1
((في بعض وسائل التواصل الإجتماعي صورة لمجموعة هائلة من الكدايس تضيء اعينها بشكل ساحر فتبدو غرفة تلك الكدايس وكأنها كاتدرائية تندلق من شموعها الأضواء في اشعاع ساطع باهر للمتبتلين.. وفي فوضى الخيال الذي كثيرا ما يرافق مثل تلك الصور وتداعياتها ، خطر لي أن أحد المعجبين بأغنيات الحقيبة ربما تسللت من بين خواطره إزاء تلك الكدايس الضوئية أغنية يا حليف الصون لا سيما المقطع الذي قول :
يا جميل النور ماسو من عيناك
أنظر الأنوار طالعة من معناك
والشباب يترنم بمعاني غناك
وربما أيقظت الأبيات التالية في عز الليل شاعر يتقلب على سريره في الظلام –على أساس أن ينهض صباحا ليكتب قصيدة كاملة الدسم مستوحاة من قدرة الكدايس على اضاءة المدن في الدول النامية:
يا كدايس يا مواني
بقرا في عينيك أماني
ضوي لينا الدرب انتي
وخففي لى ما أعاني
إنت من شلال عيونك
نور البيت بالأماني
ما الكهارب الفي عيونك
خففت لى ما اعاني
وولعت داخل كياني
انتي طاقة وانت باقة
وأنت قصة قلب حاني
أنت حل لى مشكلاتي
الديمة باقية مغلباني
نهدي ليك فيران ولحمة
أهدي لينا الضو ثواني
بهدي ليك كل البواقي
في الحلل أو في الصواني
زيدي فولتاتك علينا
ونوريها وزيدي تاني
لا فواتير من أدارة
ولا تكاليف جاية تاني )).
2
(( والحقيقة يا احباب أن تدليع العالم للكدايس بلغ حدأ كبيرا من التمجيد والإعزاز لدرجة أن بعض الأثرياء في الغرب يكتبون وصايا مليونية لها ، وهذا لم يأت من فراغ لا سيما بعد أن أتضح في السودان كاكتشاف فريد في نوعه ، أنه من الممكن اضافة طاقة عيون الكدايس لمصادر الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح والأمواج والطاقة الشمسية لحل ضائقة الكهرباء التي أرقت مضاجع الناس مع أنه لم يبد في الافق ما يشير الى أن وزارة الطاقة بصدد استغلال طاقة شمس الله التى منحها لبلادنا في معظم أقاليمها كما شهد بذلك الراحل الحبيب سيد أحمد الحردلو:
يا مرمي تحت الشمس
للغيمة ضلية
أو صلاح أحمد ابراهيم:
صهرتني بالحرارات الشموس
فأنا منها كعود الأبنوس
وأنا منجم كبريت سريع الأشتعال
يتلظى كلما شم على بعد جمال.
إننا هنا نعتقد أنه كان في نفس واضعي المناهج في بخت الرضا سابقا شيء من حتى أو لنقل عبقرية تعي أن الجيل القادم من السودانيين وكدائسهم يحتاجون إلى بناء شراكات ذكية بين البشر والكدايس يقوم عبرها المواطن بتسمين الكدايس وتقديم ما يلزم من فئران أو جقور ولحوم وأطعمة أخرى لها على أن تتكفل هي بتوفير الطاقة الكهربائية للمدن مسخرة ماكينات عيونها المضيئة لانارة الطرق وتشغيل المكيفات والثلاجات وأجهزة تبر يد الفاكهة المعدة للتصدير إلى بعض الدول الشقيقة والأهم أضاءة المدن لا سيما وهي تتوسع وتتمدد بدون خطة تضمن لها الكهرباء لأن عقلية تخطيط المدن في وطننا تعبر القنطرة بعد أن تبلغها . إن واضعي المناهج مثلا يذكرون بالخير فضل الكدايس فهم مثلا في إحدى المحفوظات يشيدون بالكديسة "سميرة" قائلين:
لي قطة صغيرة
سميتها سميرة
تنام في الليل معي
وتلعب في أصابعي
لأنني أحبها
ولا أريد ضربها.
