إن من الغريب جدا والمحزن جدا أن لايتحرك شعب كامل ويثور عندما بقتلع جزء من أرضه وأصبح لايمكن له أن يطأ هذه الأرض إلا إن أعطاه الملاك الجدد الإذن ؟؟
ومن الغريب جدا أن لايعترض نفس هذا الشعب علي كل الإنتهاكات المثبته عبر مستندات وأوراق قضائية دامغة علي كل النهب الذي يحدث للمال العام ودون أن يحرك ساكنا ؟؟
ولأعجب أن تهون النفس البشرية عندما يقتل المئات من أبناء الوطن دون سبب واضح غير أنهم وجدوا في هذه الأرض؟؟
والأدهي والأمر أن يقتل طلاب الجامعات لمجرد أنهم طالبوا ببعض حقوق هي أصلا منهوبة ويشردوا ويطردوا من الداخليات ... ( التي أظن أنها سكن للطلبة فقط وليست لأغراض أخري تستدعي دخول العسكر إليها !!)
... والأعجب الضائقة المالية التي تكاد تخنق الشعب .... والكمية المهولة من الشباب التي تفترش الطرقات أو يتصفحون الفيس بوك ويعلقون علي توافه الأمور ويستمتعون بغزل الفتيات .... وهم يعلمون أنهم عاطلون رغم حصولهم علي شهادات .... فهل تهربون من الواقع ؟؟
الغريب و الأسوء هو أن تمتد يد الهدم لمنشأت ليست ملك للدولة وإنما هي ملك للمواطن ... عندما يتم تدمير مستشفي العيون وبيعه .... دون أي بديل ... وعندما يتم تدمير مستشفي الخرطوم ... دون أن يظهر أي بديل ... وكذلك تمتد اليد لتدمير مستشفي جعفر أبنعوف للأطفال .... دون أن يكون هناك بديل .... والغريب أن يحاول الطبيب البروفيسر أن يضحك علي العقول بكلمة ( إنها سوف تكون مستشفيات مرجعية !!) .... دون أن يفوفر شيء غير كلماته فيسهل عندهم الهدم والطرد وتشريد المرضي والعاملين .... ويصعب عليه البناء والتعمير والتأهيل ؟؟؟
كل هذا والشعب يصمت .. هل بسب الخوف .. هل بسبب الجوع .... هل بسبب الجهل ؟؟؟
سمعت قديما قصة أظننا نجد بها الإجابة ... أنه عندما حاول الفرنجة طرد المسلمين والعرب من بلاد الأندلس في بادئ الأمر لم يستطيعوا .... فقال لهم حكيم لن تستطيعوا ... قالوا لماذا؟؟ ... قال لهم الحكيم ( لتعلموا الإجابة رافقوني .. ولنري مال هذا الشاب يبكي أمام المسجد ؟؟ )
فسأله الحكيم مالذي يبكيك يابني لعلنا نجد حلا ؟؟
فقال الشاب الأندلسي المسلم : إنني أعجز عن حل مسألة في الرياضيات رغم محاولاتي المتكررة .. عندها إلتفت الحكيم إلي من معه قال لهم كيف تهزمون مثل هؤلاء الشباب ؟؟؟ ( ففهموا المغزي !! )
وبعد سنوات قدم رجال كانوا تتلمذوا علي يد ذلك الحكيم .... ووجدوا شابا أندلسي يبكي بكاء مريرا .. فسألوه ما الذي يبكيك ... فقال لهم تركتني حبيبتي !!
عندها إلتفت الحكيم إليهم وقال : حان وقت طرد المسلمين والعرب من ديارنا .... ومن يومها لم تعود الأندلس بلاد المسلمين ولابلاد العرب ...
فكيف نبكي علي محمود عبد العزيز ونعطل مطار الخرطوم ويحدث كل هذا الهرج والمرج من الشباب ... بينما لانجد أي تضامن لقفل مستشفي يعالج كل أطفال السودان ؟؟؟
فهل علمتم الإجابة ؟؟؟