مابين كوارع ابوحراز وبرتقال خالد محمد عثمان

أكره البرتقال منذ أيام المراهقة الأولى
لاتقولوا لي هل توجد مراهقة ثانية ؟؟
نعم هي مراهقة الأربعينات وهي أعنف من الأولى
في تلكم الأيام الجميلة كتبت رسالة للحبيبة التي طارت عصافيرها وفي النهاية لحقت هي بالعصافير
وبدلاً من ان أبدأ الرسالة بالبسملة
كتبت لها { البرتكان نهدك مدردم }
وكانت الطامة الكبرى
فقد وجد الوالد عليه رحمة الله هذه الرسالة الكارثة تحت المخدة
وقرأها سطراً سطراً بل وذكر الحضور وقتها أنه كان يهز رأسه مع كل كلمة
وكأنني أنا الذي اشعل الحرب العالمية الثانية
في ذلك اليوم تم تأديبي على طريقته
وقال لي لقد صدمتني فقد كنت أعد العدة لتكون إماماً للجامع !!!!
ولكن بأسلوبك هذا لاتصلح حتى للصلاة في الصف الأخير
سأعود لإكمال موضوع البرتكان !!!

كانت تلكم الأيام الجميلة بحلوها ومرها لاتوجد بها وسائل اتصالات
كانت شحيحة جداً وياليتها استمرت على ذلك
كنت متخصصاً في شمارات البكاء
حيث أنه حينما يموت أحد الأقرباء يرسولنني للقرى المجاورة
واذكر ان قريبة لنا تسكن في إحدى قرى المناقل
ذهبت لها مرة لأن أخوها مات
والمرة الثانية أمها
والمرة الثالثة أختها
والمرة الرابعة ذهبت اليهم زيارة خاصة لأنني كنت أود أن اتسلف مبلغ من زوجها
وحينما راتني بدأت تكورك وتبكي في نص الحوش
وهي تسأل المات لينا منو ياسجم الرماد
فقلت لها انا جيتكم زيارة
لم تصدق نهائيا
وكانت ترجف وتبكي
ولم تعطيني حتى كأس ماء لأبل ريقي
وكانت تتلصص وتسترق السمع كلما دخلت لإحدى الغرف
علها تسمع بوفاة احد اقربائها
فقد تعودت أن لا أخبرها مباشرة
لأنها ماسورة بكل ماتحمله الكلمة من معاني
ولو انفقعت الرماد كال حماد

مات أحد الأقارب
ولديه ابن يحبه كثيراً بالخرطوم
فطلب مني ان اذهب لإخباره بوفاة والده
وصلته عصراً وكان يغسل في ملابسه ويغني بحرارة
عانقني وكان سعيداً بحضوري اليه
ذهب واحضر ببسي بنكهة جميلة تختلف عن نكهة اليوم
واصر على احضار الغداء
وقررت أن لا أخبره الا بعد الغداء والشاي والقهوة
حتى لاينقلب كياني
المهم بعد أن ارتحنا وبدأت افكر في الطريقة التي توصل الخبر اليه
فاجأني بانه يريد الذهاب للسوق
فسألته لماذا ؟
فقال لي : { والله ابوي بيحب البرتكان }
وانا بكرة عاوز اسافر عشان كده لازم اشيل ليهو معاي 3 كيلو برتكان
فقلت له : عليك الله ماتكتر من البرتكان جيب معاك كيلو واحد بس

والله يا ابو حراز
محنك محن...

disco كتب:: والله يا ابو حراز
محنك محن...

دخل الرجل في السادسة مساء وهو يحمل برتقاله الأصفر اليانع
ولكن يبدو أن المرحوم { ليس له نصيب } من هذا البرتقال
فقد أتى البرتقال متأخراً
وبالطبع أتى الموت في مواعيده
ووضع الكيس جانباً
وحلف الا أن يقطع واحدة من برتقال المرحوم ويمنحني لها
لم استطع ان اقول له خلي البرتقال للوالد
لأنني أعلم تماماً ما آآآآآآآآآآآآل اليه والده
اكلت البرتقالة على مضض
وبعدها اغاظني اكثر وكأنه يعلم انني اريد أن اخبره بخبر حزين جدا
فقد فتح المسجل ليسمعني شريطاً للنور الجيلاني وهو يغني صحوة ذكرى المنسية
فكانت هذه الأغنية مدخلاً للحزن والأهم من كل ذلك مدخلا للخبر الأليم
فبدأت أحكي له عن الحزن في حياتنا وأن الموت بامكانه أن يأخذ اكثر الذين نحبهم
ومن ثم بدأت له بالأحاديث والمواعظ
لم اترك ابوهريرة ولم اترك ابوالدرداء وختمتها له بالبخاري
حتى قال لي مالكم اليوم كلامك كلو عن المقابر
فحمدت الله أنني أوصلته لهذه النقطة
وبدون مقدمات رميت له { الدرابة } الكبيرة جدا وقلت له ابوك مات ياخ
الفاتحة
رفعت يدي لمدة 15 دقيقة ولاحياة لمن تنادي
فقد بدأ يبكي بحرقة شديدة
والبرتقال بطل القصة يتراءى بكل الوانه الصفراء والحمراء الجميلة
وهدأ الطوفان وتعانقنا وبكينا سويا
وأكلنا البرتقال في تمام الواحدة صباحا
وذهبت معه للعزاء بدون هذا الكيس العجيب

