العنوان دا إستوحيتو من "مداخلة" واحد من ضحايا العمل ، المناسبة كانت مقال منشور في الراكوبه ، نشره الصحفي الطاهر ساتي وسرد بموجبه قصة "البنات ضحايا التحالف السوداني الصيني أو ما يسمى بمصنع شنغهاي سودان" ، نشوف المأساة ، والسودانيين ديل إمكن نلاقيهم لكن ناس شنغهاي ديل إلا كان نركب لينا ركشه نمش نفتشهم في قار يتردون "ولا دا ما فهمنا"
ما لم تكن مصابا بداء القلب، فاقرأها ثم اهدها لصديقك يا صديق ولكن بعد التأكد من سلامة قلبه، إنها قصة ظلم..هدية، زينب، خالدة، صفية، أزاهر، أم كلثوم، ناهد، مي، عواطف، سامية، نعمة، محاسن، آمنة وفوزية ..من بنات بلدي اللائي فرض عليهن القدر بأن يعملن وهن في سن التحصيل الأكاديمي، ليعشن ولتعيش أسرهن ولو بحد الكفاف..بعضهن بالجامعات والبعض الآخر بالثانويات، وأخريات عجزن عن إكمال تلك المراحل بسبب رهق الحياة..والأقدار ذاتها هي التي جاءت بهن وبأسرهن من ولايات السودان المختلفة إلى عاصمة البلد، وهي ذات الأقدار التي جمعهن تحت سقف مصنع شنغهاي سودان - بالخرطوم بحري - في مهنة (عاملات تعبئة)..!!
** المصنع شراكة سودانية صينية، والهيئة العامة للإمدادات الطبية هي التي تمثل السودان في تلك الشراكة..التحقن به في وظيفة عمالية مهامها تعبئة الأدوية وتغليفها بواسطة ماكينات المصنع، ثم القيام بأعمال تنظيف أرضية المصنع وغسل ومسح الزجاج في حال توقف الماكينات لأي أعطال فنية..العمر الوظيفي لأقربهن التحاقا بتلك الوظيفة تجاوز الثلاث سنوات، والسواد الأعظم منهن تجاوز الخمس سنوات عمرا وظيفيا ..براتب لم يتجاوز (180 جنيها شهريا)، فقط مائة وثمانون جنيها لاغير.- 60 دولار - وهو مبلغ يزيد قليلا عن (نصف الحد الأدنى للأجور)، فالحد الذي ينص عليه آخر منشور صادر عن المجلس الأعلى للأجور (310 جنيها).. ومع ذلك، طوال تلك السنوات، لم يحظين بالتأمين الاجتماعي، ولا بالتأمين الصحي رغم أنف المواد الكيميائية التي تحيط بهن طوال ساعات العمل.. إدارة المصنع حرمتهن من هذا التأمين وذاك، بتبرير فحواه (انتو عاملات يومية)..نعم منذ ثلاث وخمس سنوات هن عاملات يومية، ليس وفق نصوص قانون العمل، ولكن وفق أهواء نهج إدارة المصنع..فالقانون ينص على تعيين العامل بعد تسعين يوما، ولكن إدارة المصنع تفصلهن قبل التسعين بيوم أو يومين، ثم تعيد استغلالهن، هكذا منذ ثلاث وخمس سنوات..!!
**تلك ليست هي القصة، تابع بصبر..حين يمرضن، تمنحهن الإدارة إذنا بالعلاج على حسابهن..فيذهبن ويتعالجن ثم يعدن إلى عملهن بعد يوم أو أسبوع من (فترة العلاج والراحة)، ويجدن بأن إدارة المصنع خصمت أيام العلاج والراحة من راتبهن (180جنيه) ..أي، لا تمرضي لكي لا نخصم منك أيام مرضك، أوهكذا رق التحالف الصيني السوداني بالمصنع.. يتوقف العمل بالمصنع لأي سبب لا علاقة لهن به، ولكنهن يدفعن ثمن التوقف خصما من راتبهن ..تأتي عطلات الأعياد والمناسبات الوطنية، فيتوجسن ثم يواجهن مصير خصم أيام تلك العطلات..يتأخر استيراد أو جلب مدخلات الصناعة من موانئ البلد لأي سبب لا علاقة لهن به، فيدفعن ثمن التأخير خصما من راتبهن..إحداهن - محاسن - قطعت إحدى الماكينات أصابعها، فمنحوها إذنا بالعلاج، فذهبت وتعالجت ثم عادت بعد شهر ونيف - بلا أصابع - ولم تجد راتبا ولا تعويضا، وذلك بتبرير فحواها (أصابعك اتقطعت بإهمالك)، أوهكذا خاطبها التحالف السوداني الصيني بالمصنع، وأصبحت تلك المخاطبة نهجا، بحيث اتعظت الأخريات من حالة زميلتهن ولم يعدن يطالبن بشيء، وهناك حالات غير هذه ..!!
