هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نظام يزايد ويتزايد بالأموات! .. بقلم: هاشم كرار

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
المحبوب أحمد الأمين

المحبوب أحمد الأمين



نظام يزايد ويتزايد بالأموات! .. بقلم: هاشم كرار Empty
مُساهمةموضوع: نظام يزايد ويتزايد بالأموات! .. بقلم: هاشم كرار   نظام يزايد ويتزايد بالأموات! .. بقلم: هاشم كرار Icon_minitime1الأحد 27 يناير 2013 - 7:45




نظام يزايد ويتزايد بالأموات! .. بقلم: هاشم كرار

في السودان، النظام الحاكم، يطلب الحياة بالأموات!

يموت خلق كثير، في السودان- مثلما في أي دولة أخرى، لكن خلافا للكثير من الدول، يظل النظام في السودان، هو المتهم الاول، أناسا يموتون بالحروب، وأخرون يموتون بالبعوض، وغيرهم بالذباب، وغير غيرهم، بارتفاع الضغط بسبب الفصل التعسفي، وانخفاض السكر بزيادة اسعار السكر، وارتفاع الإثنين معا- الضغط والسكري- بسبب الانخفاض المريع في قيمة الجنيه، مقابل الدولار، وبسبب تزايد معدلات الفقر، والبطالة، والهجرة.. وتزايد معدلات الكذب، والبكاء، والضحك على الدقون!
يموت كل هؤلاء، بهذه الأسباب، وأكثر، ولا يحفل بهم النظام، لكن أول مايموت كاتبا مشهورا، أو فنانا- حتى ولو كان هذين من أشد الخصام للنظام- أسرع ناعيه ينعي، والنظام يقيم سرادق العزاء للشعب السوداني( الفضل) ويبكي بدموع التماسيح!
شهد السودانيون ذلك من النظام، حين رحل صاحب موسم الهجرة إلى الشمال- الطيب الصالح- في الدولة التي (تموت من البرد حيتانها).
أسرع النظام، يتباكى، وهو ذلت النظام الذي كان يشن مثقفيه ومتثاقفته هجوما ضاريا على الطيب صالح، ويصفون روايته التي ترجمت إلى أمهات اللغات العالمية، ونالت شرف( واحدة من أعظم روايات القرن) بالفسوق، والعهر،، بل ويطلقون عليه هو، نقيض اسمه تماما، فهو عندهم ( لا طيب ولا صالح)!
أكثر من ذلك، استقبل النظام جثمانه، ومشى وراءه، وحين ( زرعه) أحبابه ومريدوه، في باطن الأرض شجرة (دومة) أشهر من دومة ودحامد.. دومة لا شمالية ولا جنوبية، ولا غربية ولا شرقية، يكاد طولها يلامس سقف العالم، وتاتي أكلها كل حين، أدبا وفقها وتأدبا وظرفا وامتاعا ومؤانسة، راحوا يتقبلون فيه العزاء، وبعد أيام سموا عليه شارعا، هو بكل المقاييس أضيق، وأقصر من أن يسير فيه( منسي)!
شهد السودانيون ذلك..
وحين اختطف الموت صاحب ( اليوم نرفع راية استقلالنا ويسطر التاريخ مولد شعبنا),, صاحب ( كان أكتوبر في أمتنا منذ الأزل.. كان مع الصبر والأحزان يحيا، صامدا منتظرا حتى إذا ما الصبح أطل. أشعل التاريخ نار واشتعل) شهدوا من النظام، مثل ذلك: تباكى، والناس يبكون بالأناشيد وراء الجنازة المهيبة.. وبالأناشيد يبذرون وردي - بمساحة مليون ميل- بذورا ترتععش في باطن الارض تنادي: ( ياشعبا لهبك ثوريتك.. تلقى مرادك والفي نيتك.. عمق احساسك في حريتك.. تبقى ملامح في ذريتك)
هكذا تباكوا، ووردي خصمهم، وخصيمهم، حتى وإن قال عنهم بعد عودته للوطن من الشتات، وقد رقصوا هم في ( قعدة) وقف فيها وردي فارعا كصاري المركب يغني، وينشد، ويبتسم، ويقول وقد رآهم ( يسكسكون) أي يرقصون: ( والله لو كنت عارف الناس ديل بسكسكوا ما كان تركت ليهم البلد)!
