إنقلاب لانقاذ الانقاذ !!
نهاية الشهر الجاري تطل علينا الذكري 23 المشئومة لانقلاب الانقاذ علي النظام الديمقراطي المنتخب وادخال البلاد في نفق مظلم لم تخرج منه . منذ البيان الاول كان مشروع الانقاذ اكذوبة كبري (أذهب أنت الي القصر رئيسا وانا الي السجن حبيسا).منهج الانقاذ استغل المكون الاخلاقي والتربوي والنسيج الاجتماعي السوداني الفريد ليتم تدميره بالكذب والارهاب والقتل والترويع والتعذيب عبر ما يعرف ببيوت الاشباح وسط ذهول شعبي وعالمي جراء ما يحدث غير مصدقين ان كان هؤلاء سودانيون ام نازيون جدد مما دفع بالاديب الطيب صالح أن يتساءل من اين أتي هؤلاء.
الانقاذ أكذوبة كبري ووهمة صدقها الانقلابيون في مجلس قيادة الثورة الذين (دُقِسوا ) و لفظوا كما تلفظ النواة من الثمرة أو قضوا في حوادث (مثيرة للجدل ) ولم يتبقي منهم الا من هم حول الرئيس . احد اعضاء مجلس قيادة الثورة (صلاح كرار ) تبوأ رئاسة اللجنة الاقتصادية للانقلاب وكان تبريره للقيام بالانقلاب بأنهم ( لو ما جينا بثورة الانقاذ لوصل سعر الدولار 20 جنيه) والدولار اليوم تجاوز 5 الف جنيه ( زيادة فلكية ) ورئيس اللجنة الاقتصادية لمجلس قيادة الثورة مثل اقرانه يعضون اصابع الندم علي انقلابهم لانهم لم يحظوا ب ( بهلة ) الانقاذ ولم يظفروا برضاء الشعب السوداني لتنتظرهم محاكمة التاريخ .
قادة الانقلاب بلغ بهم الزهو والغرور فراحوا يرددون في كل المناسبات منفستو الانقاذ الذي صاغه شاعرهم محمد عبدالحليم: شعارنا العالي بيرفع ..والعالم كله بيسمع ..فلنأكل مما نزرع ولنلبس مما نصنع ..لي جنة نضيرة نحول الأرض البور البلقع وبالطاقة القصوى الكامنة حتلف عجلات المصنع ..وحنشيد نحنا بلادنا وحنفوق العالم أجمع . سريعا جدا تخلي قادة الانقاذ عن ترديد احلام شاعرهم التي رقصوا علي انغامها طويلا الي حتي قاموا بأعدام تسجيلات هذا (النشيد المنفستو ) من اضابير مكتبة الاذاعة والتلفزيون ومنع تداوله لأنه ماضي اليم و سبة ومضحكة ، يجسد لاكذوبة الانقاذ الكبري بعد أن تحقق العكس تماما علي ارض الواقع.
الانقاذ هزمت نفسها من الوهلة الاولي بانقلابها علي نظام شرعي منتخب وهزمت نفسها عندما تمكنت بالتمكين والفساد والكذب ومعاداة الشعب ، اصبحت معزولة داخليا وخارجيا ، ظنت انها ستتمكن من حكم البلاد منفردة وبلغ حجم الضرر والانهيار الذي لحق بالبلاد وسيادتها حدا لا يمكن عقله و تخيله، ورثنا بلداً مكتمل الاطراف والاركان ليصبح سوداننا بلاجنوب والغرب في دارفور يحترق مع جنوب كردفان والنيل الازرق وانهيار تام في الخدمات والمرافق وتفشي الامراض والاوبئة وارتداد الامية وكارثة إقتصادية لا فكاك منها . 23 عاما تضيع من عمر السودان ورغم عن ذلك يحاولون التحضير لانقلاب جديد لاطالة عمرهم.. كفي معاناة لهذا الشعب ولا سبيل لهذا النظام الفاشل أن يصند إلا بذهابه الي مذبلة التاريخ غير مأسوف عليه