بعد الاستفتاء وانفصال الجنوب وأن يحقق الدستور مقاصد الشريعة كلها ويحفظ حقوق غير المسلمين وأكد العلماء عبر مذكرتهم التي تلاها البروفيسور محمد عثمان صالح الأمين العام لهيئة علماء السودان أن البلاد مقبلة على مرحلة مهمة تحتاج إلى فقه أوسع للدولة لتحقيق أمنيات الشعب السوداني وأكدت المذكرة أهمية أن يثبت الدستور القيم الاجتماعية الفاضلة ويحافظ على موارد البلاد ويضمن وحدتها وأن يقوم على الشورى بين أهل الحل والعقد ودعا العلماء إلى إصلاح المظهر العام بالشارع السوداني ومعالجة التفكك الأسري ومحاربة الفقر والهجرة ، مشيرين إلى تزايد روح التدين وسط الشباب. وأوصت المذكرة بإرجاع النشاط الاقتصادي إلى أصوله الإسلامية عبر المصارف الإسلامية وتقليل الجبايات وضبطها بقوانين والحد من العمالة الوافدة. وأمن العلماء على أهمية إتاحة فرص التعليم لكافة شرائح المجتمع وتشجيع التعليم قبل المدرسي وتصحيح الاستثمار في التعليم والتركيز على التعليم التقني وإلغاء المناهج الأجنبية ، مشيرين إلى أن عدم مراجعة المناهج أدى إلى ضعف التحصيل بجانب ضعف المخصصات المالية للتعليم ، ودعوا إلى إعادة النظر في التعليم المختلط بالجامعات. وانتقدوا انتشار الموسيقى والغناء في القنوات والإذاعات ، داعين إلى إستراتيجية إعلامية تقوم على نشر الفضيلة)(المصدر وكالة السودان للأنباء

أول ما يلاحظ على المذكرة تناقضها، فهي قد دعت لأن يكون الكتاب والسنة هما مرجعية الدستور، ثم إعترفت بوجود غير المسلمين، ودعت للمحافظة على حقوقهم!! فهل يعرف هؤلاء (العلماء) من الكتاب والسنة مستوى يوفر الحقوق لغير المسلمين؟! إذ لو كان مبلغ علمهم الشريعة، فإنها لا تساوي بين المسلمين وغير المسلمين، ولا تحفظ لهم حق المواطنة، وإنما تفرض عليهم الجزّية، يؤدونها عن قهر وغلبة، وهو صاغرون، إذا كانوا من أهل الكتاب، وتفرض عليهم السيف، حتى يسلموا لو كانوا من المشركين.. قال تعالى في حق المشركين (فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) وقال في حق أهل الكتاب (قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ). هذه هي معاملة الشريعة لغير المسلمين، وهدفها إذلالهم ودفعهم ليدخلوا في الإسلام حيث العزة، قال تعالى (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ)، وهذا يعني فيما يعني، ان غير المسلمين لهم الذلة والصغار.. والمواطن المسيحي لا يجوز له ان يترشح لرئاسة الدولة في ظل الشريعة، ولا أن يكون له منصب في الجيش، لأن الجيش جيش جهاد، ولن يكون مسؤولاً في منصب رفيع في دولة الشريعة، لقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) ولقوله صلى الله عليه وسلم (لا ولاية لكافر على مسلم)، والشريعة قد كانت في تلك الأحكام، حكيمة غاية الحكمة، في وقتها، ولكن نفس هذه الأحكام، لا تمثل أصل الدين، ولا يمكن ان يقوم عليها دستور اليوم، وهذا ما لا يقوى (العلماء) الذين نعرفهم، على إدراكه.. ولكنهم على الاقل يعرفون أن الشريعة لن توفر حقوق لغير المسلمين، ويعلمون انهم موجودون بعد إنفصال الجنوب، في السودان الشمالي كالمسيحيين من السودانيين الاقباط، الذين يعيشون منذ مئات السنين، في مدن السودان الكبرى، وكالمسيحيين في جبال النوبة، وكالوثنيين في جبال النوبة وفي جنوب النيل الأزرق، فلماذا يضللون كل هؤلاء بأن الشريعة لا تضيرهم؟! أم يظنون أن هذه الأقليات لا قيمة لها، وان الدستور يجب ان يعبر عن دين الاغلبية؟! وهذه فرية اخرى روج لها الإسلاميون كثيراً، فالدستور لا يعبر عن رأي الأغلبية، وإنما يحوي تطلعات، وآمال وطموحات كل الشعب، ويجب ان يجد فيه كل فرد ضالته. أما الاغلبية فإنها تحكم بموجب الدستور، ولكنها لا تضعه حسب إعتقادها.. والدستور هو القانون الأساسي، الذي يوفر الحق الأساسي، وهو حق الحياة وحق الحرية.. فالحكومات التي تغتال الناس، وتعذبهم، وتصادر الحريات، لا يعتبر حكمها دستورياً، وإن إدعت ذلك. والشريعة على كمالها، وحكمتها في الماضي، لا تحوي دستوراً لأنها لا تحفظ حق الحياة وحق الحرية لكافة المواطنين، وإنما توفره فقط للمسلمين. والدستور لازمة من لوازم الحكم الديمقراطي فلا يتحقق في دولة لا تحكم بالديمقراطية.. ولكن الإسلام في مستوى أصوله، في السنة، التي هي أرفع من الشريعة، والتي توفر عليها القرآن المكي في جملته، يحوي الدستور الإنساني الرفيع، الذي يعطي كافة الحقوق لغير المسلمين، على قدم المساواة مع المسلمين.. وهذا ما لا يدعو له (علماء) السودان، بل يعادونه، ويحاربونه، مع انه مخرجهم الوحيد، الذي يدرأ عنهم النفاق، حين يدعون للشريعة، ويعجزون عن تطبيقها.

