أكد د ـ نادر نور الدين الخبير المائي المعروف وأستاذ المياه بجامعة القاهرة أن تنفيذ مشروع قناة العتمور علي مجري نهر النيل بمنطقة وادي حلفا سيزيد من إيراد النهر حوالي 17 مليار متر مكعب، يمكن لها أن تضيف 1,25 مليون فدان إلي الرقعة الخضراء في مصر كفيلة بتحقق الاكتفاء الذاتي من القمح.
وأضاف أن فكرة المشروع تقوم على اختصار المسافة التي ينحدر فيها مجرى النهر بعد منطقة أبو حمد على الحدود المصرية السودانية ناحية الشمال الشرقي ثم يأخذ اتجاه الجنوب الغربي عكس اتجاه جريان النهر الطبيعي ليعود عند منطقة وادي حلفا إلى سيرة الطبيعي ناحية الشمال الشرقي في اتجاه مدينة أسوان، والتي تبلغ 1500 كيلو متر مربع، يمكن اختصارها من خلال قناة العتمور إلي 500 كيلو فقط تكون بمثابة خزان يستوعب 17 مليار متر مكعب من المياه، بجانب ما سوف توفره من كميات مياه كبيرة تفقد من خلال البخر نظرا لطول مجرى النهر.
وكشف نور الدين أن عمر هذا المشروع تعدي الـ 100عام حيث تقدم به الأباتشا باشا كبير مهندسي الري المصريين وقتها للحكومة المصرية في عام 1903 وحتى الآن لم يري هذا المشروع الهام النور برغم سهولة تنفيذه وعظيم فائدته.
انتهى الخبر وبكل بساطة يتحدث الدكتور المتخصص في مجال المياه عن الفائدة التي تحصدها مصر من بعد تغيير مجرى النيل من مجراه الطبيعي من أبو حمد مروراَ بمناطق المناصير ثم الشايقية والبديرية والدناقلة والمحس ثم الحلفاويين، ليصبح مجرى النيل من أبو حمد إلى حلفا القديمة مباشرة عبر صحراء العتمور بنفس خط مرور السكة الحديد إلى حلفا.
وبنفس أسلوب هذا الدكتور بحديثة عن الفوائد التي تجنيها مصر من تنفيذ هذا المشروع، هنالك خسائر عظمى يمنى بها المواطن السوداني الذي يقطن منذ القدم على ضفاف المنحنيين العظيمين على النيل، وهذه المنطقة التي سوف تجفف بعد تنفيذ هذا المشروع هي الولاية الشمالية وهذه بعض المعلومات عن هذه المنطقة المهددة بالدمار
تقع الولاية الشمالية ما بين خطي طول 32.10درجة غرب و25درجة شرق وخطي عرض 22درجة و16.30درجة شمال وتمتد حدودها شمالاً حتى حدود السودان مع مصر وغرباً حتى حدود السودان مع الجماهيرية الليبية وشمال دارفور وتحدها جنوباً ولاية شمال كردفان وولاية الخرطوم وشرقاً ولاية نهر النيل.
تبلغ مساحة الولاية الشمالية الكلية 384.765كيلو متر مربع وعدد سكانها يقدر بحوالي 667 ألف نسمة (تقديرات عام 2008 م)..
تضم الولاية سبع محليات وهي محلية وادي حلفا، محلية دلقو، محلية البرقيق، محلية دنقلا، محلية القولد، محلية الدبة ومحلية مروي، وتضم هذه المحليات عدد من الوحدات الإدارية، كما تضم عدد من المدن الهامة على مستوى القطر مثل مدينة وادي حلفا، عبري، دنقلا، القولد، قنتي، الدبة، مروي وكريمة. وحاضرة الولاية مدينة دنقلا.
يعتبر نهر النيل من أهم السمات التضاريسية للولاية حيث تمتد الأراضي الخصبة على ضفتيه وتتفاوت مساحتها باتساع الوادي من جهة إلى أخرى شرقاً وغرباً.