** أحبس دموعك وتابع بصبر، ولا تسأل : لماذا يحتملن هذا الوضع ؟..إن سألت فإنك لم تجرب الجوع، أي البقاء على قيد الحياة بشرف هو سبب احتمالهن لهذا الوضع..ومع ذلك تابع، فالمواجع لم تكتمل..قبل شهر ونيف، أخطرتهن الإدارة - كالعادة - بالتوقف عن العمل لحين صيانة الماكينات، فتوقفن بمظان أن خصم يوم أو أسبوع من ال(180 جنيه)، أمر معتاد.. ولكن طال انتظارهن وطال وضاقت بهن الحياة، فالطالبة منهن - ناهد مثالا - عليها دفع رسوم قدرها ثلاثمائة جنيه لجامعة الزعيم الأزهري، وأخرى - هدية مثالا - أسرتها بحاجة الى طعام وشراب، وثالثة و و..هكذا وجدن حبال مطالب الحياة تلتف حول رقابهن، فذهبن الى المصنع لمعرفة ما يحدث، فوجدن توجيها إداريا بالاستقبال يمنع دخولهن ويخطرهن ب (خلاص فصلناكن واستغنينا منكن) ..فكظمن الحزن، وسألن عن حقوقهن، وكان الرد - ولا يزال - (لو عندكن حقوق امشوا المحكمة) .. هكذا صدمتهن الإدارة بمظان أنهن لن يستطعن دفع تكاليف التقاضي والمحاماة ..فاستقبلت أحزانهن، وتساؤلاتهن ودموعهن (يا أستاذ نحن نمشي وين؟.. ناس الزكاة بيدوني رسوم الجامعة ؟..نلقى قروش المحكمة والمحامي .. والله كهربتنا قاطعة ليها تلاتة أيام .. عليك الله ورينا نعمل شنو .. و.. ؟)..!!
** سيل من الأسئلة، أعمقها جرحا ذاك الذي خرج من إحداهن لا إراديا (يعني نبيع شرفنا عشان ندفع للمحاكم والمحاميين، ولا نعمل شنو؟)..هكذا سألت ثم نظرت الى الأرض وسط وجوم زميلاتها، ولا أدري هل أخفت دمعة أم استحت من صدى سؤالها الصادم.. المهم، هاتفت مدير المصنع ومديره الإداري ومستشاره بابكر عبد السلام ومستشارهم القانوني، وليس مهما تفاصيل المحادثة وما بها من مساومات وتسويف ووسائل ترغيب وترهيب مراد بها حجب قضيتهن عن الرأي العام، كل هذا ليس مهما ولقد اعتدنا عليه،ونتجاوزه بتحقير أصحابه..ولكن المهم جدا، هو أن يعلم التحالف السوداني الصيني بهذا المصنع بأن هؤلاء البنات لن يتخلين عن حقوقهن ولن يبعن شرفهن لدفع رسوم التقاضي والمحاماة، بل سوف يستردن حقوقهن كاملا بإذن العلي القدير، ولو كان بيع ملابسنا هو ثمن الاسترداد..والقصة مهداة لوزارة الصحة وووزارة العمل والهيئة العامة للإمدادات الطبية والتأمين الإجتماعي، لا لنصرة هؤلاء فحسب، ولكن للاطلاع على النهج الإداري بمصنع شنغهاي سودان، ولمعرفة أحوال بقية العاملات تحت لظى ذاك التحالف..!!
tahersati@hotmail.com
نقلا عن السوداني
مداخلة "المهاجر" :
والله كلامك ذي العلقم في حناجرنا:
عن تجربة ..كنت أعمل في مشروع الخرطوم للنظافة (شركة المتعافي ) في وظيفة كادر حاسوب
مع أني خريج بكلاريوس مع مرتبة الشرف.
المهم عملت معه أنذاك لمدة سنة و11 شهر بمرتب بكل بدلاته لايتجاوز 200جنيةفقط لاغير.
لظروف ما تركتهم فطالبتهم بمستحقاتي فقال لي مديرهم وهو كبيرهم الذي علمهم السحر يدعى( مرتضى البيلي) أن إستحقاق السنة مرتب شهر والمرتب الأساسي موضح عندهم 108 جنيه وإذا السنة نقصت يوم واحد تسقط من الإستحقاق ........
أستشط غضباً وتكلمت معه بكلام ساخن .... وأخيراً قلت له نتلاقى يوم المنادي ينادي والحق يقيف قاضي ... قال لي بكل برود دا كان إتلاقينا...وفي الختام أود أن أقول كل حقوق موظفي وعمال بلادي مغتصبة بلي زراع القانون ...
وأنا ما عندي تعليق سوى ان المدير دا بفترض وجود مقعد محجوز ليهو في الجنة والعامل الغلبان "مهضوم الحق" ماشي النار بدون أي نزاع أو مناقشه ، وبكدا ما راح يتلاقو ، بس كمان نسى رحمة الله ، مش جائز بعد عذاب النار "الدنيوية والآخروية" وبرحمة من الله "الماهو سِر زول" الراجل الغلبان دا يجي الجنة ... فماذا يكون موقف المدير عندها ؟؟ تخيلوا !!!!!!!