ومما جاء في المذكرة (أن البلاد مقبلة على مرحلة مهمة تحتاج إلى فقه أوسع للدولة لتحقيق أمنيات الشعب) أوسع من ماذا؟! أوسع من الفقه السلفي التقليدي، الذي درجوا على إشاعته بين الناس؟! وإذا كانت (أمنيات الشعب) هي الحرية، والمساواة، وحقوق الإنسان، فهل يستطيع الفقه توفيرها أم ان ذلك يحتاج الى إجتهاد في فهم النصوص نفسها؟؟

ولقد ذكر (علماء) السودان أنهم يريدون دستوراً (يحافظ على موارد البلاد ويضمن وحدتها وأن يقوم على الشورى بين أهل الحل والعقد ودعا العلماء إلى إصلاح المظهر العام بالشارع السوداني ومعالجة التفكك الأسري ومحاربة الفقر والهجرة) إن من اسباب إنفصال الجنوب، التلويح بالدستور الإسلامي، وفرض أحكامه على غير المسلمين، فكيف يطالب به العلماء، ويدعون بأن ذلك يمكن ان يحقق الوحدة؟! والنظام الحالي قام على إنتخابات، فهل يريد العلماء ان نستبدله بنظام الشورى، الذي بدلاً من كافة الشعب، يستمع فقط لأهل الحل والعقد؟! والعلماء يعلمون ان الشورى آلية لدعم نظام الخلافة، فلماذا لم يطالبوا بالخلافة صراحة، وهي نظام الحكم في الشريعة، كما درسوها وعرفوها؟! إذا كان الزمن قد تطور، والمفاهيم قد تغيرت، لدرجة ان (العلماء) يستحون من المطالبة صراحة بحكم الشريعة وهو الخلافة، أفلا يستدعي ذلك النظر في أمر تطوير الشريعة؟؟ وكيف يدعو العلماء لمحاربة الفقر والهجرة وهم لم يدينوا الفساد؟! ولماذا يريدون ان ينضبط الشارع العام بمزيد من القوانين الرادعة، ويغفلون مهمتهم الأساسية، في التربية، والوعظ ، والإرشاد، سبيلاً لإصلاح مظهر الشارع؟! لقد طبق قانون النظام العام بإدعاء ضبط الشارع، وجلد، وحبس في عام واحد 43 ألف امرأة سودانية، ولم ينضبط الشارع، بل زاد الفساد، والسبب أن سوء الأخلاق لا يعالج بالقهر والبطش، وإنما بالنماذج الصالحة من القادة والحكام والعلماء، وبحسن التربية، وبالموعظة الحسنة، التي يقدمها من يعيشون للدين، لا من يعيشون عليه!!