المناخ السائد في المنطقة مناخ صحراوي يمتاز بجو حار جاف في الصيف الذي يمتد من أوائل مايو حتى أواخر سبتمبر، كما أن الشتاء في هذه المنطقة يتميز بالبرودة إذ يبلغ متوسط الحرارة 20درجة مئوية وتنخفض درجة الرطوبة نسبياً إلى أقل من 20% ويمتد الشتاء من أواخر نوفمبر حتى منتصف مارس، أما كمية الأمطار فهي شحيحة وقليلة مقارنة مع مناطق السودان التي عادة ما تبدأ في شهر يوليو وتستمر حتى أكتوبر.
وتنحصر المياه في نهر النيل الرئيسي وتوجد المياه الجوفية والمياه السطحية. أما المياه السطحية فالمقصود بها مياه الوديان والخيران خاصة الجزء الجنوبي من الولاية في كل من وادي الملك ووادي المقدم.
ينقسم سكان الولاية إلى (النوبيون، الدناقلة، الشايقية) كما تسكنها بعض القبائل الصغيرة التي توجد بين هذه المجموعات. ويوجد النوبيون في المنطقة الممتدة من جنوب مصر حتى منطقة الدبة، وهم ينقسمون إلى المجموعات الرئيسية التالية وهي من الشمال إلى الجنوب (الكنوز، السكوت، المحس ثم الدناقلة)، ويعرف النوبة في محلية وادي حلفا بالحلفاويين، وللنوبيين لهجتهم الخاصة، وتنقسم إلى لهجتين، لهجة يتكلمها الدناقلة وأخرى خاصة بالعناصر الباقية، أما مجموعة القبائل النيلية المستقرة الباقية فهي قبائل عربية تعرف بالجعليين، وهذه القبائل من الشمال إلى الجنوب (الجوابرة، ويطلق عليهم البعض اسم قبائل الدناقلة لمجاورتهم لهم ومركزهم الرئيسي جزيرة بدين، أما الركابية والبديرية فيتواجدون في منطقة الدبة والحدود الشمالية لمحلية مروي ثم الشايقية الذين يقطنون المنطقة الممتدة من الكاسنجر إلى كورتي أما الجزء الجنوبي من الولاية فيسكنه المناصير حول منطقة الشلال الرابع، بالإضافة إلى ذلك هنالك القليل من العرب الرحل الهواوير والكبابيش وجزء قليل من الحسانية.
يعتمد غالبية سكان الولاية الشمالية على الزراعة والتي تعتبر الحرفة السائدة في المنطقة.
ويوجد بها العديد من المشاريع الزراعية الكبرى والتي تعتمد في ريها على مياه النيل(طلمبات) ويشتغل بهذه المشاريع غالبية مزارعي الولاية حيث تعتبر الزراعة العامود الفقري للناتج الاقتصادي بالولاية، تتوزع هذه المشاريع على طول الولاية الشمالية في محلياتها المختلفة حيث يوجد مشروعي البرقيق وحوض السليم بمحلية دنقلا ،ومشروع الغابة ومشروع الكلد الزراعي ومشروع الحامداب الجديدة بمحلية الدبة، كما يوجد مشروع القرير الزراعي ومشروع نوري بالإضافة إلي مشروع أمري الجديدة بمحلية مروي.تنتج هذه المشاريع المحاصيل الشتوية مثل الفول والقمح ، والصيفية مثل الذرة بالإضافة إلي زراعة الفواكه والموالح والخضروات.أيضا تمثل الحيازات المملوكة للأفراد جزء كبير من الأراضي الزراعية بالولاية.أما شجرة النخيل فتظل هي السائدة بالولاية لمعظم وغالبية الأراضي المملوكة للأفراد وتعتبر المصدر الرئيس للدخل لسكان الولاية.
