د/ حسن علي عيسى .. قنديل العطاء وتواضع العلماء

لم أزامله في الدراسة أو العمل و لم نلعب سوياً في بواكير الصبا .. و لكن.. جمعني به حي العمدة (حي السلاطين و أساطين الحصاحيصا) حينها، فكان و أسرته الكبيرة نعم الجيران في زمانٍ كان (يجير) فيه الجار جاره من نوائب الدهر و لا يرى منه إلا ما يسره.. نشأ في بيت (زعامة) و ريادة و قيادة.. بيت تعلمنا منه و فيه الكثير، بيت أنجب لنا د/حسن علي عيسى (أبو علي) و شقيقه (الزعيم) أزهري علي عيسى، خير الرجال و أميزهم خلقاً و خلقة و فكراً و علماً و ثقافة و أدباً.. و ماشاء الله، عيني باردة..
وجدت و لا زلـت أجد في الدكتور حسن علي عيسى عضداً و سنداً لي في مسيرتي العلمية و العملية، فيعطى و لا يبخل، ليرشدني و يوجهني من أفضل منهل حيث علمه و فكره الزاخر و لا عجب، فالرجل مُصنف في مجاله (عالم) و إن إستحى أن يتباهى بذلك و يخدمك قبل أن تطلب منه خدمتك و إن طلبته ، وجدته حيثما تريد ومن دون ضجرٍ أو مللٍ منه.. كيف لا و الرجُل من ذوي العين (المليانة) التي لا تحسد، بل و تنشد التقدم لغيرها.. فكان و لا زال بالنسبة لي النموذج الذي أتمثَل و أتمسك به و الذي اقتفي أثره و ليتني أظفر ببعض من ما عنده.. و فوق كل هذا و ذاك، فهو زوج كريم لخالتي الكريمة / نادية يوسف إحيمر.
بتاريخ الثلاثاء 09/يوليو / 2013 م، قرأت الحوار التالي معه بصحيفة (اليوم التالي)، فقمت بكتابته على الكمبيوتر كما هو لإعادة نشره بجميع منتديات الحصاحيصا لأن الرجُل جدير بأن تفتح له صفحات الفضاء الإسفيري و غيرها من وسائط .. كما قمت بإضافة اسئلة أخرى للحوار تجدونها مرفقة أدناه :

الأخ / الرشيد
لم نزامله مثلك في الدراسة .. و لم نتدافر معه في (دافوري) الحارة ..
ولكن كنا نراه من علي البعد ..
ادبا ، و خلقا ، و علما ...
وفوق ذاك كله ،،، تواضع يرفعه الي هامات السحاب ..

شخصيا احببته في الله ... و (الهلال) ...
ونحن من أسرة نري (الهلال) كفرد منا ...
تربينا علي أن نحبه .. و نحب من يحبه ..

للدكتور / حسن علي عيسي كل التقدير و الاحترام ..
و الأمنيات له بالتوفيق و السداد .

حوار صحيفة اليوم التالي

د/ حسن علي عيسى
أنا أبو بنات و إبني حسام يشجع المريخ.
فاشل في البيزنس و أكرهـ الحساب و الإقتصاد و شموس فنانتي المفضلة..

الخرطوم – عثمان الأسباط :
الدكتور حسن علي عيسى بشارة من المهتمين بالشأن الرياضي بالبلاد و له إسهامات مقدرة من خلال عمله كمدير لوحدة الترجمة و التعريب بجامعة الخرطوم التي قدم من خلالها عُصارة تجربته و أحدث طفرة كبيرة في مجال الترجمة و أظهر إهتماماً بالغاً بإمور الطلاب ، و بشهادة الجميع، شهدت فترته تطوراً كبيرأ و طفرة لا تخطئها الأعين..
د/ حسن علي عيسى حل ضيفاً عزيزاً على (اليوم التالي) عبر حوار خفيف طرحنا عليه من خلاله العديد من الأسئلة التي تفضل مشكوراً بإجابتها عبر السطور التالية:

# النشأة الأولى :

- كانت في مدينة (قنتي) بالمديرية الشمالية و ولدت و ترعرعت بمدينة الحصاحيصا.

#المراحل التعليمية :
- درست الأولية بالحصاحيصا و الوسطى بمدني،و الثانوي بالجيلي ثم سنار الثانوية، ترأست إتحاد الطلاب و كنت كابتناً لمنتخب المدرسة. درست الأداب بجامعة الخرطوم و القانون و اللغات الأوربية و الفلسفة.

# المؤهلات العلمية :
- عينت معيداً بوحدة الترجمة و التعريب بعد التخرج بمرتبة الشرف، ثم مساعداً للتدريس و من ثم أبتعثت إلى فرنسا و درست في المدرسة العليا للمترجمين الفوريين و التحريريين بجامعة السوربون و حصلت على الدبلوم العالي في الترجمة و ماجستير الترجمة و دبلوم الدراسات العليا المتخصصة في الترجمة بجانب رسالة الدكتوراة في كيفية تأهيل المترجمين.