(وأوصت المذكرة بإرجاع النشاط الاقتصادي إلى أصوله الإسلامية عبر المصارف الإسلامية وتقليل الجبايات وضبطها بقوانين والحد من العمالة الوافدة). والمصارف الإسلامية، ليست إسلامية، وإنما هي ربوية!! والفائدة التي يضعها المصرف العادي على القرض، يضع المصرف الإسلامي، أكثر منها على سعر السلعة في المرابحة، فهل تسميته بأنه ربح تمنع من كونه ربا؟! إن زيادة السعر، بسبب جهل الزبون ربا، فقد جاء في الحديث (غبن المسترسل ربا).. ثم ان ديون السودان الخارجية، التي فاقت الثلاثين مليار دولار، قد كانت في أصل الدَين ثمانية مليار، وكل الزيادة قد جاءت من الفوائد التراكمية على القرض، فإذا قبل (علماء) السودان هذه الأضعاف المضاعفة من الربا، ثم أنشأت الحكومة من هذه الأموال الربوية بنوكاً، فهل يمكن ان تكون إسلامية؟! ما هي القيمة التنموية الزائدة التي قدمتها البنوك الإسلامية حتى يطالب بها العلماء؟!

مما ورد أيضاً (وأمن العلماء على أهمية إتاحة فرص التعليم لكافة شرائح المجتمع وتشجيع التعليم قبل المدرسي وتصحيح الاستثمار في التعليم والتركيز على التعليم التقني وإلغاء المناهج الأجنبية). إن من أسباب الفاقد التربوي الحروب، والنزاعات، والنزوح، والهجرة، وهو ما لم يتعرض له (علماء) السودان، فكيف يريدون ان تتوفر فرص التعليم للجميع؟! وماذا يعنون ب (المناهج الأجنبية)؟! هنالك لغات أجنبية، أدى إلغائها الى إضعاف التعليم، وحتى الذين قاموا بتعريب جامعة الخرطوم، وافقدوها مكانتها الاقليمية والدولية، أنشأوا جامعات خاصة تدرس باللغة الإنجليزية، وكثير من قادة الدولة دعاة التعريب، يعلمون أولادهم في مدارس أجنبية، ويبعدونهم عن الجامعات التي قاموا بتعريبها!! أم أن (علماء) السودان، يعنون بالمناهج الأجنبية، تلك التي تدرس مفاهيم غربية، مثل نظرية التطور، والماركسية، والليبرالية، والوجودية..ألخ وهذه معارف إنسانية، لابد من معرفتها، حتى ولو من باب ضرورة نقدها، وتقديم ميزة الإسلام عليها.

