من أجل حمـلة عالميـة للدفــاع عـن مشـروع الجـــزيرة والمنـــاقل.
يتابع السودانيون، كل السودانيين، و عبر وسائط الاعلام المختلفة من صحفٍ ومواقعٍ على الشبكة العالمية، تلك الخطة غير المعلنة لتخصيص مشروع الجزيرة و المناقل و التي بدأتها الحكومة بالفعل. وذاك أمرٌ أصاب السودانيين بالدهشة، لانه لم يعد في استطاعتهم ان يعقلوا امر السلطة الحاكمة في الخرطوم التي تجري الآن سباقاً للمسافات الطويلة في انحاءٍ مختلفة من العالم إستباقاً للزمن لأجل الخروج من مأزقها الحالي ، في حين انها و في نفس الوقت تفتح جراحاً اخرى قد تكون اكثر ايلاماً للوطن جراء سعيها بل واصرارها علي خصخصة مشروع الجزيرة رغماً عن ارادة اهله و رغبتهم !.
كل المعطيات لا تؤيد سعي الحكومة وإقدامها على تلك الخطوة. إن واقع المشروع يقول بان المزارعين و العاملين وكلاً ممنْ يهمهم امر المشروع يرفضون قانون مشروع الجزيرة لعام 2005م والذي مثلَ ويمثلُ الاطار القانوني لتصفية المشروع. فالمزارعون لا علاقة لهم به لأنه لم يعكس رأيهم او يضع اعتباراً لصون حقوقهم و مصالحهم، و لا ادل علي ذلك من وجود امهات القضايا الخاصة باصحاب الملك الحر و تعويضاتهم، وبالمعاشيين وحقوقهم، عالقةً دون حسم، بالرغم من سريان ذلك القانون لما يقارب الاربع سنوات. ولقد وضح من التطورات الاخيرة ان الحكومة والادارة لم تكن لتُعنيان من القانون بشيئ سوى بتلك الجزئية من مواده التي صيغت تحديداًً لانجاز الخصخصة!.
إن مشروع الجزيرة والمناقل كان هو الدعامة الاساسية للاقتصاد الوطني ولميزانية السودان طيلة الثمانين عام الماضية، فعلاً وليس قولاً، وسيظل كذلك بالرغم من هطرقات اقتصاديي السلطة الذين لا يفرقون بين ما معنى ان يكون هناك مشروعٌ إستثماري وآخرٌ تنموي، وكما لا يميزون في ايٍ منهما يقع مشروع الجزيرة بحسب مواصفاته وتركيبته الاقتصادية!!!.
نحن نعلم ان هذا المشروع مستهدفٌ ومن قبل دوائر عالمية ومحلية، تليدة منها وطفيلية. وهو استهدافٌ ما غمضت اعين مخططيه ولو للحظة طيلة الستين عاماً الماضية! ولكنها في كل مرة كانت تتراجع خائبة و خالية الوفاض غير انها لم تيئس، لانه في كل عهدٍ لها وكلاء وتحت كل نظام لها شركاء وبل صنائع.
لا احد يمكنه ان يكابر حول حقيقة ان المشروع قد تدهور وتراجع بشكلٍ مخيف، ولكنه في حقيقة الامر تدهورٌ مخططٌ له وتراجعٌ مرسومةٌ خطواته بسياساتٍ اشرفت عليها ونفذتها الحكومات المتعاقبة.
إننا نناشد كل ذوي الضمائر الحية الوقوف الي جانب 6 ملايين نسمة من النساء والاطفال والأُسر الذين يعيشون على ارض هذ المشروع ويعتمدون عليه. علينا ان نعمل لوقف جريمة الخصخصة الجارية الآن والتي تتمُ تحت غطاء كثيف من التضليل و التمويه. فإن لم نقف الآن في وجهها، بالقطع، سيذهب مشروع الجزيرة ادراج الرياح شأن كل مرافق القطاع العام التي بيعت باثمانٍ بخسة لجهاتٍ مشبوهة.
إن السودانيين جميعاً ،وخاصة ابناء وبنات مزارعي وعمال الجزيرة وأهلها،مطالبون بالوقوف الي جانب تحالف المزارعين، وذلك بتكوين لجان للدفاع عن المشروع في كل مدن العالم وأنحائه لتنوير الرأي العام العالمي وخاصة منظمات حقوق الانسان العالمية والمنظمات الدولية الاخرى لوقف تلك الكارثة الانسانية.
أننا جميعاً معنيون بهذه الحملة التضامنية التي سيصيغ الجميع تفاصيلها، لاجل الحفاظ على مشروع الجزيرة والمناقل، الذي لم يعد مشروعاً فحسب و انما رمزاً للسيادة الوطنية.
و دمتم،
صديق عبد الهادي / إقتصادي، فلادلفيا ـ بنسلفانياSiddiq01@gmail.com
إبراهيم علي إبراهيم / قانوني، الكساندرية ـ فرجينيا ibrali7@hotmail.com
جوهر عبد الماجد / أكاديمي، برنسيس آن ـ ميريلاند solafa08@gmail.com