# علاقة الأسرة بالرياضة :
- أنا أبو بنات و جميعهن تخرجن من جامعة الخرطوم .. رباح، دكتورة و حاصلة على ماجستير في قسم الثقافة الدوائية.. علياء، خريجة طب و حاصلة على زمالة الباطنية..حباب ، طبيبة.. دعاء، خريجة هندسة، مها ..طالبة بالسنة الثانية، هندسة مدنية-جامعة الخرطوم أما الأولاد هم علي و هو هلالابي و حُسام مريخابي..

# علاقتك بالفن :

- مُحب للفن و الغناء و الشعر و أستمع لأجيال مختلفة من الفنانين و تشدني أغنيات الهرم عثمان حسين.

# فنانة مفضلة :

- شموس إبراهيم و هي تمتلك ملكات تطريبة عالية.
.

# وجبة مفضلة لديك :

- وجبات عدة من بينها الأكل البلدي الذي أحبه بشدة خاصة القراصة في رمضان و أميل كثيراً للأكل السوداني حتى خلال وجودي خارج السودان.

# أمنية تسعى لتحقيقها :

- أتمنى أن أكون عاملاً نشطاً في العمل الإنساني أو موظفاً في منظمة إنسانية.

# قرار إتخذته و ندمت عليه:

- لم أندم على قرار إتخذته و الحمد لله.

# أصدقاء طفولة :

- لدي العديد من الأصدقاء من بينهم عثمان حسن عبد اللطيف ببنك السودان ، حسن وراق و آل أبو نورة.

# مدن في الذاكرة :

- زرت العديد من الدول و أنا كثير الأسفار بحكم المهنة و لكن تبقى (كيب تاون) و (موريشص) من أجمل المدن في ذاكرتي.

# ماذا اضافت لك فترة العمل بالجامعة..؟

- الكثير من العلاقات التي أعتز بها مع الطلاب و الأساتذة و قد تعلمت بعض أسس الإدارة و تأكدت أن العلم ليس له حدود.

# هل أنت راضٍ عن فترة عملك بالهلال..؟

- مهما يقال، أنا لدي شعور بالتقصير و أفضل العيش في الهلال محكوماً و ليس حاكماً كما المحب الذي يُسلم نفسه لمحبوبه، فأنا لست الأستاذ الجامعي الوحيد بالسودان.. البلد بها عُلماء أفضل و إن زادت شهرتي، فالفضل يعُود للهلال و لا زلت مقصراً و سأقدم الكثير للأزرق إذا كان في العمر بقية، فالفرق في أن تعمل للهلال أو أسرتك يتضح أن الأول يستفيد منه ملايين السودانيين لأن الأزرق الدفاق يتحكم في مزاج السودانيين إرتفاعاً و هبوطاً و بقية الأعمال تأثيرها محدود.

# هل أنت شاطر في مجال البيزنس..؟

- أنا أبعد الناس عن هذا المجال و لست من مُحبي علم الرياضيات و علم الإقتصاد و دائماً ما اترك الأمور بتسيير الذات.

# رسالة أخيرة.

- أوجهها إلى شعب الهلال العظيم الذي صنع المؤسسين لهذا الصرح بوتقة تنصهر فيها الأعراق و الأجناس و كان صوت الوطن القوي على أيام الإستعمار نحو إستقلال البلاد، فلا تجعلوا من صُناع الحياة (لاعبي الهلال الأشاوس) و من صرح الأزرق العظيم الذي خلق للحب و الأخاء مسرحاً للفتن و الخصومة و الإغتيالات المعنوية و هذه دعوة للوحدة و الخير و الجمال.

صحيفة اليوم التالي
الثلاثاء – 09/يوليو/ 2013م

أسئلة إضافية من / الرشيد حبيب الله التوم..

في المداخلات القادمة، يجيب الدكتور / حسن علي عيسى على أسئلتي التالية :

