تحياتى أستاذنا برقاوى .
الإنتخابات المصرية بلاشك نتائجها ستؤثر على العلاقات البينية فى الإقليم ، وستؤثر على مدى الإقتراب أو الإبتعاد عن الرؤية الحكومية السودانية للمشكل السودانى وتعقيداته حسب الفائز ، فمثلاً جماعة الأخوان المسلمين إذا قُدر لها الفوز -بعدَ الشر - فقد يتماهى خطابها -ولو باطنياً - مع خطاب سلطة المؤتمر الوطنى بجامع الأصول الفكرية والمنبع العقائدى الواحد ، وقد أوردتُ عبارة باطنياً لأن الوضع الدولى والضغوط المتوقع التعرض لها فى حالة فوز الأخوان المسلمين (قد) تجعلهم براغماتيين يستجيبيون لمقتضيات الواقع ويطوون صفحة شعاراتهم ولو مؤقتاً ، ومن الناحية الأخرى فإن فوز قوى الإعتدال -إن جازت التسمية ومن أبرز المُعبرين عنها السيد عمرو موسى فيتوقع أن تتواصل المقاربة المصرية مع القضية السودانية بمثلما فعل نظام حسنى مبارك ، بمعنى ان تسعى مصر لمصالحها المائية ومصالح الأمن القومى عن طريق إبراز نوع من الحيادية ونصائح الأخ الأكبر .
مصر عشية إنتخاباتها حائرة بين فريقين ، فريق الأخوان والسلفيين وهو يعتمد الديماغوغية الدينية وهذا الفريق مهدد للمنجزات الحضارية لمصر والتى تتجسد فى التعايش الدينى والمنجزات الفكرية والآثارية والفنية والأدبية والتى بها أصبحت مصر مصدر إشعاع فى تلك الجوانب ودونك مثالين فقط لتفكير هذا الفريق (أحد السلفيين دعا لمنع رواية أولاد حارتنا لنجيب محفوظ ، ومحاكمة عادل أمام )، وفريق الفلول الذى يشمل حتى عمرو موسى بتواطؤه مع النظام البائد والذى بفوزه سترتبط مصر أكثر بالغرب وبشبكة مصالحه الداخلية والتى تشمل قيادة الجيش .