بالأمس24 سبتمبر , بدأت بنيويورك جلسات الدورة رقم (68) للجمعية العامة للأمم المتحدة بحضورمعظم قيادات العالم و رؤساء الدول ,و سوف يلقى الرؤساء خطابتهم امام العالم بشان القضايا المحلية و الاقليمية و الدولية , لكن المجرمون يمتنعون , على الاقل حتى الان , االرئيس السوري بشار الاسد , الرئيس الكيني , أوهوروكينياتا. وابرزهم الرئيس السودانى عمر البشير المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية فى تهم تتعلق بالجرائم التى ارتكبت فى دارفور ,لقد تلقى البشير دعوتين بشان هذه القمة , الاولى من الامم المتحدة للمشاركة فى اجتماعات الجمعية العمومية , و الثانية من الاتحاد الأفريقي للمشاركة في قمة على مستوى الرؤساء لمجلس السلم والأمن الأفريقي , مقرر عقدها على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
يأخذ الاجتماع العالميالسنويللأمم المتحدة اهميته من طبيعة القرارات و السياسات التى يصادق عليها و القضايا التى يناقشها لصناعة وصيانة الامن و السلام و الدوليين , و على نحو خاص سوف تركز هذه الدورة على تجديد الالتزام بتحقيق الاهداف الانمائية للألفية التى سوف تنتهى بحلول عام 2015 ,و تصميم مجموعة من الاهداف المستقبلية,و سوف تفرد الجمعية خصوصية لمناقشة قضايا الفقر , اما على الصعيد السياسي من المتوقع ان تكون من بين اهم الاجندة هى الوضع فى سورية و الملف النووي الإيراني , اما اهمية قمة مجلس الامن و السلمالأفريقيتتجسد فىادوار المجلس و الاتحاد الأفريقيفى ادارةالملفات الشائكة بين السودان و جنوب السودان السودان احدى الدول الاعضاء الاشد بؤسا و فشلاو فقرا و حربا و انهفىامس الحاجة الى عون و مساعدة الاصدقاء و الرحماء من دول العالم الاول , المتواجدون بكثافة فى هذا المحفل الدولى , و ان معظم دول العالم الثالث تقتنص هذه الفرصة لكسب اصدقاء و حلفاء جدد يناصرون قضاياهم المحلية , و انها فرصة لعكس معاناة شعوبهم لاستدرار العطف و الدعم .
.....................................
.....................................
.....................................
ان لغة التحدي التى تحدث بها فى مؤتمره الاخير بشان حقه فى الحصول علىتأشيرة دخول للولايات المتحدة ما هى الا نفخة نمر من ورق ,و الايام المقبلة سوف تأكد ذلك , كان الغرض منها الهاء الشعب عن قضاياه الاساسية و لكن بالدرجة الاولى قصد بها ادخال الولايات المتحدة فى حرج دبلوماسي اذا ما رفضت منحه التأشيرة , و ان الحكومة السودانية تمنت حسب خطتها ان يرفض طلبها حتى تستغل القضية على اوسع نطاق و لكن الخارجية الامريكية امتثلت للقانون و العرف الدبلوماسي وفوتت عليها الفرصة حتى لا تستخدمها ذريعة و تعاملها بالمثل اذا ما طلب اى مسؤول أمريكي رفيع زيارة السودانفى المستقبل , الا ان الورطة الاكبر التى يعانيها البشير الان بعد ان تأكد حصوله على التأشيرة , هي كيفية تبرير عدم مشاركته خاصة بعد التسريبات التى اكدت مخاطبته للجمعية يوم الخميس و انه حصل على كل الاذونات و التصريحات الضرورية لسفره .
و لا اظن ان البشير سوف يخاطر بالسفر الى نيويورك رغم انه رجل احمق و متهور , لجملة من الاسباب من بينها , الاحتقان و الازمة التى يعيشها نظامه هذه الايام , الاجراءات المعقدة و الاذونات العديدة التى تتطلبها رحلته لعبور العديد من الاجواء و المطارات الدولية خاصة ان معظم دولها مصادقة على نظام روما الأساسي المؤسس للمحكة الجنائية الدولية , تجنب نظرات الاستهجان و الازدراء التى سوف تلاحقه , تفادى الحرج خاصة ان العديد من الزعماء سوف يتجنبون مصافحته , الضغوط التى يمارسها نشطاء مثل “التحالف من أجل المحكمة الجنائية الدولية” , اما السبب الرئيسي الذى سوف يكون وراء عدم مشاركة البشير هو تجنب احتمال القبض عليه و تسليمه للمحكمة الجنائية الدولية التى ناشدت الدول الاعضاء بضرورة القبض عليه ,لانمشاركة البشير فى هذا المحفل و عودته الى بلاده آمننا سوف تعد ضربة قاضية لمفهوم و اجراءات العدالة الدولية فضلا انها ستكون غيبة كبيرة لآمال الضحايا فى الانصاف.)).محمد حسين 25 سبتمبر 2013