# هل يتطلع د/ حسن للأستاذية (Professorship)..؟
# د/ حسن من الذين فرضت عليهم الحياة الإبتعاد عن مدينة الحصاحيصا مما جعله من أبناء المدينة الذين (رفعوا أيديهم) عن المدينة و ليس لهُم بها علاقة تذكر سوى بعض العلاقات الخاصة و الذكريات..فهل هذا صحيح..؟
# بحكم موقع عمله و (أكل عيشه)، ليس للدكتور / حسن علي عيسى رأي سياسي (واضح) ، كما أن الدكتور لم يتاثر كثيراً باللونية السياسية لوالده (له الرحمة) ..؟
# الترجمة مهنة شاقة و المترجم مبدع لا يقل إبداعاً عن المصنفين في خانة الإبداع.. و ليس كل من لديه معرفة بأية لغة أخرى بجانب لغته الأم هو شخص (جدير) بالترجمة منهما أو إليهما..؟ ماذا تضيف..؟ بجانب هذا ، ما هي مميزات المترجم الناجح في عمله..؟
# و مع جليل إحترامي لتاريخك و واقعك في العمل بالهلال، فشل محبوبكم الأزرق و فشلتم معه في الظفر بأية بطولة خارجية، الأمر الذي (يغيظ) كثيراً من انصار الأزرق خاصة عند تباهي المريخاب بمجدهم الأفريقي الدولي، و ما أحلاها من (مكاواة) نستمتع بها نحن معشر المريخاب.. نريد منك رأياً بعيداً عن الدبلوماسية..
# مجمل الحال في واقع الهلال الأن لا يسُر.. ما رأيك..؟
# يتهاوى فريق النيل الحصاحيصا و ربما يهبط من الممتاز هذا العام (لا سمح الله) و هناك من يتهمكم بعدم مساهمتكم في النهوض بالفريق و إنتشاله و أنكم (تعيشون) على الأضواء التي خلقها لكم الهلال و أن شأن النيل (و أنتم أبناءه) أصبح لا يعنيكم في شئ.. فماذا أنت قائل..؟
# حدثني زميل عمل لي و زميل دراسة سابق لك بمدرسة الجيلي الثانوية و هو الأستاذ محمد إبراهيم محمد صالح (دقاقة) و هو من ابناء سنجة (قرية دار عقيل)، أنك كنت أحد المطربين بالجمعية الأدبية في ذلك الوقت.. ما مدى صحة هذه المعلومة و لمن كنت تتغني في ذلك الوقت إن صح حديثه..؟ و لماذا لم تواصل في مجال الغناء..؟
# هل يتسلط الدكتور على أبنائه و (ينفرد) لوحده في إتخاذ بعض القرارات (الإستراتيجية) التي تهمهم و تهم عموم الأسرة..؟
# أخيراً.. ماذا قدم د/ حسن للحياة و ماذا أخذ منها..؟

# هل يتطلع د/ حسن للأستاذية (Professorship)..؟

- الترقي الأكاديمي طموح مشروع و هدف واجب على كل أكاديمي. أنا الأن في درجة الأستاذ المشارك و كانت الأعباء الإدارية التي تقلدتها لأكثر من عشر سنوات حائلاً بيني و بين التأليف و النشر بالإضافة إلى أسفاري المتعددة لتقديم خدمة الترجمة الفورية للعديد من المنظمات الإقليمية و الدولية. الأن ، و بعد إبتعادي عن إدارة وحدة الترجمة و التعريب، اوشكت على مراجعة لكتاب (ترجمة المؤتمرات.. خمسة و عشرون عاماً خلف قضبان الترجمة الفورية). كما شرعت في إعداد كتاب أخر بعنوان (الترجمة بين النظرية و الممارسة)، و هذه الأعمال بالإضافة إلى أعمال سابقة و أوراق سبق تقديمها في المؤتمرات سوف تساعد على الترقي بإذن الله.

د/ حسن علي عيسى .. قنديل العطاء وتواضع العلماء <a href=

د/ حسن علي عيسى .. قنديل العطاء وتواضع العلماء YP1Y9

" />

# د/ حسن من الذين فرضت عليهم الحياة الإبتعاد عن مدينة الحصاحيصا مما جعله من أبناء المدينة الذين (رفعوا أيديهم) عن المدينة و ليس لهُم بها علاقة تذكر سوى بعض العلاقات الخاصة و الذكريات..فهل هذا صحيح..؟

- الحصاحيصا هي مراتع الصبا و ساحة الصبا و الشباب، أحبها لدرجة الوله و أكتب عنها بحب جارف و اطلق عليها في كتاباتي (الحصاليزا) على شاكلة (الموناليزا) رائعة الإيطالي (دافنشي) لأنها كما الموناليزا، تنظر إليها من أية زاوية و تجد عينيها الرائعتين في عينيك. علاقتي بهذه البوتقة الرائعة لن تنتهي إلا بإنتهاء حياتي، فذكرياتي مشتركة في كل أحيائها و شوارعها حيث علمتنا أن نتجاوز الأعراق و الأنساب و اللهجات و السحنات و قد كنّا منذ الطفولة نطرق كل الأبواب بحثاً عن (الزلابية) و الشاي (المقنن)، فكانت كل البيوت هي بيوتنا و كل الأباء و الأمهات أبائنا و أمهاتنا.
أنا اشارك و سوف أشارك في كل هموم الحصاحيصا، إلا أن هناك بعض (الإقصائيين) الذين يتولون أمور المدينة رسمياً أو شعبياً و الذين يتعاملون بطريقة (فرق تسُد) و يرفعون رايات قديمة عفا عليها الزمن في وقت نشأ فيه جيل (خلاسي) هو نتاج كل هذه التلاقحات و الزيجات و هو جيل لا يعرف سوى (الحصاليزا).. أعتبر كل أهل الحصاحيصا أهلي و أعز أصدقائي في المدينة لا تربطنى بهم صلة قربى أو دم و إنما يربط بيني و بينهم حُب المدينة و أهلها و إعتزازنا ببعضنا البعض.

» مزاح العلماء
» حقائق مااثبته العلماء
» رحيل الوالد على العطاء عثمان
» العلماء يكتشفون أكبر نبات آكل للفئران
» الرقم سبعة (7) يحير العلماء