تأليف/رضا الهجرسى
حلقات مسلسلة
المعزة
---------------
الحلقة الأولى
-------------
أخذ مسرور.. يقلب المعزة المسلوخة والمعلقة على سيخ الشوى ..
يسترق النظرات الخبيثة ويبتسم .. كلما رأى مولاه..ووالى المدينة ..
يبتلع لعابه فى نهم فاركا يديه فى لهفة ..محدقا فى شهوة ..مستنشقا رائحة الشواء فى نشوة ..
فيزيد من وضع الزيت عليها ..فتزيد من رائحة الشواء ..ويزيد معها.. لهفة.. وشهوة ..ونشوة الوالى ..
ونفاذ صبره .. فيصرخ فى رقة ..
- هيا وأسرع ..أيها العبد الجميل الوفى ..المحب لسيدك ومولاك .. يكاد الشوق يقتلنى لمعزتك الشهية
تلك ..فلها رائحة تختلف تماما وبالكلية .. عن رائحة معيز قطيعنا ..
شعر مسرور أن الوالى قد صار مجهزا تماما ..للأنقضاض على فريسته ..ولم يعد فى القوس منزع لصبره ..
مسرعا قبل أن يطاله سخط وغضب.. نهمه وشهوته وجوعه ..
فمسرور أدرى الناس بمولاه ..ومدى بغضه وكرهه لشعور الجوع ..
وضع أمامه فخذ المعزة على طبق من الذهب ..
يراقبه مبتسما وهو ينقض علي الفخذ بشراهه و نهم ..والزيت يتساقط على جانبى فمه .. فيمسحه بكم عباءة الحكم..
يزيح مسرور من أمامه طبق العظام المصمصة ..ويضع الفخذ التالى ..ثم التالى ...والتالى ..
عندما أزاح مسرور الطبق من أمامه ..ولم يضع التالى ..رفع عينيه فى غضب شديد إلى مسرور ..صارخا ..
- ما بالك يا عبد السوء ..أجننت ..أتريد أن تشاركنى معزتى ..
- حاشى لله يا مولاى.. أن أجرؤ حتى فى التفكير فى ذلك ..فمعزة الوالى للوالى ..لا يشاركه أحد فيها ..
ولكن مولاى ..أكل معزته بالهناء والشفاء .. حتى رأسها وحواشيها ..ولم يترك غير عظامها ..
- حتى رأسها وحواشيها ..أمتأكد أنت من ذلك ..رأسها وحواشيها ..لم يبقى ألا عظامها ..
- نعم يا سيدى ومولاى ..حتى رأسها وحواشيها ..ولم يبقى ألا عظامها ..
يرتد للخلف ساندا ظهره على الأريكة ..محركا يدية على بطنه .. يتجشأ ..ينظر إلى مسرور فى رضا ..
- أنت عبد وفى ومطيع لمولاك ..تستحق هبه على أخلاصك وتفانيك فى خدمتى ..لذلك سأسمح لك ..
أن تمصمص عظام المعزة ..
يهرول مسرور مقبلا يد الوالى ..
لقاءنا قريبا مع الحلقة التالية ..
--------------------------------------------------------------------------------------------------------