تخريمة :
ذكر لي احد الأخوة عند حضوري الى السودان أن الوالي عبد الرحمن سر الختم
تفتق ذهنه واصدر قراراً بمنع الأكياس أو دخولها للجزيرة
فقلت له ياسيدي لقد طبقنا قرار هذا الوالي منذ نهاية الثمانينات
ودخلنا الجزيرة على حين غفلة بدون أكياس البرتقال

ليتك لاتقف عن الكتابه ياشقى ... ابوحراز بطنك غريقه .. اكلت البرتكانه كمان ..!!!

أخي بكري
أكلنا البرتقال بكثرة
برتقال الأحياء والأموات
ولكن كيف يتاتى لنا أن نأكل برتقال الحكومة ؟؟؟

هذا الشخص الآن كلما تقابلنا يذكر هذا الموقف
وقال لي نهائياً لم أكن اتوقع أنك تحمل لي خبراً مثل هذا
وذلك لأنني كنت عادياً جداً
لك التحية على المشاركة
فكرة هذا البوست نبعت من بوست السلامة للأخ عبد المنعم سيد أحمد
فقد نصحته باكل الكوارع
بينما نصحه خالد محمد عثمان بأكل البرتقال

ويبدو لي أن بطل القصة القادمة ستكون الكوارع

ذهبت مرة لوفاة والد أحد الأصدقاء في احدى قرى المناقل
وصديقي هذا من الناس العلي نياتهم
رجل طيب ويأخذ كل الأمور ببساطة
المهم تعشينا وتونسنا وهم ينامون باكراً
نمت معه في ديوان آخر
و كانت الدنيا برد
فاحضر لي غطاء عبارة عن توب ابيض تقيل جدا
وقال لي : خذ توب الوالد وتغطى به من البرد
يعني { توب } المرحوم
والله انا اتقلب حتى الصباح
وكل مرة أضع التوب بعيداً فيقوم صاحبنا ويغطيني به
عملها في الليل أكثر من عشرة مرات
وأنا لا استطيع أن أمنعه
ولكن بمجرد أن يذهب الى سريره ارمي بتوب المرحوم جانباً
وقال لي في الصباح والله ياعمك كلما نغطيك نلقى توبك واقع في الواطاة
الظاهر عليك كنت تعبان من السفر عشان كده ماحسيت بالبرد

العزيز ابوحراز
ساحكى لك طرفة عن ثوب اخر...
صديقى مسعود ..حكى لى هذه الطرفة وقد كان شاهدا عليها عن كثب
لديه قريب له..يلقب بالبندق..لصعوبته ونفسه الحار..فى احدى الايام
ذهبت زوجته من امدرمان..لحضور حفل زواج بالخرطوم ..من اهلها
فدعى صديقى..لقضاء اليوم معه للعشاء والسهر ..والونسة
فاخلدا للراحة والنوم العميق
صحى صديقى..ومن بعده صاحبنا البندق..وكان يتغطى بثوب زوجته
فقام فزعا..وقذف الثوب هناك فى اخر الغرفة..وهو يهرج
استغرب صديقى وسأله مالك ياخى الحاصل شنو...
فاجابه فى التو
ياخى انا الليل كلو ماقادر انوم من الهلاويس
تارينى متغطى بى توب المرة.

أخي عبد المنعم
طرفة جميلة جداً

لدي صديق في الخرطوم زوجته جميلة جداً
وتشاء الظروف أن حضرت للجزيرة
فدعاني للمبيت معه تلك الليلة
وفي الصباح كان في الحمام فأتى سيد اللبن
وناداني من داخل الحمام أن آخذ جك اللبن وأأتيه بالكوتة اليومية من سيد اللبن
ويبدو أن عمك { سيد اللبن } متعود على الزوجة الجميلة التي تأتيه كل صباح لتأخذ اللبن بنفسها
وخرجت عليه وشكلي ما شاء الله يروب الموية
فنظر فيني باستغراب شديد ونهرني نهرة قوية قائلاً
وين اصحاب البيت
فقلت له نحن
قال لي انتو شنو ؟
قلت ليهو يازول انت عاوز تبيع اللبن وللا عندك حاجة تانية
المهم برضو بي نهرة قال تقفلوها معانا من الصباح
كب اللبن في الجك بطريقة هستيرية
ودخلت على صاحبنا واستغرب
وقال لي ياعثمان انت أخذت ليك { جغمة } من اللبن دا وللا شنو ؟
قلت ليهو والله زي ماهو
يعني شوف ابن الكلب كان بزيد اللبن كل يوم للمدام
الغريبة يومين تاني ماجاء حايم بالبيت

يا ابوحراز،،الصيف جانا،يعني الموضوع مفروض من البرتقال يذهب للمنقة،وهي فاقع لونها يسر الناظرين والمريخاب في آن واحد. Smile

صداح فاروق وراق كتب:: يا ابوحراز،،الصيف جانا،يعني الموضوع مفروض من البرتقال يذهب للمنقة،وهي فاقع لونها يسر الناظرين والمريخاب في آن واحد.

شكرا صداح
بالله البرتقال دا حي لسه
البوست نسيتو
ولكن انت أعدت له النبض
المنقة أخبارها شنو

ياابوحراز،اشاهد كل الشعوب بتحتفل بالصيف والمنقة بيعتبروها عروسة هذا الصيف،حتي اخوانا المصريين والشوام الواحد بيشيل معاه منقة وبيمشي البحر للسباحة،ياابوحراز عمرك اكلت ليك ملاح منقة؟

[quote="صداح فاروق وراق"]ياابوحراز،اشاهد كل الشعوب بتحتفل بالصيف والمنقة بيعتبروها عروسة هذا الصيف،حتي اخوانا المصريين والشوام الواحد بيشيل معاه منقة وبيمشي البحر للسباحة،ياابوحراز عمرك اكلت ليك ملاح منقة؟[/quote

ملاح منقة عديل
اول مرة اسمع به
لكن صراحة أكره ملاح { القرع } لدرجة ماتتصورها
ماعارف ليه بيذكرني البكيات !!
في اجازتي الأخيرة بالحصاحيصا عزمني أحد الأصدقاء أن نشرب قهوة
وكان ذلك لدى { ست شاي } تبيع قهوتها بجوار سماسرة العربات
والمدام حذرتني كثيراً من شرب اي قهوة برة البيت
وياويلك لو جيت وقلت الليلة شميت ريحة { بن }
لكن مرات الواحد بيتذكر جدوده وهرشاتم الضخمة الفخمة
وطوالي الواحد بيخرج عن { النص }
كانت لست الشاي قطعة مانجو صفراء فاقع لونها
ولاادري لماذا من دون الناس قطعت لي شريحة جميلة جداً وقالت { عليك الله ضوق دي }
اها شلتها ووضعتها في التربيزة على منديل
وصاحبك عامل فيها ظريف
مشيت أغسل يدي ولقيت سمسار قعد يتكلم في الأراضي والسيارات وطواحين الشهداء
اتفكيت بصعوبة ورجعت لست الشاي ولقيت صاحبي كرطع الكباية والفنجان
في نفس اللحظة جات واحدة واسمعها تقول { آآآآآآآآآآآه }
المنقة الظريفة دي جبتوها من وين ؟؟
ست الشاي ردت عليها وقالت ليها والله واحدة وقسمتها مع الزول دا
بس زولتك قعدت { تبصق يمين وشمال }
تاريها بتتوحم على منقة
والله أكلتها بي قشرتها
قال يغسل يديهو قال !!!

والله يابوحراز دي حكاية Very Happy

يعني ياابوحراز الواحد لو لقاك برة بيتكم بس يعزمك موية (زرقاء)،اما بخصوص القرع فياخي حرام عليك ده مع الكسرة والشطة والسلطة بيبقي فتة (مريخ) بس Very Happy

» خالد محمد عثمان.....يكفى
» الحسيني وسوزي.. "واحد لفظك والثاني لفظته"
» كمل الملاح المفروك يا خالد محمد عثمان ،،
» خالد محمد عثمان...فلنحتفل بالولادة الثانية للشجرة تحت خيال الورد بنكهة الليمون
» إبراهيم محمد عثمان وسلوي محمد عثمان في البلد اليوم ،،