شهد السودانيون ذلك..
وشهدوا من النظام مثله، يوم اختطف الموت، الشاعر الضخم محمد الحسن سالم حميد ، صاحب( أرضا سلاح).. صاحب ( ست الدار) و( نورة) وجملة الفقرا، والترابلة، وناس الوردية، والأوبرالات.. صاحب: (ماجانا عشقك من فراغ … ولا نحنا غنيناك عبط
جرح الوطن خطالنا خط … خطالنا قول ما منو نط …
والليلة يا موت يا حياة … وخاطي البيختار الوسط)
تباكوا كالعادة، ومشوا يتباكون وراء حميد الذي لا يزال يبكيه السودان كله..
شهد السودانيون، من النظام ذلك..
وشهدوا منه مثله ، يوم مات قبل أيام سلطان مسامع الشباب الفنان الأسطورة، محمود عبدالعزيز، وهم الذي كانوا جلدوه.. وهم الذين بينهم وبين إدراك عبقريته الغنائية النيرة، سنينا من الظلام، والتلوث السمعي الأصفر، والجمود!
تحركوا، يتابكون كالعادة، يراءون بالمشاركة في الحزن، ليختطفوا شبابا.. أجيالا، هم ( حزب الحوت) وما الحوت إلا أحد ألقاب الراحل.. لاستيقانهم- بينهم وبين أنفسهم- أن هذا الحزب، هو أكثر عددا من عديد حزبهم الحاكم، وأكثر منه وهو الذي كان يزايد، ويستزيد، بما عرف بأحزاب التوالي، وأحزاب الجبهة الوطنية، وشريكي السلام المفترى عليه، وما أكثر الاإفتراءات!
2-
في السوان، يريد النظام، أن يحيا بالأموات المشاهير، حتى وإن كان هؤلاء، هم أعداؤه، ما أظهر منهم العداوة، ومن بطن!
هو يريد ذلك.. ولأجل ذلك، يختطف الدمعة الحارة، والبكية الحارة، والنحيب الحار، اختطافه للديمقراطية بليل، وكذبة، ودبابة، في العام 1989 ........واختطافه لوطن (حدادى مدادى...ما بننبيه فرادى ولا بالضجة فى الرادى ولا الخطب الحماسية)
آه.. أما كفى هذا النظام، كل أولئك الأحياء الميتون، في ماتبقى من السودان، مبتور الثلث؟
آه، لو يدعنا هذا النظام لا نرقد، ولا نقوم، ولا نمشي، ولا نقف، ولا نأكل، ولا نشرب، ولا نتناسل، ولا ننوم، ولا نصحو، ولا، ولا، ولا... بسلام...
آه لو يتركنا هكذا، ولا يعكر فقط سلام أمواتنا، باختطاف الدمعة والبكية، والنحيب منا، عليهم..
أيها الناس، أتركوا لنا أحزاننا.. لا تشاركوننا بدموع التماسيح.. وثقوا تملما اننا لن نشارككم سلطة، ولا زيطة، ولا زمبريطة، ولا نهب، ولا فساد، ولن نقرئكم منا السلام! // سودانايل



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عثمان عابدين

عثمان عابدين



نظام يزايد ويتزايد بالأموات! .. بقلم: هاشم كرار Empty
مُساهمةموضوع: رد: نظام يزايد ويتزايد بالأموات! .. بقلم: هاشم كرار   نظام يزايد ويتزايد بالأموات! .. بقلم: هاشم كرار Icon_minitime1الأحد 27 يناير 2013 - 19:35

سلام يا هاشم
نورت من سودانايل
لكن نريدك هنا .. كيف تعملا يا وراق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نظام يزايد ويتزايد بالأموات! .. بقلم: هاشم كرار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» في انتظار القيامة .. بقلم: هاشم كرار
» هاشم كرار .. ود بت الجعيلي يتحدي الدبابة بالقلم!!/ بقلم حسن وراق
» هاشم كرار ...في حديث الغفلة والقفلة ومأساة القرن العشرين !!
» مانديلا.. للموت كف دافئة! هاشم كرار
» العملاق هاشم كرار

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى الحصاحيصا العام-
انتقل الى: