محطات صغيرة
والله ما منى
عثمان عابدين
osmanabdeen2000@hotmail.com
كل الحصل ما منى .. اياك تفكيرى واياك سمير قلبى .. بس جارت الايام فرقتنا يا حبى .. والله يا حبى ... رحم الله زيدان ابراهيم فقد كان يعرف الغناء الذى يدخل الى القلب مباشرة دون استئذان .. ترنمت بهذا الفاصل... وانا ادخل استديوهات القنوات السودانية المختلفة التى تتمركز فيها الان اشكال متعددة من بنات التبخ واللائى يزددن يوما بعد الاخر وكلما افتح قناة اجد مقشرة او بيضاء وكمان مقشرة .. انا لست ضد اللون الابيض باى حال من الاحوال والالوان بشكل مطلق وربما يكون هناك لون اسود او اسمر او لون زينب يتفوق على الابيض سواء فى العقل والثقافة والاخلاق او المصداقية او حتى فى الجمال لان " الجمال " امر نسبى والسماحة والقبح تنطلق من نقطة الارتكاز لرؤية المطروح"
لقد تكونت لدى قناعة على مر السنوات بان الاعلام المرئى يخدع احيانا المشاهدين وهو اداة لتغبييش الوعى بالذات فى قضايا حياتية شتى لان الاعلامى يتقصد ذلك لامر فى نفس ابن يعقوبه .. ولا يتردد فى اظهار الامر وهو يدس فى ايدينا قطعا من حلوى مسمومة ثم ينهال علينا " باستنواقنا" ويطبخ الامر كله مع المستضاف .. ليغشنا نحن الذين استطالت اذاننا ويبدو هذا واضحا من قبل اصحاب "البرامج الحوارية والهارد توك"..
واذا كان صاحب البرنامج جادا فى تنويرنا .. فعليه الا يقطع كلام " المستضاف" الذى يختلف معه فى نقطة حساسة .. قد تمس الدولة او تعبر عن راى مخالف لتوجهاتها "بفاصل ونواصل" .. وعندما يعود يقفز الى شان اخر .
اما بنات التبخ فامرهن عجيب اذ بالاصل وفى غالب الاحوال تكون التبخة منهن غير عارفة او ملمة باصل الموضوع وتفرعاته ولا تعد نفسها جيدا للحوار وبالتالى يقود دفة الحديث " المستضاف" ويكون بالتالى لا داعى للمذيعة ...
تعدد القنوات السودانية لم يعطينا ما نريده من اختلاف وتنوع هو مطلوب وبالتالى يكررون انفسهم ويقلدون ويقعون فى اسار النمطية ..
وما نريده ليس مذيعة " سمحة ..ممكيجة.. استخدمت جميع انواع البدر واستعانت بكل الثياب المسطرة و بيوت التجميل والازياء والعطور وبتغير الشباطة مع كتينة الساعة وحلق الاذن والابتسامات التى توزع بمناسبة وبدون مناسبة .. لا نريد "مثل هكذا مذيعة" لان ما يهمنا عقلها وثقافتها وطريقة ادائها وتواصلها مع المشاهدين .
ولكى اربط " الاشياء ببعضها ارفض بقطعية تصل حد اليقين تسمية القنوات الحالية " بالمناطقية " لاننا نريد اذابة الجهويات وتكوين امة سودانية بخصائصها المختلفة فى بوتقة واحدة الا اذا كنا نسعى لهيمنة ثقافة واحدة ."المركز". ولو كنت امسك بهذا الحبل واشده لطالبت وسعيت الى انشاء قناة باسم "الحصاحيصا "وعلقت كبرى الحصاحيصا- رفاعة كشعار لها .
وجماع القول ان الوطن الذى تشظى الان يحتاج الى التوحد واى انحراف عن هذا المسار سيجلب لنا منغصات اخرى اضافة الى انفصال الجنوب وتكوين دولته والتى نبكى عليها حاليا مثلما بكى الاندلسيون على ضياع دولتهم بما فيها غرناطة وقصر جمرائها
لعلنا فى احتياج الى "مراجعات" فى صالة التحرير"تتم عبر المحطة الوسطى " التى ارتاح فيها كثيرا واحترمها واقدرها لانها جريئة وتحاول ان تلقى حجرا فى البركة " الراكدة"
واخر القول .. يا اخوانى اذا جلبتم لنا السياسيين او المتنفذين فى الدولة وغيرها من قطاعات المجتمع والذين يظهرون بسبب وبدون سبب وقد يكون تكرارهم مزعجا ومؤلما لنا لان بعضهم اساس بلاوينا ومحننا ويكذب الواحد فيهم كما يتنفس فاتيحوا لنا الاتصال المباشر لنناقشهم حتى يكون البرنامج الحوارى صادقا ويفش غبينتنا .. ولا ما بنستحق " تخمونا وتمشوا " وكل الحصل ما منى
*نشر بالراكوبة*