ولم يكتف (علماء) السودان بكل ذلك بل (دعوا إلى إعادة النظر في التعليم المختلط بالجامعات. وانتقدوا انتشار الموسيقى والغناء في القنوات والإذاعات ، داعين إلى إستراتيجية إعلامية تقوم على نشر الفضيلة). لماذا دعا العلماء لعدم الإختلاط في الجامعات، ولم يدعوا له في كل المجتمع؟! لقد منعت الشريعة الإختلاط، ولكنها فعلت ذلك، بإبقاء النساء في البيوت، قال تعالى (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى)، وقال (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ).. وإذا كانت هذه القيود قد فرضت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم، وهن أمهات المؤمنين، ومظنة العفة، فمن باب أولى بقية النساء.. فلماذا ترك العلماء هذه الاحكام، ولم يطالبوا بها، وأكتفوا بالإختلاط في الجامعات؟! ألم نقل أن (علماء) السودان ليسوا منضبطين على الشريعة، ولا مخلصين لها، ولا حريصين على أحكامها؟! والشريعة لا تمنع الموسيقى، والاغاني في التلفزيون فقط، بل تمنع التلفزيون نفسه، من باب منع الصور.. فقد جاء في الحديث (من صور صورة يعذب يوم القيامة ويقال له أنفخ فيها الروح وما هو بنافخ فيها ابداً)، وروي (ان السيدة عائشة رضي الله عنها فرشت للنبي صلى الله عليه وسلم نمرقة عليها تصاوير فرفض ان يدخل حجرتها حتى مزقتها. وقال: إن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب أو صورة)(البخاري- باب الصور). ولهذا حين طبقت "طالبان" الشريعة في أفغانستان، جمعت كل التلفزيونات، وحرقتها وأرجعت النساء للبيوت!! ولكن في حقائق الدين، هذه النصوص الشرعية، التي تحرم الإختلاط، وتحرم الفنون، وتحرم الصور، لا تمثل أصل الدين، وإنما هي نصوص مرحلية، ناسبت الماضي، ولا يمكن تطبيقها في حاضر ومستقبل البشرية القريب.. بل ان دعاتها، أنفسهم، لا يملكون إلا مفارقتها. فالعلماء الذين يعلموننا الأحاديث التي تمنع الصور، لابد ان يكون لأحدهم صورة يضعها في جواز السفر، حتى يستطيع أن يحج!! إن إختلاف الواقع الذي أجبر دعاة الشريعة على مفارقتها، هو الذي إستدعى تطوير التشريع ، وهو مخرجهم الوحيد، وإلا فإن الدعوة لتطبيق الشريعة، ومفارقتها في نفس الوقت، يضعهم تحت طائلة الوعيد الإلهي (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ؟! * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ).

لقد نصح (علماء) السودان نميري بتطبيق الشريعة، فجلد، وقطع، وقتل، ولم تتحقق الشريعة، بل أطيح بنظامه!! والسودان اليوم يواجه ظروف أكثر تعقيداً من عهد نميري، والعالم العربي يشهد ثورات لم تطالب بالشريعة، ولكنها طالبت بالحرية، واطلاق سراح المعتقلين، والكرامة لكافة المواطنين.. ولعل العقلاء في نظام الإنقاذ، يفكرون في وضع دستور يتراضى عليه الجميع، لا يستمد من عقيدة الأغلبية، حتى يحفظ حقوق الاقليات، ولا يعتمد على القهر، والبطش، و إنما على توسيع الحريات، وإشاعة السلام، ثم يفتح المنابر الحرة، حتى نتحاور في كافة قضايا الوطن، بما فيها الفهم الإسلامي المتخلف، الذي يصر عليه من سموا أنفسهم (علماء) السودان!!)).

د. عمر القراي / الراكوبة / 22/5/2011م.

.............................................................................................................................................

خالص الشكر لاخونا ابوياسر على رفع البوست



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صداح فاروق وراق

صداح فاروق وراق



علماء آخر الزمان بين جيوب السلطان وشعاب الرحمن "أم جُركُم الدايرة تاكل خريفين"  Empty
مُساهمةموضوع: رد: علماء آخر الزمان بين جيوب السلطان وشعاب الرحمن "أم جُركُم الدايرة تاكل خريفين"    علماء آخر الزمان بين جيوب السلطان وشعاب الرحمن "أم جُركُم الدايرة تاكل خريفين"  Icon_minitime1الخميس 2 يونيو 2011 - 8:51

خالص تضامننا مع كاتب المساهمة المقتبسة الدكتور القراي وهو يدفع ضريبة دعوته للشفافية والمحاسبة في قضية صفية إسحق حيث يواجه بلاغاً من جهاز الأمن (بإشانة السمعة ) تخَيل بس !!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
علماء آخر الزمان بين جيوب السلطان وشعاب الرحمن "أم جُركُم الدايرة تاكل خريفين"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» علماء السلطان في رمضان..!
» ياعلماء السلطان "قتل النفس حرقاً خُسران مبين" طيب والتعذيب المفضي للموت حكمو شنو في الشرع؟؟
» هيئة علماء السلطان.. كأنما على رؤوسهم الطير ......!
» علماء السلطان : حرام شرعا التنازل عن جزء من ارض السودان لأنها ملكاً للأمة الإسلامية ! وفي فيديو للعالم بتاع "اولاد أم زقدة"
» لا تاكل وانت غاضب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى الحصاحيصا العام :: محبوبيات-
انتقل الى: