كشفت أبحاث طبية حديثة أن قياس سُمك شبكية العين، بواسطة أحدث التقنيات التشخيصية والآشعة، يساهم بصورة فعالة فى تشخيص مدى حدة تصلب الشرايين بين المرضى.وتوفر النتائج المتوصل إليها وسائل أفضل لتقييم الإستراتيجيات العلاجية التى يخضع لها مريض تصلب الشرايين، حيث تعد التغيرات المختلفة التى تطرأ على أجزاء من شبكية العين مؤشرا هاما على مدى تطور تصلب الشرايين وتأثيراته السلبية على خلايا المخ.
وأوضح الباحثون بجامعة نيويورك الأميركية، في معرض أبحاثهم المنشورة فى العدد الأخير من مجلة (أرشيف علم الأعصاب)، أن مرض تصلب الشرايين ينجم عن خلل فى آلية عمل الجهاز المناعى، تدفعه على مهاجمة الخلايا بالجهاز العصبى المركزى بالمخ، والحبل الشوكي والأعصاب البصرية لتتراوح الأعراض ما بين متوسطة الحدة كتنميل خفيف فى الأطراف إلى حادة كالشلل أو فقدان البصر.
ويرى آرى جرين، أستاذ المخ والأعصاب، ومساعد مدير مركز “أبحاث تصلب الشرايين” بجامعة “كاليفورنيا” والمشرف على الأبحاث أن السنوات القليلة الماضية شهدت نجاحا وفاعلية الإستراتيجيات العلاجية المعنية بتصلب الشرايين، لتحقق بدورها قفزات طبية هامة على صعيد علاج أعراض الالتهابات، إلا أن هذا النجاح لم يكن بنفس القدر على صعيد علاج العجز الكامل الناجم عن الإصابة بالمرض.
وأوضح آرى جرين، أن الاستعانة بجهاز “التصوير المقطعى البصرى” يعد من الخيارات التقنية المتطورة شديدة الدقة وقليلة التكلفة فى آن واحد، والتى تعطى رؤية كاملة ليس عن حالة العين بصورة أولية، ولكن عن التغيرات السلبية التى يسببها تزايد سمك شبكية العين على خلايا المخ فى حال المعاناة من تصلب الشرايين.
وشدد الباحثون على أن هذا الجهاز يلعب دورا هاما فى تقييم مدى فاعلية وكفاءة الإستراتيجيات العلاجية التى يخضع لها المريض، وذلك بسبب تأثيرها الذى تلقيه وتعكسه على شبكية العين، مؤكدين أن هذه التقنية الجديدة يمكن الاستفادة بها فى متابعة تطورات أمراض مثل الشلل الرعاش والزهايمر وخرف الشيخوخة.