في الوقت الحالي تعتبر الولاية الشمالية من المناطق الخالية من أمراض الحيوان وتمتاز بأن حيواناتها عالية الإدرار خاصة الأبقار والماعز كما أن القطيع مستقر ولا يتحرك طلباً للماء والمراعي.واهم ملامح الثروة الحيوانية في الولاية تقوم على الأبقار.
إضافة إلي ذلك تمتاز الولاية الشمالية بالثروة السمكية من بحيرة النوبة وينتظر أن تضيف بحيرة مروي أيضاً ثروة سمكية مقدرة.
هذه المنطقة بها مخزون هائل من الثروات الطبيعية والتي يعتبر النيل احد أهم مواردها فإلى جانب كونه مصدر لمياه الشرب فإنه يصلح كذلك لممارسة النشاطات الرياضية المائية المختلفة ومن الثروات الطبيعية أيضاً البيئة الصحراوية بمكوناتها المختلفة وكذلك الشلالات إلي جانب الثروات المستخدمة من باطن الأرض.
شهدت الولاية تطوراً ملحوظاً في مجال الطرق الداخلية والخارجية (المعبدة) مثل طريق المرور السريع (شريان الشمال) الذي يربط الخرطوم بدنقلا ومروي، وطريق كريمة - دنقلا الذي يبلغ طوله 162كلم، وطريق مروي - عطبرة بطول 272كلم، كما يجري العمل الآن بطريق دنقلا حلفا إلى جانب ذلك توجد العديد من الطرق الترابية التي تربط الولاية الشمالية بعضها البعض وبعض الولايات الأخرى،
تمثل المواقع الأثرية أهم المكونات الثقافية في المنطقة وتشتمل على كافة الحقب والفترات التاريخية وأهم هذه المواقع:
1- موقع نوري: يقع على الضفة الغربية للنيل وفي مواجهة جبل البركل تقع الجبانة الملكية الثانية
2- موقع صنم أب دوم. 3- موقع دير الغزالي. 4- موقع الكرو.
5- موقع جبل البركل. 6- موقع دنقلا العجوز. 7- موقع الكوة.
8- موقع كرمة. 9- موقع تمبس. 10- موقع جزيرة أردوان.
11- موقع صادنقا. 12- موقع صاي.
كل هذا الثروة الهائلة التي تتكون منها منطقة منحنى النيل حتى حلفا من إرث بشري وثقافي و حضاري سوف تنتهي بسبب فكرة هذا المشروع الصهيوني القبيح
ونجد أن المصريين منذ قيام السد العالي في القرن الماضي يرمون بمشاكلهم على الولاية الشمالية بداية من تهجير أهلنا الحلفاويين ، ثم عندما أرادوا زيادة الطاقة الاستيعابية للمياه عند بحيرة السد فقد لجأ المصريون إلى تفجير الجنادل الطبيعية في الولاية الشمالية من أجل سرعة جريان النيل وزيادة الطاقة الاستيعابية لبحيرة السد والذي أتي بنتائج عكسية لم تكن في الحسبان فبدلاً من زيادة كميات المياه المخزنة خلف السد زاد الطمي خلف السد وقلل من طاقته التخزينية، و كانت لها جملة من الآثار السلبية علي شمال السودان إذ أن تلك السدود الطبيعية كانت تنظم جريان النهر وتوزع مياهه علي مناطق الحوض المختلفة طيلة أيام السنة دون أن تبتعد المياه كثيراً عن مضارب السواقي والطلمبات في أيام الجفاف .
وللبحث عن حل لمعالجة هذه المشكلة اتجه صوب شمال السودان مرة أخري . وفي هذه المرة لتقليل كميات الطمي المتجهة شمالاً تجاه بحيرة السد . هو الإقدام علي بناء المزيد من الخزانات في شمال السودان في الشريك ، مروي ، كجبار ، دال كلها تخدم هذا الغرض .