هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الواقع المازوم والقادم القاتم الجزء الثاني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عثمان فارس

عثمان فارس



الواقع المازوم والقادم القاتم الجزء الثاني Empty
مُساهمةموضوع: الواقع المازوم والقادم القاتم الجزء الثاني   الواقع المازوم والقادم القاتم الجزء الثاني Icon_minitime1السبت 30 يوليو 2011 - 8:50

[/b]
[b]نواصل الجزء الثاني من المقال:

ما حدث في نهار التاسع من يوليو 2011 م في جوبا ، (معاكس تراجيدي) لما حدث في سرايا الحاكم العام ــ القصر الجمهوري فيما بعد ــ صبيحة الأول من يناير1956 م، فقد شاهدنا بالصورة السينمائية ،والتي نقلها لنا العم جادالله جبارة، دموع الفرح التي انهمرت من الراحل/الأب عبد الرحمن المهدي ــ طيب الله ثراه ــ وهو يتابع إنزال العلمين الإنجليزي والمصري و رفع العلم الوطني في السارية معلناَ بذلك مولد دولة حرة مستقلة مساحتها مليون ميل مربع (أكبر دول أفريقيا) .
بالأمس 9 يوليو شاهدنا من خلال الفضائيات النقل المباشر لاحتفالات ميلاد دولة جنوب السودان التي انشطرت من الجمهورية السودانية ،ماأدهشني حقيقة هو مظاهر البهجة والفرح علي وجوه حكام(شمال السودان) ومظاهر الرضي عن النفس لدرجة الزهو ، وهم يستقبلون كلمات الإطراء والمدح من رصفائهم حكام الدولة الجديدة أو المنشطرة (جنوب السودان) . من حق الأخوة الجنوبيين الفرح والابتهاج بميلاد دولتهم بإعتبار انه رغبتهم من خلال الأستفتاء علي تقرير المصير المنصوص عليه في اتفاقية نيفاشا 2005 م ، رغم أن الأستفتاء جري في ظرف أستثنائي مشحون بالغبن والمشاحنات والاستعلاء بعد رحيل الرموز ( الوحدوية) ورجحان كفة دعاة الانفصال في ميزان قوي الحركة الشعبية كما أسلفنا من قبل، ولكنني وبفطرتي البسيطة (كسوداني بس) لم أجد أي مبرر لظهور الفرح والابتهاج بالنسبة لحكام (السودان الشمالي) باعتبار أن ما تم بالأمس و(يبتهجون به) هو انهيار للمشروع الوحدوي السوداني الذي وضع أساسه عمارة دنقس وعبد الله جماع كأول اتحاد كونفدرالي في السودان القديم قبل ستة قرون وسار علي دربه المهدي وخليفته وعبد اللطيف وصحبه، والأزهري والمحجوبين ،ما حدث حقيقة هو (سقوط ) في امتحان جغرافية وتاريخ السودان ...
ماحدث بالأمس هو احتفاء بـ (خيبة الأمل) وانهزام لـ (الحلم الجماعي)، كنت أتوقع (دموع) ليست كالتي بللت لحية أبانا الوقور عبد الرحمن المهدي ، دموع حتى ولو كانت (دموع تماسيح) لتدثر عورة الخيبة المزرية المعلقة في رقاب (الجنود الوطنيين) الذين أدوا القسم الغليظ للحفاظ علي السودان كما سلمه أو كما (استولوا) عليه من السلف ، والدفاع عن حدوده وعن أهله بالمهج والأرواح. ألم يشعروا بوخز الضمير وهم يتبادلون عبارات الإطراء؟ وألم يتذكروا ذلك القسم الغليظ ؟ أم أصبح القسم ذاته من مخلفات الماضي السحيق مثله مثل السودان القديم ــ بالمناسبة:ــ
ما رأي مجلس الإفتاء الشرعي في القسم الذي أداه (ثوار الإنقاذ) في وقبل 30 /6/ 1989 م ؟ وهل نحتاج لصيغة قسم جديد؟ ام ننتظر حتي (ثبوت) حدود السودان بعد انقشاع سحابة دارفور وجنوبي كردفان والنيل الأزرق....
الواجب يفرض علينا ــ نحن الذين نحيا بالضمير السودانوي القديم ــ ان نعبر لكم عن أحساسنا المجرد في هذة اللحظة الفاصلة في تاريخ الوطن وهو أننا لسنا فرحين أطلاقاَ ــ لدرجة تبادل الأنخاب ــ وان الذين تتبادلون معهم عبارات الأطراء و(الشكرة) لا يعبرون عنا ــ وجدانياَ ــ لأننا حتي الأن لم نجيب علي تساؤل أديبنا الراحل/ الطيب صالح : من أين أتي هؤلاء ؟؟ ولأننا أيضاَ لازلنا نعيش في (قهبونة) وطن كما وصفه شاعرنا/ محمد الحسن سالم حميد :
وطن بالفيه ما هولك
ولا الزول البي خيرو بات زولك
وكت تكدح تتم حولك
انصل منجلك قصبك
تباصر الموية بالسرقة
درادر وتلتلة وعلقة
إلز ضل المقيل تعبك
وإصادر الوالي محصولك
مبروك عليكم اخوتنا في جنوب الوطن الذي كان يسمي السودان وتهانينا الحزينة بدولتكم الجديدة ونتمني ان نلتقي قريباَ أو بعد حين في وطن دينه الأنسان وحدوده شعاب الروح المفعمة بالحرية والعدل والسلام والمحبة .. وطن في حماه الوردة حتي الزهرة والمريخ... وطن بلا سواري ولا طواري ولا سواهي ولا دواهي .



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الواقع المازوم والقادم القاتم الجزء الثاني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الواقع المأزوم والقادم القاتم (1 من 5 )
» صحافة التكسب والارتزاق لن ترهبنا (الجزء الثاني)
» بكى محمد الامين في بتتعلم من الأيام ،، ومصيرنا في مُقبِلـها هل يُبكِينا ؟
» الرحلة الي بلاد الواق الواق ( الجزء الثاني)
» ما قبل الانفصال والقادم أصعب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى الحصاحيصا العام-
انتقل الى: