العودة الى الجاهلية
واخير
ا افرطت مسبحة السودانيةوتدحرجت حباتها بسرعة مذهلة على طاولة البلياردو الممتدة من حلفاء الى نملى حبة ذهبت شرقا وحبة ذهبة غربا
ثلاث وعشرون شهرا كانت كافية لضياع قطعة التى كنا نسميها السودان الواحد
وارجو ان لاتغبوا من صراحتى اذا قلت لكم ان تقرير المختبر الكيميائى اثبت ان العثة التى اكلت خيط المسبحة لم تكن عثة اجنبية ..... وانما كانت عثة سودانية
كسودانى ... لا استطيع الا ان اشعر بالحزن امام انتحار العقيق
صحيح ان المسبحة كانت من بقايا المهدية والممالك وصحيح ان خيطهاكان متماسكا بقدرة اللة وملائكتة ورسلة وصحيح انها انقطعت قبل اليوم عشرات المرات.. وصحيح ان الهرمونات والفيتمينات ساعدة على اطالت عمرها ...... ولاكن الكيمياء على ما يبدوولا تستطيع ان توقف زحف الشيخوخة
هذا الشهر دخل السودانيون
. الى الشيخوخة...................
فشلة كل عمليات التجميل التى اجريت لهم وبقيت جلودهم مجمدة ونفوسهم مجعدة وسياساتهم مجعدة
الشيخوخة السودانية حادثة حقيقية لا صورة بلاغية او مجازية............ ونحن لانحتاج الى جهد كبير لنكتشف اثار هذة الشيخوخة السياسية فى ضعف بصرنا وفقدان باصرتنا وفقدان ذاكرتنا وكثرة ثرثرتنا وفلتان لساننا ومرهقتنا المتاخرة............ ليس هناك وصف ينطبق على ممارستنا السياسية فى هذا الشهر اكثر من وصف الخرف........... فعند ما يخرف الانسان يستطيع ان يفعل اى شى....يفقع عينية..او يقطع اذنية كما فعل فان جوخ
ليس للخرف السياسى حدود فهو قادر على ارتكاب كل الحماقات الممكنة وهو قادر على ركوب حصان الفضيحة والتبول على اى نصب تزكارى والوقوف عاريا امام كامرات التلفزيون وهذا الشهر هو دون شك الخرف السودانى شهر الصراخ..والتشهير . والمحاكمات والادانات
فى هدا الشهر اللعين... غابت شمس العقل غيبا كليا واستيقظت غريذة الثار ويكتشف السودانى اللذة فى قتل نفسة........يهجم الرمل على الرمل ويهجم الفقر على الفقر ويهجم التخلف على التخلف
ويواصل الانسان السودانى رحلتة على خريطة الملح والضغينة. مسافرا من عطش الى عطش اكبر ومن الموت الصغير الى الموت الكبير وبلغت الضغينة مفرطة فى خشونتها وقسوتها كتبنا البيانات و البيانات المضادة ...وتبادلنا الشتايم والشتايم المضادة .., واللعنات واللعنات المضادة
كانت كل فئة لاتسمع الا صوتها ولا تعبد الاذاتها ولا تعترف بحقيقة غير حقيقتها....ام الحيقة الكبرى اى حيقيقة الامة فلم يسمح لها احد باكلام ...وظلت واقفة طول الليل وراء الابواب المغلغة....................................
سليمان كشة