إننا وفي مسعانا القاصد للاستفادة من العيون المنيرة ، لنتمنى أن يراعي المسئولون عند اعدادهم لخطط التوزيع الضوئئ الجديد والتي ستكون بتكاليف رمزية وبلا قطوعات مبرمجة ، حالة كثير من العشاق والشعراء والمتصوفة ومن عبثت بهم لواعج الحب والغرام وقوة تأثير سريان تلك الكهرباء العاشقة في عظامهم مستهدين بقول الشاعر المصري محمد عبدالحليم:
يا كهرباء الحب رفقا أنما
هذي الأنابيب الضعاف عظامي.)).
3
(( بقى أن ننبه إلى أهمية تعاون الوزارت المختصة بخصوص تنمية موارد ومصادر هذه الطاقة التي أعتبرها فتحا جديدا فعلى وزارات الطاقة والانتاج الحيواني والتعاون الدولي والتجارة أن تعمل على استيلاد سلالات متميزة النوع من القطط وتخصيص مزارع كبيرة مهمتها إعلاء شأن الكديس السوداني ورفع مقامه خاصة في العالمين العربي والأفريقي وإنشاء مفوضية لهذا الغرض مهمتها تنمية العلاقات البينية مع دول الجوار قططيا. وأيضا قيام زيجات جماعية بين كدايسنا وكدايس دول الجوار مستفيدين من تجربة هولندا مثلا في استيلاد ابقار هجين ذات خوار وهنا فلا بد أن تكون القطط ذات مواء ودور ادارة الموارد البشرية هنا ، مراقبة هجرة الانواع عالية الجودة غزيرة الإضاءة من القطط وتقديم ما يلزم من محفزات لها بما يغنيها عن الهجرة إلى أرض الله الواسعة أسوة بما جرى من نزيف هائل من مخزوننا الوطني من الكفاءات منذ السبعينات.ولا بد لهذه الوزارة من ايجاد آليه لمنع التضارب في أداء هذه الوزارات فمثلا هناك أكثر من جهاز للتعاون الدولي في بلادنا ووزاراتنا ومساعدين كثر ينادون بأنه أما تمنحونا ذلك الملف أو نعتكف في جنائننا . أخوتي لا بد لنا من ازالة هذه التشوهات الهيكلية في جهاز الدولة إن أردنا الاستفادة من ثرواتنا القططية بشكل متميز.)).
4
(( الشيء المثير والمخيب للآمال بالنسبة لنا ولمسئولينا الذين جهزوا حقائبهم للسفر بربطات عنق مدهشة وسيارات فاخرة نحو المطار لابرام الاتفاقيات القططية المرتقبة ، تحدث العلماء ان عيون القطط لاتحمل فى طياتها اى ضوء, لكن الوميض الذى يراه البعض فى عيونها, هو مجرد انعكاس للضوء الصادر من اى مصدر خارجى,مثل مصابيح السيارة او لمبات الكهرباء فى المنزل. او اى مصدر للضوء مهما كان ضعيفا.لا تتأثر به العيون البشرية.
معنى ذلك أن القطط نفسها تحتاج الى الكهرباء وان كانت أقدر منا منذ استقلالنا على ضبط ومراقبة احتياجاتها وتنميتها وفقا لمقدار الضوء الصادر إلى عيونها والتوسع الأفقي في حجورها!!
وهكذا يخيب مسعانا مع القطط وتوليد الكهرباء من عيونها كما ذهبت مساعينا في الراحة والسعادة والخير وسعة العيش أدراج الرياح ولم يبق سوى أن نبحث عن الضياء في عيون البغال والحمير والخيل المسومة والنعاج والدجاج الذي عيونه خرز المهم أن نجد الضوء . أما اذا ظهرت مستجدات بخصوص الكدايس ، فعلينا أن نشجع ولادة الناس للتوائم فهم في أساطيرنا يتحولون إلى قطط بالليل فتكون الفائدة بشرية قططية يغني عبرها جموع شعبنا ً:
العيون النوركن بجهرا
يا كدايس الدنيا وجوهرا.)).
د.عبدالرحيم عبدالحليم محمد / الراكوبة